إسرائيل مصرة على مواصلة غاراتها ضد إيران بسورية

إسرائيل مصرة على مواصلة غاراتها ضد إيران بسورية

زمن برس، فلسطين:  على وقع التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ماضية في نهجها وتعاملها العسكري والميداني مع تطورات الأحداث لاحتواء التموضع الإيراني بسورية، فيما تدفع قيادة الجيش نحو مواصلة النهج الهجومي بسورية بالوقت الذي تتجه الولايات الأميركية على إبقاء قواتها بالأراضي السورية.
السياسية الهجومية ومحاربة التواجد الإيراني بسورية لا يقتصر فقط على القيادة العسكري، بل هو موقف يتناغم مع المستوى السياسي الإسرائيلي، بحسب تقديرات المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، الذي قال إن القيادة السياسية والقيادات العليا في المؤسسة الأمنية في إسرائيل تتقيد بالخط والنهج الصارم، الذي يقضي بأنه من الضروري الاستمرار في التصرف بكل طريقة لوقف التموضع العسكري الإيراني في سورية، حتى بعد الهجمتين الأخيرتين اللتين نسبتا إلى إسرائيل، لافتا إلى أنه رغم التهديدات بالانتقام من جانب إيران ، فلا يوجد أي مؤشر على تغيير في السياسة الإسرائيلية.
وذكر المحلل العسكري، أن من يقود هذا التوجه الصارم على الجبهة الشمالية وفي سورية تحديدا، هو رئيس هيئة الأركان بالجيش، غادي آزينكوت، الذي يحظى بدعم من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان.

إلى ذلك، تصر المؤسسة العسكرية والقيادة السياسية بإسرائيل على النهج الهجومي الصارم ضد التواجد الإيراني بالأراضي السورية، وذلك في الوقت الذي تواصل إيران ضخ أنظمة أسلحة عالية الجودة لسورية.

ومع ذلك، حسب تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لم يعد المقصود  لطهران أن يتم نقل هذه الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، وإنما تعمل على تقوية وتعزيز النظام العسكري الإيراني في سورية، وربما تهدف أيضا إلى الإعداد والتأهب لرد إيراني على إسرائيل، وثمة من يعتقد أن طهران تتباحث وتناقش الآن طبيعة الرد العسكري ضد إسرائيل وتوقيته.
وعن توقيت الرد العسكري الإيراني، إحدى الحجج التي تم مناقشتها، حسب تقديرات المؤسسة الأمنية، أنه قبل الانتخابات البرلمانية اللبنانية يوم الأحد القادم، وإعلان دونالد ترامب عن انسحاب أميركي محتمل من الاتفاق النووي مع إيران في 12 أيار/مايو، قد تجد إيران صعوبة في الرد العسكري.
إضافة إلى ذلك، فإن الإعلان الإسرائيلي عن سرقة الأرشيف النووي الإيراني من قبل عملاء الموساد من شأنه أن يزيد من الارتباك بين رؤساء النظام بطهران.
وإلى حين الرد الإيراني، يعتقد المحلل العسكري، أن الادعاء الأساس هو أنه بدون خطوات حاسمة، ستنجح إيران في إنشاء مجموعة قصيرة نسبيا من صواريخ أرض -أرض وصواريخ جو أرض وتعزيز منظومة الدفاعات الجوية بسورية، والتي ستكون تحت سيطرتها الحصرية، كما ستكمل تسليم الترسانة والأسلحة والمعدات العسكرية إلى حزب الله في لبنان.

في هذه الأثناء، وقبيل الحسم، أبدت إسرائيل إعجابها بقرار الإدارة الأميركية إعادة النظر في قرارها بسحب جنودها من سورية. ففي السنوات الأخيرة، كانت هناك حوالي 2000 وحدة من القوات الخاصة والمستشارين الأميركيين في سورية، شاركت في القتال ضد تنظيم "داعش" ومساعدة القوات الكردية التي تحارب في شرق وشمال سورية، بيد أن الرئيس ترامب أعلن عدة مرات عن عزمه على سحب القوات، ولكن تأخر في تنفيذ القرار.

مؤخرا، أوصت فرنسا والسعودية وإسرائيل للولايات المتحدة بتأجيل سحب القوات من سورية، على أساس أنها ستخدم هيمنة إيران في سورية وتسمح لروسيا وإيران بزيادة وتعزيز نفوذهما، حيث يقدر بعض المسؤولين المطلعين على المشاورات التي تجريها إدارة ترامب، أن يقرر البيت الأبيض بالإبقاء على القوات الأميركية بسورية لمدة ستة أشهر إضافية.
وفي محادثة مع مراسلي البنتاغون، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة يجب أن تواصل بذل الجهود لهزيمة "داعش". وأضاف "ما لا نريد أن نفعله الآن عندما نكون على حافة النصر في ساحة المعركة ضد "داعش" هو ببساطة سحب القوات قبل أن يستقر السياسيون على أي تسوية، أولا تنتصر بالمعركة ثم تفوز بالتسوية".