هذا تأثير تناول الإيبوبروفين في بداية الحمل على الجنين

هذا تأثير تناول الإيبوبروفين في بداية الحمل على الجنين

زمن برس، فلسطين:  وجدت دراسة أن تناول مسكنات الألم في الأسابيع الـ 24 الأولى من الحمل، قد يخفض من مخزون البويضات في المبيض عند الجنين الأنثى، وذلك بعد قيام الباحثين بدراسة 185 جنينا ووجدوا الأدلة على ذلك.
وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة "ميرور البريطانية، يُقدر نسبة النساء اللواتي يستخدمن الإيبوبروفين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بـ 30 في المائة، بينما تؤكد التوصيات الصحية الحالية، ضرورة عدم أخذ مسكن الألم في هذه الفترة.
ويوصي الأطباء بذلك بسبب زيادة مخاطر تشوهات الجنين، نتيجة لتناول المسكنات، وحتى الآن لا يوجد أي توجيهات ثابتة بشأن ما إذا كان من الآمن أخذها في الأسابيع الأولى أو غير آمن.
وحصل الباحثون من مركز "إنزيرم" الطبي في مدينة رين الفرنسية على الأجنة البشرية، التي يتراوح عمرها بعمر 7-12 أسبوعا من حالات الإجهاض القانونية وبموافقة الأمهات.
وزرعوا الأنسجة المبيضية المأخوذة من الأجنة في المختبر، وعرضوا جزءا منها للإيبوبروفين والجزء الثاني لم يتعرض. وقام الباحثون كذلك بقياس كمية الإيبوبروفين في الدم في الحبل السري من أجل تحليل مدى تعرض الجنين الفعلي.
وقال الباحث الرئيسي "سيفيرين مازود غيتوت": "تولد الطفلات مع عدد محدود من المسام في مبايضها، وهذا يحدد قدرتها التناسلية في المستقبل عند البلوغ، وإن المخزون الأولي الضعيف يؤدي إلى تقصير عمر الإنجاب وانقطاع الطمث المبكر أو العقم، وهذا كله يصبح واضحا بعد مرور عقود من الزمن".
وتابع: "ووجدنا أنه بعد تعرض الجنين من يومين إلى سبعة أيام خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل للإيبوبروفين، أدى إلى خفض مخزون الخلايا الجرثومية في المبايض بشكل كبير، وكذلك المبايض لم تسترد عافيتها من هذا الضرر، وهذا يشير إلى أن التعرض للمسكن لفترات طويلة خلال حياة الجنين، قد يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على خصوبة المرأة".
من جهته أيد أخصائي النسائية والتوليد عزمي أبوصفية نتيجة الدراسة، وقال في حديث لـ عربي21: "لا يُسمح باستخدام الايبوبروفين في الأشهر الأولى من الحمل لأنه يصنف من مجموعة C والتي تعد شديدة الخطورة للحامل، وذلك لأنه يقلل من الهرمون المسؤول عن الإباضة "البروستاغلاندين" لدى الجنين الأنثى، مما يؤثر مستقبلا على خصوبتها".
وأشار إلى أنه علميا يُمنع تناول أي دواء في الأشهر الأولى للحمل، إلا للحالات الطارئة، وإذا اضطرت الأم لأخذ المسكنات، فعليها تناول "باراسيتامول" وبجرعات قليلة فقط.
وأكد أن المسكنات الأخرى تؤدي لحدوث مضاعفات صحية تزيد من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، مما يسبب تشوهات قلبية ورئوية عند الجنين عداك عن تشوهات أعضاء أخرى، بحسب ما قال.
بدورها قالت أخصائية النسائية وتنظيم الأسرة عبير مسعود في حديث لـ عربي21: "يمكن للحامل تناول مسكنات فقط بعد الشهر الثالث من الحمل، إذا اضطرت لذلك، وعليها أخذ مسكن "Diclogesic".
ولفتت إلى أنه إذا أقضت الضرورة الحامل لأن تأخذ مسكنا للألم في الشهور الثلاثة الأولى للحمل، فعليها استخدام الباراسيتامول، بمقدار يصل فقط لحبتين في اليوم من عيار 500 مليغرام.
وتلجأ بعض النساء لتُسكن آلامها لشرب الأعشاب الطبية، لكن الأخصائية عبير أشارت إلى أنه يُمنع على الحامل شربها، ويمكن فقط استخدام البابونج وبكميات قليلة.
يُذكر أن الأطباء ينصحون أيضا الحوامل بتجنب الفعاليات البدنية الشاقة والتعرض للمواد الكيماوية والمنظفات وعلاجات الشعر الكيماوية بدءا من الشهر الثاني من الحمل.