قطبي المصالحة الى اين؟

تتخذ روسيا سياسة قوية للحفاظ على وجودها كقوى كبرى في العلاقات الدولية ، وكقوة مؤثرة في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والحفاظ على نفسها كقوة اقليمية ضمن نطاق ان العالم يحتاج إلى عدة أقطاب وليس قطب واحد يحتكر العالم .
لذا تلعب روسيا دورا بازرا في منطقة الشرق الاوسط عبر مبادئ السياسة الخارجية والعقيدة العسكرية ، لذا تتواصل مع قضايا الشرق الاوسط ، واهم قضية تلعب بملفاتها وهي القضية الفلسطينية عبر ملف المصالحة ، تلعب روسيا دور الوسيط بين طرفي الانقسام من خلال  الجهود المصرية ، حيث لعبت مصر خلال الايام الماضية دورا بازرا في ملف المصالحة ، وظهر ذلك حين استقبلت وفود فتح وحماس في القاهرة للتوصل الى عنوان لحل الانقسام .
زيارة موسى ابو مرزوق الى القاهرة والتفاهم حول ملف المصالحة ثم عودته الى روسيا والتباحث حول ذات الملف ، يؤكد ان روسيا تلعب في هذا الملف عبر مصر ، هذا يؤكد ان هناك علاقة قوية بين روسيا ومصر ، روسيا لها هدف قوي في إرساء علاقة مع مصر لتوسيع نفوذها على البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط ، ومصر لها اتفاقها النووي وصفقة اسلحة نووية روسية .
استطاعت روسيا استثمار تراجع التاثير الامريكي في المنطقة من خلال قدرتها على اقناع الفلسطينيين في بدء مفاوضات مصالحة عبر البوابة المصرية ، علاقة روسيا مع السلطة وحماس وباقي الفصائل جيدة ، ولها قدرة على إقناع الطرفين بإرساء مصالحة .
اللقاءات الحوارية التي جمعت الفصائل الفلسطينية في العاصمة الروسية موسكو قبل عدة اشهر ، باتت تظهر نتائجها اليوم لاعادة ملف المصالحة الى الواجهة ، يعتبر ملف المصالحة مدخلا مهما لروسيا للبروز على الساحة الدولية ورسالة لكسر الجليد الامريكي في المنطقة والاقليم .
استضافة مصر لوفدي حماس وفتح هو بضوء اخضر من روسيا والاحداث تتسارع حول هذا الملف ، مصر لها أهدافها بالحفاظ على الأمن القومي من الجماعات السلفية المتواجدة في سيناء ، واحتضان حماس كورقة ضغط اذا ما تأثرت مصر من تجفيف منابع الماء نتيجة بناء سد النهضة الاثيوبي والذي سيضر بالمصلحة المصرية ، في حين ان حماس لها اهدافها بفك الحصار وتخفيف الازمة الانسانية لدى القطاع .
حل اللجنة الإدارية مفتاح المصالحة ولكن لن نتفاءل كثيرا ،  فالمتغيرات الاقليمية تتغير كل دقيقة ، والمصالحة بين الطرفين محكوم بمتغيرات الإقليم ، قد تنجح المصالحة وقد تفشل ، فمصالحتنا لا تنبع من سياق الوطنية وليست بعيدة عن الاجندات الاقليمية .
اذا نجحت المصالحة تتبعها انتخابات ، هذا يعني أن حماس وبالتوازي مع تيار الدحلان سينجحان في الضفة وغزة ، وإذا دخل تيار مروان البرغوثي سيتفوق على الاثنين ، أما إذا اتفق تيار الدحلان ومروان البرغوثي سيتفوقان على حماس .