هل فرحة الأكراد كانت مؤقتة ؟

كما بدا واضحا فإن حلم الأكراد لم يتحقق في كردستان العراق، وسقط حلمهم سريعا، بعد أن فرح أكراد العراق بنتائج الاستفتاء في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، ولكن بعد فرحة الأكراد باستفتائهم كما يرى فإن أزمة كردستان العراق شهدت تطورات دراماتيكية خلال الأسابيع الماضية وذلك بقيام حكومة بغداد بفرض حظر جوي على إقليم كردستان العراق، وبينت أن هناك تراجعا في حكومة كردستان في مقابل بسط حكومة بغداد سيطرتها على كركوك قبل أيام، من خلال تقوية نفوذها بعد أن سيطرت عليها بدون مواجهات تذكر، لكن في ظل تصاعد للأزمة فإن حكومة كردستان تطالب من جهتها بعد أن تفاقمت الأزمة خلال الأسابيع الماضية بين حكومة بغداد وأربيل تطالب جهات دولية وعراقية لمنع وقوع حرب في المنطقة، كما وأنه في ظل تصاعد الأزمة بين حكومة بغداد وأربيل بسبب الاستفتاء الكردي، الذي أراد الأكراد من خلاله الانفصال نحو الاستقلال بدولة لطالما حلم بها الأكراد جرت هناك شائعات قبل فترة تقول بأن إيران قامت بإغلاق معابرها مع كردستان العراق، لكن إيران نفت من جانبها تلك الأخبار، التي تحدثت عن إغلاقها للمعابر.
 ومع تفاقم الأزمة بين أربيل وبغداد قامت قوات عراقية بالتقدم نحو حقول النفط في كركوك، وتمكنت من بسط السيطرة عليها، ولكن لم يكن أي رد فعل من جانب قوات البيشمركة الكردية، والسؤال هنا سقط حلم الأكراد؟ للإجابة على السؤال لا بد لنا أن نشير إلى أن الأكراد أنفسهم منقسمون بشدة، بعد تزايد الاتهامات المتبادلة فيما بينهم إذ حمَّل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه البارزاني منافسه الرئيسي، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي أسَّسه الرئيس الراحل جلال طالباني، مسؤوليةَ فقدان مدينة كركوك، فالانقسام بين الأكراد في إقليم كردستان العراق أثّر كثيرا على حلمهم، هذا بالإضافة إلى معارضة الكثير من الدول لخطة الأكراد، كما أن حكومة العراق لا تريد أن تقسم أراضيها، ولهذا تحرك لإفشال خطوة الأكراد. لكن الاستفتاء كشف في النهاية عن حالة الترهل، الذي تعيشه المؤسسات الكردية كما أنه كشف عن عزلة دولية التي يعيشها الإقليم فيبدو بأن فرحة الأكراد كانت مؤقتة بعد أن تأزمت قضيتيهم ويبدو بأن حلمهم سقط على الرغم من أنها كانت مقامرة منذ البداية لأن الكثير من الدول عارضت استفتائهم، لكنهم أصروا على إجرائه، والآن  كما نرى غابت الفرحة من أعينهم. .