يديعوت: عوامل إقليمية مهدت لاتفاق الإمارات مع "إسرائيل"

يديعوت: عوامل إقليمية مهدت لاتفاق الإمارات مع "إسرائيل"

زمن برس، فلسطين:  استعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مقال للمستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان، العوامل الإقليمية والاستراتيجية التي مهدت للاتفاق الأخير بين الإمارات و"إسرائيل".

وحسب فريدمان في مقاله  أن "التهديد الإيراني المتصاعد في المنطقة"  ساهم في الاتفاق "التاريخي" بين إسرائيل والإمارات، وتساءل حول "من سيكون عليه الدور في إقامة العلاقات مع إسرائيل بعدها؟".

وقال فريدمان، خريج جامعة السوربون، وباحث الشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون، "يجب شكر إيران على هذا الإنجاز، لأن تهديدها هو العامل الرئيسي للاتفاق التاريخي تحت شعار (عدو عدوي صديقي)".

وأضاف "محمد بن زايد 59 عاما حاكم إمارة أبو ظبي، والحاكم الفعلي لدولة الإمارات، وهو رجل متعلم درس في أكاديمية عسكرية بإنجلترا، وله علاقات بالبيت الأبيض وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو الزعيم البارز بين قادة الخليج في السعي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وكشف أن "التقارب بين إسرائيل والإمارات بدأ منذ قرابة 20 عامًا بفضل الصفقات الاقتصادية الموقعة منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، ومن المتوقع أن تكون هناك اتفاقيات أقل شهرة على المستوى الأمني ضد إيران، وفي الآونة الأخيرة ظهرت مؤشرات على رغبة الإمارات في جعل العلاقات مع إسرائيل رسمية".

وزعم أن "ابن زايد يشترك مع إسرائيل في مواجهة عدوين رئيسيين: إيران والإخوان المسلمين، وفرعها في غزة ممثلا بحركة حماس، ويبذل جهودا لتسخير قدرات إسرائيل لمساعدة المحور المعتدل في المنطقة ممثلا بالأردن ومصر والسعودية والبحرين في مواجهة المحور التركي القطري".

وأشار إلى أن "صراع الإمارات ضد تركيا وقطر يبرز بعدة ميادين أبرزها الحرب في ليبيا، ويتوقع أن تمارس مصر والإمارات ضغوطاً على الحلفاء العرب الآخرين للتقارب من إسرائيل، وفي ظل هذه الخلفية، يمكن قراءة التصريحات المفاجئة لمسؤولي الإمارات، وحكومتي حفتر في ليبيا وموالين لهم في جنوب اليمن، وأعلنوا فيها استعداداتهم لبحث المفاوضات مع إسرائيل".

وأكد أنه "على المستوى السياسي والاقتصادي، يبدو أن الاتفاق مع إسرائيل ملح بالنسبة للإمارات، وليست نتيجة ضغط أمريكي وحده، رغم أنه يصب بمصلحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المهتم بتقديم إنجاز سياسي قبل انتخابات تشرين ثاني/نوفمبر، لكن الاتفاق ما كان ليتحقق لولا مبادرة الإمارات، لأن السبب الرئيسي لتوقيته الحالي هو الزيادة الكبيرة في عتبة التهديد الذي يشكله أعداؤها في الشرق الأوسط".

وزعم أنه "في الآونة الأخيرة راقبت إسرائيل زيادة مخاوف إماراتية من إمكانية تجاوز إيران للعقوبات الأمريكية عقب اتفاقها مع بكين، مما سيكون له تداعيات اقتصادية وأمنية، وتخوف الإمارات من انتهاء العقوبات على إيران إن خسر ترامب الانتخابات، واستعداد الديمقراطيين لتجديد الاتفاق النووي مع إيران".

وأوضح أنه "على المستوى الاستراتيجي اشتد القلق الإماراتي بشكل أساسي منذ هجوم إيران على منشآت أرامكو في السعودية في 2019، وأثار مفاجأة السعودية والإمارات، ولم يلق حينها ردًا أمريكيًا مناسبًا، وفي العام نفسه، اشتدت تهديدات الحوثيين المدعومين من إيران، وهددوا بإرسال صواريخ وطائرات بدون طيار لتدمير أبو ظبي ودبي، واضطرت الإمارات لتقليص مكانتها في التحالف السعودي بعد هذا التهديد".

وأشار أن "السعودية موجودة في قلب الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، ولعل صمت قادتها يدل على تأييدهم له، ومن بين الإمارات الخليجية الأخرى المتوقع انضمامها للاتفاق مع إسرائيل بعد الإمارات تظهر البحرين أولاً وقبل كل شيء، التي خشيت في السنوات الأخيرة بالتهديد من النفوذ الإيراني، مستغلة أغلبيتها الشيعية، ووردت تقارير في السنوات الأخيرة عن تعاون استراتيجي وأمني بين المنامة وتل أبيب".

وأوضح أن "البحرين أول دولة خليجية استضافت الوزير الإسرائيلي يوسي ساريد في 1994، وفي 2013، كانت الأولى في العالم العربي التي أعلنت حزب الله منظمة إرهابية، وقبل نحو عامين، برر وزير خارجيتها هجمات إسرائيل على أهداف إيرانية في سوريا".

وزعم أن "الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يتم في نفس الوقت الذي يتعرض فيه المحور الإيراني لضربات متلاحقة، اقتصادية من خلال العقوبات الأمريكية على إيران وحزب الله، واستراتيجية من خلال اغتيال قاسم سليماني، وتفجيرات في منشآت إيرانية، وتفجيرات إسرائيلية في سوريا، وإعلامية من خلال انتقادات شديدة في الشارع العربي، ومظاهرات ضد إيران في العراق، وضد حزب الله في لبنان".

وختم بالقول إن "الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي قد يكون مفاجأة لوسائل الإعلام، لكن يجب الافتراض أنه تم التخطيط له وصياغته لفترة طويلة، حيث تتمتع هذه الاتفاقية بإمكانية التعاون الاقتصادي والاستراتيجي، وحتى العلمي الطبي للحرب على كورونا، ويمثل بداية حقبة جديدة في الشرق الأوسط".