الحمد الله: لن نخضع للابتزاز وسنتمكن من تجاوز الأزمة الراهنة

الحمد الله: لن نخضع للابتزاز وسنتمكن من تجاوز الأزمة الراهنة

زمن برس، فلسطين:  قال رئيس حكومة تسيير الأعمال د. رامي الحمد الله: "إننا نواجه اليوم، قيادة وحكومة وشعبا، تداعيات مرحلة فارقة تزداد فيها التحديات والصعاب، حيث يتعاظم الحصار المالي والسياسي المفروض علينا، وتواصل إسرائيل تحدي الإرادة الدولية حيث تتوسع في استيطانها، وفي نهب الأرض والموارد، وتفرض مخططات التهجير على شعبنا في القدس وتحاول إفراغها من سكانها الأصليين وتحاصر مؤسساتها وقواها الوطنية، وتحكم حصارها على قطاع غزة، كل هذا للتضييق على شعبنا وابتزازه ماليا وللمزيد من تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتواصلة جغرافيا، لقد أكدنا ونؤكد أننا لن نخضع للابتزاز، وسنتمكن من تجاوز الأزمة الراهنة، سنعيد ترتيب بعض الأولويات، وسنعمل على المزيد من ترشيد وتقنين النفقات، بما يتجاوب مع التحديات الجديدة، لنتمكن من الوفاء بالتزاماتنا تجاه المواطنين، فالمطلوب اليوم هو تعزيز الالتفاف الوطني حول فخامة الرئيس محمود عباس ودعم مواقفه الثابتة أمام التحديات والصعاب".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل إطلاق فعاليات اليوم الوطني الاول لادارة النفايات الصلبة في فلسطين، اليوم الإثنين بمدينة رام الله، بحضور وزير الحكم المحلي، د. حسين الأعرج، والسفير الياباني لدى فلسطين تاكيتشي اوكوبو، والممثل الرئيسي لمكتب جايكا في فلسطين توشيا أبيه، وعدد من الوزراء والشخصيات الرسمية، ورؤساء وأعضاء هيئات الحكم المحلي ومجالس الخدمات المشتركة، والفريق الوطني لإدارة النفايات الصلبة.
وأضاف الحمد الله: "يسرني أن أكون معكم في فعاليات اليوم الوطني الأول لإدارة النفايات الصلبة في فلسطين، إعمالا لحقنا في حياة طبيعية نظيفة وبيئة سليمة، ووقوفا عند مسؤولياتنا في بلورة حلول شاملة ومستدامة للنفايات الصلبة، لا بل والاستفادة منها كموارد وفرص استثمارية، فهذا الملف يعتبر من ركائز عملية البناء والتنمية، وبقاؤه عالقا أو عائقا، سيكون له تبعات خطرة على الصحة العامة والبيئة والسياحة أيضا، وتزداد أهمية هذه الفعالية بمشاركة الأخوة في هيئات الحكم المحلي والمجالس المشتركة من قطاع غزة، في شكل آخر للوحدة والاصطفاف لتحقيق أهدافنا السامية في حماية أرضنا ومواردها".
وتابع رئيس حكومة تسيير الأعمال: "باسم فخامة الرئيس محمود عباس، أشكركم على عقد هذه الفعالية، فالبيئة والأرض والموارد هي حقوق إنسانية ووطنية نفسية، نعمل على حمايتها من الاحتلال والمصادرة ومن الأخطار الصحية والبيئية".
 
واردف الحمد الله: "يشكل قطاع النفايات الصلبة، أحد القطاعات ذات التأثير المباشر على المواطن وصحته وعلى الأرض ومستقبلها، لهذا أولته الحكومة اهتماما خاصا، بالمراكمة على ما تم تحقيقه في السنوات الماضية وفي ظل الحكومات السابقة، حيث أطلقنا الاستراتيجية الوطنية الثانية لإدارة النفايات الصلبة 2017-2022 كجهد وطني ودولي جماعي، وبشراكة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، لتكريس إدارة متكاملة ومستدامة للنفايات الصلبة بكافة أشكالها، وواصلنا في إطارها، وضع الخطط للتخلص الآمن من النفايات وإغلاق المكبات المفتوحة والعشوائية، وتنفيذ أعمال الرقابة والتفتيش، وبلورة الأسس التشريعية والفنية لتطوير نظم إدارة النفايات الصلبة والتي بها تجاوزنا بعض التحديات، كما ونعمل على إعداد وإقرار النظام الوطني لإدارة النفايات الصلبة". 
واستطرد رئيس حكومة تسيير الأعمال: "وفي إطار أربعة عشر مجلسا مشتركا لإدارة النفايات الصلبة، تدار خدمات هذا القطاع في كافة أنحاء الوطن وتقدم لأكثر من 70% من المواطنين بشكل مباشر، وبالرغم من أننا نعمل اليوم من خلال مكبي "زهرة الفنجان" و"المنيا"، إلا أن هناك حاجة لإقامة مكب ثالث مقترح في بلدة رمون في محافظة رام الله والبيرة تعيق قيود الاحتلال إقامته، ويتوالى العمل في بناء مكب في شمال غزة وآخر في جنوبها في منطقة الفخاري، لإنهاء ظاهرة المكبات العشوائية".
واستدرك الحمد الله: "إننا لم نتحرك داخليا وفي إطار وطني فحسب لتطوير قطاع النفايات الصلبة، بل ربطنا العمل بذلك مع أهداف التنمية المستدامة 2030 وغاياتها، وعملنا على بلورة الخطة الوطنية للتكيف مع تغير المناخ التي تغطي اثني عشر قطاعا، والخطة الوطنية للتخفيف من الانبعاثات والتي تشمل الفترة حتى عام 2040، وقد تم إدماجهما في تقرير" المساهمات المحددة وطنيا"، الذي سلمناه قبل أقل من عامين للأمانة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ".
وأوضح رئيس حكومة تسيير الأعمال: "لقد تشاركنا مع دول العالم وضع الخطط العملية للتصدي للتحديات التي نواجهها نتيجة للتبعات الخطيرة الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي، رغم أن دولة فلسطين لا تتجاوز غازات الدفيئة فيها 0.01% من مجمل انبعاثات العالم، ولا تساوي ما تنتجه منطقة استيطانية صناعية واحدة، إذ قامت إسرائيل بنقل عشرات المصانع إلى المستوطنات المقامة على أراضينا، متعمدة تلويث البيئة والأجواء الفلسطينية، رغم ذلك، كانت فلسطين من أوائل الدول التي سارعت للتوقيع والمصادقة على اتفاقية باريس لتغير المناخ، وشارك فخامة الرئيس شخصيا في حفل التوقيع عليها في نيويورك، إننا نناشد المجتمع الدولي دعمنا في تنفيذ الخطط الطموحة وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا، لحماية مستقبل البيئة الفلسطينية".
 
واضاف الحمد الله: "إننا بالإضافة إلى هذه التحديات، نضطر للتعامل مع كميات من النفايات الإسرائيلية المهربة بسبب عدم سيطرتنا على المعابر والمنافذ، وتقوم طواقم سلطة جودة البيئة، وبالتعاون مع جهاز الضابطة الجمركية والأمن الوطني، بعملية الرقابة والتفتيش، وضبط الشحنات المهربة، وإرجاعها والتبليغ ضد الاحتلال".
وتابع رئيس حكومة تسيير الاعمال: "تشكل هذه الفعالية، منبرا هاما للتدارس وتبادل الخبرات لتكريس أفضل الممارسات البيئية في جميع مراحل إدارة النفايات على اختلاف مصادرها بالتدوير وإعادة الاستخدام والتقليل من كميتها والاستثمار فيها، فضمان جودة إدارة النفايات الصلبة، هو صمام الأمان لتجنيب المواطن الفلسطيني وبيئته ويلات التلوث والأمراض وسوء الاستخدام، بل على العكس، ستزيد في حال الاستخدام الأمثل لها من إنتاجية موارد الطبيعة، وتخلق فرص العمل وتنهض بالاقتصاد المحلي، نحيي الهيئات المحلية ومجالس الخدمات المشتركة، التي بادرت بعضها إلى تشجيع فرز النفايات، ونذكر بلدية رام الله، التي قامتْ مشكورة بوضع أماكن وإرشادات للمواطن لهذا الغرض، كما رأينا العديد من المبادرات في نفس السياق، واجبنا أن نعمل على مأسستها وتعميمها على كافة هيئاتنا المحلية وتوفير الدعم لها".
واختتم الحمد الله: "أشكر القائمين على هذه الفعالية الهامة المتمثل بوزير الحكم والمحلي واسرة الوزارة التي تضع جهودنا جميعا على الطريق الصحيح، وأحيي شركائنا الحقيقيين في اليابان على تضامنهم ودعمهم المتواصل لحقوق شعبنا وعلى شراكتهم المتميزة معنا في وضع أسس دولة فلسطين وبناء وتطوير مؤسساتها وقطاعاتها".