عندما يتم صفع المندوب الصهيوني على قفاه!

أثارني بشدة الحوار الهام ذو الدلالات العميقة الذي تم بين الغاصب الاسرائيلي من على منصة المنتظم الأممي وبين مندوب دولة فلسطين المتمكن رياض منصور.
وكان مجال الحوار حول فلسطين، واقتراب اتخاذ 5 قرارات لصالح القضية الفلسطينية في جلسة الجمعية العامة للتصويت على مشاريع قرارات تقدمت بها اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ما لم يعجب المغتصب، حتى أنه تهكم على ذلك وهذا شيء مفهوم من المحتل الغاصب، وليس هذا مجال الرد لدي هنا، وانما الحوار غير المباشر الذي دار بين المندوبين أي الفلسطيني، والاسرائيلي.
قال رياض منصور: "بعد مرور 71 عاما على اعتماد القرار 181  الذي قسّم فلسطين وذلك ضد رغبة وحقوق شعبنا"، ونتوقف هنا عند هذه الجملة الافتتاحية لفقرته لنقول: أنه بالطبع كان صادقا، ومازال وجود الكيان العنصري الاحتلالي الاستعماري الجاثم على أرضنا مرفوضا من الكل الفلسطيني، فالقرار جائر وظالم لشعبنا وأرضنا ومازال كذلك، فالأرض لنا رغم تعاملنا مع القرار.
هذا التصريح للمندوب الفلسطيني يؤكد فكرة أن كل فلسطين الجغرافيا والتاريخ والحق لنا بغض النظر عن الكيانات السياسية القائمة ومنها دولة "اسرائيل"على أرض فلسطين، ودولة فلسطين تحت الاحتلال.
إن هذه الكلمة العربية الفلسطينية صفعة لكل مخرص يردد أن هناك من تنازل عن ثلثي فلسطين، فلا أحد ولن يكون هناك احد يتنازل عن فلسطين مطلقا، مع أهمية الفهم للمعادلات السياسية وسياق الحق والتاريخ والجغرافيا والوعي بالمتغيرات ودهاليز القوة والسياسة ووسائل النضال المتغيرة، الذي انتج موافقة حركة فتح وحماس والفصائل عامة (عدا الجهاد) بالمطالبة باستقلال دولة فلسطين القائمة والمعترف بها تحت الاحتلال على أرض العام 1967.
المثير الآخر هو رد المندوب الصهيوني على  الأخ رياض منصور -وان بشكل غير مباشر- ولكنه واضح فلقد قال: "في هذ اليوم وبعد 71 عاماً تحقق حلمنا المعجزة، 33 من الدول في هذا القاعة صوتوا بايجابية لتخصص جزء من "أرض "اسرائيل"" من اجل تقرير "الشعب اليهودي"" ؟!
وبالطبع كذب الاسرائيلي المخادع في هذه الكلمة الرد عندما قال "أرض اسرائيل"! فما كانت وحسب القرار نفسه الا أرض فلسطين.
 ثم كذب بالقول "المعجزة"، إلا أن اعتبر الاحتلال والقتل والعنصرية الطاغية والأبارتهايد معجزة، فهنا فقط يكون صادقا.
والكذبة الثالثة للمندوب الصهيوني في الامم المتحدة هي مصطلح "الشعب اليهودي"! فلا شعب يلحق ديانة ولا جينات وراثية تدلل أن الاوربيين والروس والعرب من أتباع الديانة اليهودية كانوا شعبا مطلقا، فهم قوميات منفصلة كما هو واضح.
ونضيف لذلك الكذبة الاكبر -الى درجة الضحك- أيضا  للمندوب الصهيوني إذ يقول : "قبلنا ما أعطي لنا بإمتنان وحولناه الى شيء استثنائي"!؟
ونترك الكتاب الاسرائيليين شلومو ساند وجدعون ليفي وميرون بنفنستي وايلان بابه يصفعون المندوب على قفاه ويوضحون له ولكل الكيان اليميني الأبارتهايدي الاحتلالي الحاكم ما هو القبول وما هو الاستثنائي حقا، عندما يسطرون بوضوح كتبا بالوثائق عن التزوير والوحشية والقتل والمذابح والاستعمار والتطهير العرقي الذي قامت به الحركة الصهيونية في فلسطين ضد الفلسطينين أصلاء الأرض الوحيدين.
يضيف رياض منصور قائلا عن مناسبة التقسيم: (كيف بوسعنا ان نواصل العمل مع الجمعية ولا سيما في هذه الذكرى الأليمة والمؤسفة) وفي ظل أن (اسرائيل الدولة القائمة في الاحتلال لا تزال تزيد من احتلالها لاراضينا وتزيد من قمعها لشعبنا وتدمر السلام وتفكك حل الدولتين مستوطنة تلو الاخرى)
ويضيف منصور بذكاء واضح قائلا: (الانتهاكات الاسرائيلية وجرائم الحرب الاسرائيلية لا تعاقب في المجتمع الدولي بل على العكس من ذلك يجعلنا نواصل التمسك اكثر بالتواصل السلمي ونحاول ان نقنع شعبنا ولا سيما الشباب بهذا المسار السلمي بفوائده في حين انهم لم يرووا اي من هذه الفوائد في حياتهم اليومية ولا يرون اي افاق لمستقبل خال من الاحتلال.)
كل التحية للمندوب الفلسطيني المتمكن في الامم المتحدة وشاهت وجوه المهرولين نحو تقبل القفا الصهيوني خوفا من احمرار أثر الصفعة.