جنرال إسرائيلي يحذر: معاهدة الإمارات تعمق الأزمة مع السلطة

جنرال إسرائيلي يحذر: معاهدة الإمارات تعمق الأزمة مع السلطة

زمن برس، فلسطين:  قال جنرال إسرائيلي إن "التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة تطور عظيم، لكنه يطرح تساؤلات عن مستقبل علاقتنا مع السلطة الفلسطينية".

وأضاف مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية بالاستخبارات العسكرية- أمان، ومستشار الشؤون الفلسطينية بوزارة الحرب، بمقال في صحيفة يديعوت أحرونوت، "صحيح أن الاتفاق مع الإمارات خطوة دراماتيكية ذات إمكانات إقليمية واقتصادية هائلة لإسرائيل، لكن السؤال هو كيفية الاستفادة منها في المشكلة المهمة خارج الخط الأخضر مع الفلسطينيين".

وتابع بأن "اتفاق أبو ظبي وتل أبيب يكشف عن علاقات وثيقة منذ 20 عاما، وهما تشتركان بمصالح عميقة، كالحفاظ على الوضع الإقليمي، ومحاربة نفوذ إيران والإخوان المسلمين، لأن الإمارات ليست دولة نفطية مهملة، بل قوة إقليمية ناشئة ذات نفوذ سياسي وعسكري واقتصادي متنام".

وأكد ميلشتاين، منسق مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي في إسرائيل في معهد بحوث الأمن القومي، أن "نفوذ الإمارات ينعكس بمشاركتها النشطة في الصراعات بمختلف المراكز في الشرق الأوسط في ليبيا واليمن والقرن الأفريقي، ودعم المعسكر المعتدل بقيادة مصر، وهذا الاتفاق محطة مهمة في الجهد الإسرائيلي طويل الأمد لتعزيز التطبيع مع العرب، بما يصاحبه مستقبلا من إنجازات اقتصادية مهمة إذا تم تعزيز العلاقات التجارية والتكنولوجية بينهما".

وأشار إلى أنه "على الصعيد الداخلي، يتيح تطبيع العلاقات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انحدارا محترما نسبيا من شجرة فكرة الضم، التي ثبت منذ البداية أنها صعبة التنفيذ، وفرضت على إسرائيل ثمنا على عدة مستويات دون أن تتحقق فعليا، ورغم انتقادات اليمين، فإن هذه الخطوة ستلقى الإشادة من قبل العناصر السياسية الأخرى في إسرائيل، التي ينظر إليها بشكل إيجابي من قبل الجمهور الإسرائيلي المنهمك بكورونا والاقتصاد".

واستدرك بالقول إن "المشكلة التي لم يتم حلها حاليا هي الأزمة الحادة مع السلطة الفلسطينية، التي تدير علاقات إشكالية مع الإمارات على خلفية دعمها لمحمد دحلان، المنافس اللدود لأبو مازن، وذو العداء العميق لحركة حماس، كما نظر الفلسطينيون لتطبيع العلاقات كإهانة شديدة، باعتباره نجاحا إسرائيليا في الاستراتيجية القائلة بأن التطبيع مع العالم العربي يمكن تعزيزه حتى من دون تسوية كاملة مع الفلسطينيين".

وأشار إلى أن "اتفاق الإمارات وإسرائيل أظهر معضلة السلطة الفلسطينية، فرغم أن خطة الضم بدأت تتلاشى، لكن الطريقة التي تم بها ذلك يصعب على الفلسطينيين هضمها، ما يؤكد أننا أمام مرحلة حساسة يتعين فيها على إسرائيل إظهار التواصل مع السلطة التي تضعف يوما بعد يوم في ظل الأزمة المستمرة".

ودعا لأن "تحاول إسرائيل العمل على جميع المستويات العلنية والسرية، وعبر جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية؛ من أجل غرس الفهم لدى الفلسطينيين بأن قضية الضم أزيلت من جدول الأعمال، وإقناعهم بالعودة للتنسيق الكامل معها، والموافقة على تلقي أموال الضرائب، وفي المستقبل ضرورة أن تدرس إسرائيل كيفية تعميق نفوذ الإمارات في الساحة الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية؛ بالترويج لمشاريع مدنية واسعة النطاق".

وأكد أنه "من دون تحييد الأزمة الحادة مع الفلسطينيين، فإن الإنجاز الدراماتيكي لإقامة علاقات مع الإمارات سيكون له عواقب محدودة، وستستمر إسرائيل في مواجهة تهديد دائم من ساحتها المباشرة، ويرجع ذلك إلى احتمالية تصاعد العنف في الضفة الغربية، واحتمال أن يؤدي ضعف السلطة المتزايد لدفع إسرائيل لممارسة سلطات مدنية واسعة في الضفة الغربية، وهو وضع يقترب تدريجيا من سيناريو الدولة الواحدة".