دراسة: التلقيح الصناعي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

دراسة: التلقيح الصناعي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

زمن برس، فلسطين:  تستعين بعض النساء حينما يفقدن الأمل في الانجاب بتقنية التلقيح الصناعي، وقد تنجح هذه الطريقة مع بعضهن فينجبن، ولا تنجح مع أخريات فلا ينجبن.
وتزايد في الآونة الأخيرة التحذير من الآثار الجانبية السلبية لتقنية التلقيح الصناعي سواء على الطفل أم على الأم.
ويرى خبراء، أن تحفيز المبيض عند المرأة خلال عملية التلقيح الصناعي لإنتاج المزيد من البويضات، باستخدام العقاقير، يؤدي لزيادة مستويات الإستروجين، والذي ربما يكون أحد أسباب إصابة المرأة بسرطان الثدي وفق طبيبة بريطانية.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية خبرا أشارت فيه إلى أن دراسة جديدة كشفت أن التلقيح الصناعي "أطفال الأنابيب" يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللائي يخضعن لهذه العملية.
وجمع باحثون من جامعة كوبنهاغن الدنمركية بيانات من أكثر من 6260 ألف امرأة تزيد أعمارهن على 21 عامًا، ووجدوا صلات مباشرة تشير إلى أن النساء اللواتي يبلغن أكثر من 40 عامًا وخضعن للتلقيح الصناعي هن أكثر عرضة بنسبة 65 في المئة للإصابة بالمرض، بينما كان الخطر المتزايد في جميع الأعمار 10 في المئة.
وذكرت الصحيفة أنه استعدادًا للتلقيح الصناعي، يتم إعطاء النساء عقاقير لتحفيز المبايض على إنتاج مزيد من البويضات، وهذا يعني أيضًا زيادة في مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، والتي يعتقد العلماء أنا قد تفسر الرابط بين سرطان الثدي وبين التلقيح الصناعي.وقام فريق البحث بتتبع 59 ألف امرأة أنجبن بعد خضوعهن لعلاج الخصوبة، ثم قارنوهن مع 567 ألف امرأة من نفس الفئة العمرية ولكنهن أنجبن عبر الولادة الطبيعية، وخلال فترة الدراسة والتي استمرت 20 عاما تم تشخيص 3,894 حالة، أو أقل من 1 في المائة من النساء بسرطان الثدي.
وأوضحت الصحيفة أنه بشكل عام فإن خطر الإصابة بالسرطان في الفئة العمرية للنساء في الدراسة كان منخفضًا، أي ما يعادل 0.6 في المئة فرصة للإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي أنجبن طبيعيا، مقارنة بنسبة 0.8 في المئة فرصة للإصابة عند النساء اللواتي أنجبن عبر التلقيح الاصطناعي.
وخلص الباحثون في الدراسة التي قدموها في مؤتمر الجمعية الأوروبية للتكاثر البشري والأجنة في فيينا إلى أنه "قد يكون هناك خطر متزايد بسبب الضعف المرتبط بالعمر، وللتعرض للهرمونات أو لجرعات أعلى من الهرمونات أثناء المعالجة".
وبحسب الصحيفة فقد أجريت الدراسة في الفترة من 1994 إلى 2015 وكان مقابل كل امرأة أنجبت عبر التلقيح الصناعي عشر نساء أنجبن طبيعيا.
من جهتها قالت قال البروفيسورة "غيتا نارغوند" من مستشفى سانت جورج في لندن: "هذا اكتشاف ذو أهمية كبيرة، فالنساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مع تقدمهن في السن خاصة إذا لم يلدن".
وتابعت: "علاوة على ذلك فإنهن إذا قمت بإضافة أدوية تحفيز تزيد من مستويات الإستروجين فيبدو أن هذا الخطر يزداد، وهذه الدراسة دعوة للاستيقاظ حول استخدام جرعة عالية من التحفيز في عملية التلقيح الصناعي، وخاصة عند النساء فوق سن الأربعين".
بدوره قال اختصاصي النسائية والتوليد والعقم أسامة خالد: "التقدم بالعمر بشكل عام يزيد نسب الإصابة بالأمراض ومنها سرطان الثدي، ونعم، التعرض لكميات غير مدروسة من أي مادة سواء هرمونية أو غيرها، يؤدي لزيادة الإصابة بالأمراض و منها السرطانات، وبالتالي نعم، هذه الدراسة فيها شيء من المنطق ولكن صحتها يتم التثبت منها مع مرور الوقت".
وتابع خالد في حديث لـ"عربي21" حول تأثير التحفيز في عملية التلقيح الصناعي على زيادة مستويات الإستروجين والذي قد يسبب سرطان الثدي: "الهرمونات بشكل عام و الإستروجين تحديدا لها علاقة قويه مع سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم".
واستطرد قائلا: "ولكن العلاج للعقم يكون مدروسا بعناية، وإذا كان ضمن المنطق و الدراسات بدون إفراط فإنه يعتبر آمنا".
وحول ما إذا كان ينصح النساء ممن يبلغن من العمر أكثر من 40 عاما بإجراء عملية التلقيح الصناعي أم لا قال خالد: "أنا شخصيا مع المرضى الذين أعالجهم لا أتعامل مع المرضى الذين يبلغون من العمر أكثر من 40 عاما إلا في حالات خاصة وقليلة، وأنصح من تقرر اللجوء لتقنية التلقيح الصناعي وهي بمثل هذا العمر متابعة طبيب يختص بأطفال الأنابيب وذي خبرة، مع أني أفضل أن تقوم المرأة باللجوء لهذا العلاج قبل الأربعين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المعروف بالفعل أن الإصابة بالعقم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن احتمال الإصابة قد يصل إلى 20 في المئة حين تكون المرأة عقيمة.
ومع ذلك يعتقد مؤلفو الدراسة الجديدة أن الارتباط الذي توصلوا إليه منفصل عن الخطر الأوسع الذي يمثله العقم.
يُذكر أن دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية، ربطت بين التلقيح الصناعي، وبين تعرض أطفال الأنابيب للسرطان، في مراحل مبكرة من عمرهم، ووجد الباحثون القائمون على هذه الدراسة بأن خطر الإصابة بسرطان الطفولة يزيد من 1.9 حالة إلى 2.5 لكل 10000 طفل مولودين عبر تقنية التلقيح الصناعي.