ماذا هَمَسَ "ابن سلمان" في أذن الرئيس عباس؟

ماذا هَمَسَ "ابن سلمان" في أذن الرئيس عباس؟

زمن برس، فلسطين:  أثارت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس الاثنين، إلى السعودية، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، الكثير من التساؤلات عن الأهداف الخفية من الزيارة المفاجأة، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة الكثير من الأحداث الساخنة على الصعيد العربي والإقليمي والتي من بينها، استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، واشتداد وطأة التصعيد بين السعودية وإيران.

ويخشى مراقبون فلسطينيون من تأثيرات سلبية قد تلحق في المصالحة التي تسير بخطواتٍ (دراماتيكية)، من وراء الزيارة التي جاءت بدعوة سعودية، خاصة أنها تتزامن مع اصطفافات إقليميةٍ جديدة تنسجها السعودية، لاسيما في ظل استعار التوتر بينها وبين الجمهورية الاسلامية الإيرانية.
وتأتي الزيارة بعد ترميم حماس لعلاقاتها المتنامية مع إيران، التي تعهدت بزيادة دعمها العسكري للحركة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويسود توتر حاد بين السعودية وإيران، وتتهم أحدهما الأخرى بنشر التطرف في المنطقة، ومحاولة الهيمنة على الإقليم.
المحلل السياسي صالح النعامي يرى يقول يرى "أن تطورًا خطيرًا مرتبطًا بقطاع غزة، هو الذي دفع السعودية لدعوة عباس على عجل لزيارتها اليوم على الرغم من التحولات الدرامتيكية التي تمر بها السعودية على الصعيد الداخلي".
وأضاف النعامي الخبير في الشأن الإسرائيلي في منشور على صفحته بـ"فيسبوك"، مساء الاثنين، أنه "حسب التسريبات الإسرائيلية فإن استدعاء عباس جاء على خلفية الاتصال المطول الذي دار بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس (الأمريكي) ترمب قبل يومين ولمناقشة وضع ترتيبات تم التوافق عليها في زيارة جارد كوشنر صهر ومستشار ترمب للرياض قبل أسبوعين".
وختم النعامي قائلا "ما تقدم يستدعي طرح الكثير من الأسئلة التي يتوجب توفير إجابات مسبقة لها والتحوط لمخرجات التنسيق السعودي الأمريكي الصهيوني وما هو مطلوب من عباس في المرحلة القادمة، فالأمر يحتاج إلى متابعة وحذر".
الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر اتفق مع سابقه ان توقيت الزيارة وطريقتها يضع علامة استفهام كبيرة، وأنها تحظى باهتمام وقلق كبيرين من قبل العديد من المراقبين.
ويرى أبو عامر في تدوينةٍ على صفحته في فيس بوك "أن الزيارة تحظى باهتمام وقلق كبيرين، لتزامنها مع تطورات أن المملكة، وطالما أننا نفتقر للمعلومات الدقيقة، فقد تذهب التقديرات نحو طلب سعودي منه تخيير حماس بين المصالحة معه أو التقارب مع ايران".
ولم يستبعد أبو عامر أن تكون دعوة السعودية لعباس جاءت أن تكون نتيجة لزيارة مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للرياض قبل أيام، لإقناع السلطة بالتقدم في المفاوضات مع "إسرائيل" دون شروط مسبقة، وربما للضغط عليه للتصالح مع دحلان بعد إخفاق السيسي بذلك، واختتم أبو عامر دوينته قائلاً "ساعات قليلة يذوب الثلج ويبان المرج".!
وذهب الكاتب والمحلل السياسي عمر حلمي الغول عكس سابقيه، إذ يرى ان زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الزيارة لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالتطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية وداخل العائلة المالكة في المملكة".
ويعتقد الغول أن ترتيبات الزيارة كانت سابقة على كل التطورات، حيث كان هناك تواصل بين القيادتين الفلسطينية والسعودية للإعداد للقاء المشترك بعد التطورات التي شهدتها الساحة الفلسطينية في ملف المصالحة، وذلك للتشاور الثنائي بشأن مجمل الملفات الفلسطينية والعربية.
ويرى الغول أن أهمية الزيارة تزداد في ضوء التطورات المتسارعة على أكثر من مستوى وصعيد في الوطن العربي والإقليم عموما، حيث تسمح للقيادة الفلسطينية الوقوف على آخر التطورات من القيادة السعودية المعنية مباشرة بالملفات الساخنة في المنطقة.
ويضيف "أضف إلى إعادة تأكيد الرئيس ابو مازن على ضرورة وضع السعودية ثقلها السياسي والإقتصادي والأمني مع حلفائها الدوليين وخاصة إدارة الرئيس ترامب لبلورة رؤيتها للصفقة التاريخية المنتظرة، وتحفيز الملك سلمان وولي عهده محمد باستخدام نفوذهما مع مراكز السياسة العالمية للضغط على إسرائيل لإلزامها بوقف الإستيطان الإستعماري في اراضي دولة فلسطين المحتلة عام 1967. كما وتكمن اهميتها في انها جاءت بعد زيارة الرئيس عباس للشقيقة الكبرى ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي لها  (مصر) حضور مركزي على المستويين العربي والفلسطيني كونها الراعي الأساسي لعملية المصالحة الوطنية، وهو ما يعطي أهمية خاصة  للتنسيق مع القيادتين المصرية والسعودية بشأن مختلف المسائل الثنائية والعربية عموما"..
وتابع "من يخشى على السياسة الفلسطينية، يمكن الجزم بأن الرئيس ابو مازن يدرك جيدا ما له وما عليه تجاه العرب، وما على الأشقاء العرب من دور ومهام تجاه قضية العرب المركزية، فضلا عن وجود ناظم ثابت في السياسة الفلسطينية عنوانه "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية" إلآ بمقدار ما يمس القضية الفلسطينية وإستقلالية القرار الوطني، وبالتالي لا خشية ابدا على وجود الخشية من اصله.
وفي السياق، زعمت القناة العاشرة الإسرائيلية أن المملكة تريد من السلطة الفلسطينية الانضمام إلى ائتلاف معادي لإيران وحزب الله وأتباعهم، بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واعتبرت زيارة أبو مازن للسعودية تعتبر الأولى له منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حماس وفتح الشهر الماضي في القاهرة، "ومن المتوقع أن تحدث تغيّرا في هذا الأمر بعد الزيارة"، كما قالت.
وذكرت أن الزيارة تأتي لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول الإجراءات الرامية إلى "كبح إيران".
وقال مجدي الخالدي مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية صباح اليوم الثلاثاء انه سيجري اطلاع خادم الحرمين على اخر مستجدات العملية السياسية والاتصالات مع الادارة الامريكية اضافة الى بحث تطورات ملف المصالحة، كما سيتم التأكيد من قبل الرئيس على الموقف الفلسطيني الثابت في دعم المملكة والوقوف الى جانبها في مكافحة الارهاب.