مجزرة مسجد الروضة في سيناء ونظرية المؤامرة.

ما أن تحدث أي عملية إرهابية في مصر عموما أو سيناء خصوصا إلا وتخرج الأصوات وتنتشر التغريدات التي تقول أن هذه العمليات تتم بمعرفة الجيش المصري وهو الذي يقود هذه المؤامرة، ويبررون ذلك بأنهم يسعون إلى أن يظل الملف الأمني هو المتصدر داخل مصر في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الشعب المصري، ومنهم من يدعي أن هذه الهجمات من اجل مواصلة إغلاق معبر رفح..!!
بالطبع لا توجد سياسة بدون مؤامرات فهي قائمة على ذلك منذ فجر التاريخ والذي يخبرنا في العديد من محطاته حجم المؤامرات التي عاشتها أو استخدمتها كل دولة من الدول.
ما يحدث في مصر لا يبتعد عن ذلك وهو مؤامرة كبيرة بكل تأكيد، إلا انه في اعتقادي مؤامرة موجهة ضد الدولة المصرية حتى تظل منشغلة بنفسها وبهمومها وتبتعد عن مجال الريادة الذي هو المكان الطبيعي لها، خاصة في ظل السيولة الحركية في الإقليم والتي باتت تحمل متغيرات كبيرة وصادمة كل يوم.
لا يمكن أن نستوعب أن حجم الهجمات الكبيرة والتي يتعمد خلالها إيقاع اكبر عدد من الخسائر وحتى تصل في العديد من الأوقات إلى الاذلال من خلال تصوير هذه الهجمات والتفجيرات والاستيلاء على دبابات الجيش وأسلحته واعتقال ضباطه وجنوده واهانتهم، أن كل ذلك من اجل اشغال الرأي العام عن القضايا الأخرى، فلدى مصر من الهموم والتحديات ما يجعلها لا تحتاج إلى مزيد منها وخاصة في المجال الأمني والعسكري الذي يعتبر عمود الخيمة من اجل استقرار الدولة.
إلى جانب ذلك قد يتساءل الكثيرون كيف لا يستطيع الجيش المصري القضاء على هذه المجموعات المسلحة حتى الآن، وهذا السؤال يردنا للإجابة عليه إلى أن حرب العصابات كفيلة بإرهاق واستنزاف اعتى جيوش العالم، وهذا ما شاهدناه يحصل للجيش السوفيتي في أفغانستان والجيش الأمريكي في العراق والجيش السوري خلال الحرب الأهلية في بلده، فما بالك عندما يقف خلف هذه المجموعات المسلحة في سيناء التي تعتبر منطقة صعبة نظرا لتضاريسها مخابرات دول تزودها بالخبرات والأسلحة المتقدمة والإمكانيات والأموال من اجل إنجاح مؤامرتها في إضعاف الدولة المصرية..!
ولا يمكن إغفال أن تنظيم داعش بات يركز هجماته في الآونة الأخيرة داخل مصر لتعويض ما خسره في العراق وسوريا وانهيار دولته هناك.