هل تُدفع حماس لمواجهة مع إسرائيل بعد انهيار جهود التهدئة؟

هل تُدفع حماس لمواجهة مع إسرائيل بعد انهيار جهود التهدئة؟

زمن برس، فلسطين:  تشير المعطيات والتصريحات التي صدرت مؤخرا عن عديد الأطراف أن مسار التهدئة بين المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حماس، وبين إسرائيل قد تعطل، أو أرجئ على الأقل في الوقت المنظور، بعد اشتراطات مصرية ربطت فيها التوصل إلى تهدئة بانجاز ملف المصالحة الفلسطينية أولا.

ورغم التحركات الحثيثة التي كانت تشي بقرب ابرام اتفاق التهدئة برعاية مصرية، والتصريحات التي كانت تصدر عن القاهرة ومسؤولين في حماس حول قرب التوصل إلى اتفاق ، إلا أن المسار برمته واجه "عصي في الدواليب"، الأمر الذي اعتبره محللون خديعة تعرضت لها حماس كان الهدف منها شراء الوقت، ودفع حماس إلى رفع يدها عن مسيرات العودة التي شهدت هبوطا ملحوظا في زخمها مؤخرا، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول امكانية اندلاع مواجهة قريبة بين حماس وإسرائيل في ظل انسداد الأفق السياسي.
ولم يغب رئيس السلطة محمود عباس عن الأحداث الجارية، بل كان له اليد الطولى في وقف مساعي إبرام الاتفاق، حيث كشفت صحيفة الحياة اللندنية أن عباس أوقف اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل، بعدما أن هدد الأطراف المشاركة فيه بوقف التحويلات المالية إلى قطاع غزة في اليوم التالي للاتفاق، وتحميل هذه الجهات المسؤولية عن انفصال القطاع عن بقية الأراضي الفلسطينية.
وقالت المصادر إن عباس أبلغ جهات عربية ودولية كانت تتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، نيابة عن حماس، بأنه لن يسمح بحدوث اتفاق يخص جزءاً من الأراضي الفلسطينية بين أي فصيل سياسي وإسرائيل، وأنه سيتخذ إجراءات لم يتخذها من قبل لمنع ذلك.

موقف عباس هذا دفع مصر إلى التراجع عن جهودها في هذا المسار، حيث أبلغت مصر السلطة الفلسطينية، رسمياً، بأنها لن تتفاوض على هدنة بين حماس وإسرائيل من دون موافقة الرئيس محمود عباس، وأنها أعطت الأولوية الأولى لملف المصالحة.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن الوفد المصري الرسمي الذي زار رام الله أخيراً، أكد لعباس أن مصر لا يمكنها أن تكون جزءاً من صفقة هدنة في غزة من دون مشاركة قيادة منظمة التحرير، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

ولعل موقف عباس يفسر ما صرح به المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، حين اتهم أطرافا (لم يسمها)، بالعمل على عرقلة جهود التهدئة في غزة، وقال إن هذه الأطراف تسعى لإشعال الأوضاع بين حماس وإسرائيل إلى درجة الدخول في مواجهة عسكرية.

وأكد خلال تصريحاته التي نقلتها القناة التلفزيونية السابقة، أنه تم بذل جهود غير مسبوقة، خلال الشهرين الماضيين، لمنع وقوع الحرب في قطاع غزة.

ولم يشر المبعوث الدولي صراحة إلى تلك الأطراف التي تعطل التوصل إلى التهدئة، التي أكد مسؤولون فلسطينيون في وقت سابق أنها قطعت شوطا طويلا بالرعاية المصرية، لكن فهم من حديثه أنه موجه للسلطة الفلسطينية، التي انتقد مسؤولوها، هذا المسؤول الدولي.

وكان من المتوقع أن يتم الإعلان عن دخول التهدئة الطويلة التي تمر بست مراحل، حيز التنفيذ بعد إجازة عيد الأضحى، بعد إجراء الوسطاء المصريين لقاءات طويلة حولها مع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس منجهة، ومع مسؤولين إسرائيليين من الجهة الأخرى.

وقال الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري أمير بوخبوط ، إن "حماس قد تفسح المجال لمزيد من التصعيد العسكري على حدود غزة بعد أن شعرت أن ظهرها بات للحائط، في ظل فشل جهود التهدئة، مما يعني أنها عادت لنقطة الصفر.

وأضاف في  أن "أوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية تخشى أن حماس قد تذهب باتجاه تعزيز المظاهرات الشعبية من جديد على الحدود، والاشتباك مع الجنود، لأن حالة الإحباط التي تسود قيادتها عقب تلك التطورات قد تدفع لإعادة التسخين، بعد هدوء استمر لأسبوعين لم يقتل فيه أي فلسطيني على الحدود".

وأوضح أنه "في أعقاب زيارة قيادة حماس إلى غزة الشهر الماضي، والضغوط المصرية عليها، قررت الحركة تقليص مستوى الفعاليات على الحدود، والتوقف التدريجي عن إطلاق البالونات الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة، وفي الوقت الذي واصلت فيه مصر مباحثاتها لتحقيق تهدئة بين حماس وإسرائيل، وضع رئيس السلطة الفلسطينية العصي في الدواليب، وأرسل للقاهرة بأن المصالحة مقدمة على التهدئة، ولذلك قررت القاهرة وقف جهودها السابقة".