"غزة قد تكون المكان الأوسخ".. ماذا قال أبو سيف أيضًا عن يافا؟

"غزة قد تكون المكان الأوسخ".. ماذا قال أبو سيف أيضًا عن يافا؟

قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن "غزة قد تكون المكان الأسوأ والأوسخ والأكثر اكتظاظًا بالسكَّان في العالم"، مُبديًا استعداده في نفس الوقت لأن تكون مدينة يافا الفلسطينية المحتلة جُزءًا من "إسرائيل" مقابل حكم غزة والضفة.
وذكر أبو سيف خلال حوار مع موقع "قنطرة" الإلكتروني التابع لإذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله)، أن غزة مكان يحكمه "الأصوليون" (المتشددون)، ويفرضون حصارًا على أهلها إلى جانب "إسرائيل"، لكنه قال إن غزة "مكان أجد فيه نفسي في بيتي".
وأضاف "حركة حماس هي حارس في سجن كبير اسمه غزة. هذه هي الحقيقة غير المعلنة. يوجد حصار إسرائيلي وحصار من قِبَل حماس، وكلٌ منهما يُكمِّل الآخر من أجل السيطرة على الأهالي في غزة".
وعرّف أبو سيف عن نفسه بأنه "من المثقَّفين العلمانيين الليبراليين"، قائلًا إن: "حماس تتمنى أن نختفي جميعنا من غزة".
وبشأن حالة الانقسام السياسي، قال أبو سيف إن: "الانفصال مناسب لحماس لكي تبقى في السلطة التي استولت عليها بالقوة في عام 2006"، مستدركًا "أنا لا أقول إنَّ فتح غير مذنبة في ذلك".
وأضاف "لكن بعد أن فشل الإسلاميون في مصر وليبيا وتونس، باتت غزة هي المنطقة الوحيدة المتبقّية للإخوان المسلمين. وهذا يعتبر بالنسبة لفرعهم - حركة حماس - أكثر أهمية من الحلم الوطني"، على حد قوله.
وفيما يتعلق بالعقوبات التي تفرضها السلطة على غزة منذ نحو عامين، ذكر وزير الثقافة أن السلطة "بدأت في شهر كانون الأوَّل/ديسمبر 2018 في الحدِّ من هذه التدابير".
واستدرك "ولكن بعد ذلك احتجزت إسرائيل بعض أموال الضرائب المستحقة لنا، وقد قاومنا ذلك برفضنا قبول المبلغ الباقي".
وبصرف النظر عن ذلك، وفق أبو سيف، فإنه "عندما تسيطر حماس على غزة فيجب عليها أيضًا أن تتحمَّل مسؤولية الحكومة".
وأضاف "لا يمكن أن نتولى نحن تعبيد الشوارع والطرقات أو بناء مستشفى ومن ثم يأتي إسماعيل هنية بصفته أعلى ممثِّل لحركة حماس ليفتتح المشاريع رسميًا. نحن لا نتخلى عن غزة، فهؤلاء شعبنا. غير أنَّنا لا نريد تمويل نظام حماس في غزة".
وبشأن رد السلطة على صفقة القرن الأمريكية لإنهاء القضية الفلسطينية، قال أبو سيف إن: "القرار يتَّخذه عباس (الرئيس محمود)".
وذكر وزير الثقافة أن عائلته عاشت في يافا أكثر من ألف عام، لكنه قال: "أنا مستعد أن أقبل بأن تكون يافا جزءًا من إسرائيل طالما ظلت غزة والضفة الغربية لنا".
وأضاف "لكن حكومة نتنياهو ترفض ذلك. فماذا تتوقَّعين مني؟ أن أتنازل عن أكثر من ذلك؟ لقد تنازلنا عن نحو ثمانين في المائة من وطننا القديم. والآن يجب علينا أيضًا أن نتقاسم النسبة المئوية المتبقية؟ لا! فهذا غير منطقي".
ردود فعل
وقوبلت تصريحات أبو سيف بسخط شعبي واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ومطالبات بإقالته ومحاسبته على الإساءة لغزة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن: "مهاجمة وزير الثقافة في حكومة فتح في رام الله عاطف أبو سيف لقطاع غزة، تساوق مع الدعاية الإسرائيلية التي تقوم بها حكومة الاحتلال في المحافل الدولية، لشيطنة القطاع ومقاومته".
وذكر المتحدث باسم الحركة حازم قاسم أن "ادعاءات الوزير أبو سيف تبرئة للاحتلال عن مسؤوليته عن حصار قطاع غزة، ومحاولة للتغطية على جريمة العقوبات التي تفرضها قيادة السلطة على أهالي القطاع".
أما حركة الأحرار فقالت إن تصريحاته "تؤكد مدى الانحدار الوطني والقيمي والأخلاقي لهذه القيادة التي تسعي لكسب رضا وثقة رئيس السلطة الذي يقود المؤامرة ضد غزة"، وفق قولها.
ورأت "الأحرار" أن التصريحات "جزء من السباق الفتحاوي لإثبات الولاء من بوابة تجريم وشيطنة غزة تساوقًا مع الحملة الدولية والصهيونية ومن بعض الأقطاب العربية ضدها".
وذكرت أن "التصريح سيبقى وصمة عار على جبين أبو سيف الذي يعلم جيدًا أن أهل غزة هم عنوان الطهارة والشرف والنقاء والبطولة والتضحية والإقدام، وسيخلد التاريخ سيرتهم الناصعة بصمودهم وثباتهم ومقاومتهم وتحديهم للاحتلال وإجرامه وعدوانه".
ودعت لـ"لجم هذه الأصوات النشاز التي تاهت لديها البوصلة وانقلبت الحقائق، فلم يعد الاحتلال الصهيوني هو العدو في نظرهم بل غزة التي تمثل رأس الحربة في مواجهة الاحتلال الذي يسهر أمثال أبو سيف وقيادة السلطة حراسًا على أبوابه وخدما لديه"، على حد تعبيرها.
أما حركة المجاهدين فقالت إن: "غزة أشرف وأطهر مكان في العالم".
وأضافت أن "هجوم عاطف أبو سيف على غزة عربون يدفعه لكي يثبت كرسيه الوهمي في حكومة اللاتوافق الوطني".
ورأت أن "أبو سيف وضع نفسه موضع العداء لغزة وأهلها الصابرين الصامدين".
أما وزارة الثقافة في غزة، فاستنكرت التصريحات وعدّتها "سقطة وطنية وأخلاقية لا تغتفر، وتعبر بشكل واضح عن نهج قيادة السلطة وتنازلها عن الثوابت الوطنية الفلسطينية لصالح الاحتلال، وسعيها المستمر لتشويه غزة وشيطنتها".
ورأت في بيان وصل "صفا" أنه "كان الأجدر بأبي سيف استغلال ظهوره الإعلامي مع مؤسسة اعلامية دولية وتركيز حديثه لفضح جرائم الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة ومصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء الكتل الاستيطانية وجدار الفصل العنصري، والاعتداءات على المقدسات الاسلامية والمسيحية، والحصار الاجرامي المفروض على قطاع غزة، وسعي الاحتلال لسرقة وتزييف تاريخ الشعب الفلسطيني، وطمس معالم هويته الوطنية، بدلًا من التقّرب من الاحتلال والتساوق مع روايته".
وطالبت فصائل العمل الوطني كافة بنبذ الخلافات السياسية وتعزيز القواسم المشتركة وتوحيد الموقف الفلسطيني لصياغة استراتيجية وطنية شاملة وتوجيه كافة الجهود للتصدي لتغول الاحتلال وجرائمه بحق فلسطين وشعبها وتاريخها وتراثها.