هكذا يشجع الإخوة بعضهم على الموت..ظاهرة يكشفها هجوم برشلونة !

زمن برس، فلسطين: "الأشقاء الإرهابيون" ظاهرة لافتة كشفتها التحقيقات في هجوم برشلونة الذي وقع الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة أكثر من 130 آخرين، وهو أنه من بين منفذي العملية هناك عدة مجموعاتٍ من الإخوة.
ويشير تقرير لصحيفة الغارديان  أن هذه الظاهرة ليست نادرة بل هي تكررت كثيراً في الخلايا الإرهابية في أماكن عدة.
وقد عاش معظم المشتبه بهم الـ12 في بلدة ريبول، الواقعة شمالي برشلونة قرب الحدود الفرنسية. وجميعهم شبان صغار ينحدرون من أصول مغاربية، حسب "بي بي سي".
سلسال الأخوة الدموية
وتعرفت الشرطة الأسبانية على هوية يونس أبو يعقوب، البالغ من العمر 22 عاماً، على أنَّه سائق الشاحنة التي دَهَسَت الضحايا في شارع لاس رامبلاس يوم الخميس، 17 آب.
وأطلقت الشرطة الرصاص عليه فأردته قتيلاً في بلدة سوبيراتس التي تقع على بُعد 30 ميلاً (48 كيلومتراً) غربي برشلونة يوم أمس، الإثنين 21 آب. وكان شقيقه حسين، البالغ من العمر 19 عاماً، من بين الرجال الخمسة الذين أطلقت الشرطة الرصاص عليهم فقتلتهم في بلدة كامبريلس الإسبانية الساحلية بعد ساعاتٍ من دهسهم مجموعةٍ من المارة بالسيارة التي سافروا بها.
كذلك فإن محمد هشامي، 24 عاماً، وشقيقه عمر، 21 عاماً، قد قُتِلا برصاص الشرطة في الحادث نفسه.
وتستجوب الشرطة محمد علاء، 27 عاماً، إثر استخدام سيارته في هذا الهجوم. وكان شقيقه سعيد، قد قُتِلَ كذلك برصاص الشرطة في بلدة كامبريلس.
ولا يزال مكان شقيقهما الثالث يوسف مجهولاً، وهو ما أسفر عن تكهناتٍ بإمكانية مقتله في انفجارٍ سابق لأوانه بالمكان الذي كانت تستخدمه الخلية لتصنيع المتفجرات في بلدة ألكانار الإسبانية ليلة الأربعاء، 16 آب 2017.
أما موسى أوكبير، 17 عاماً، الإرهابي الخامس الذي قتلته الشرطة في بلدة كامبريلس، فتستجوب الشرطة حالياً شقيقه إدريس، 27 عاماً، بعد تسليم نفسه، رغم عدم وجود أي تأكيدٍ على تورُّطه في الخلية.
كيف يشجع الأخوة بعضهم على الموت؟
وبينما قد يبدو عدد الروابط الأسرية غير عادي، حسب توصيف "الغارديان" ، تشير عدة دراساتٍ عن التطرُّف الجهادي إلى أنَّه ليس كذلك.
فالإرهاب شكلٌ اجتماعي للغاية من أشكال النشاط السياسي، ويُعَد تأثير الأقران عاملاً مهماً في انتشاره، إذ يهتم الأفراد بأفكارٍ معينة ويلتزمون بمسار عمل، لأنَّ هناك آخرين يعتنقون الأفكار نفسها، ولديهم الالتزامات نفسها.
وأشار بحثٌ أجراه مركزٌ بحثي أميركي، يحمل اسم "نيو أميركا"، قبل عامين، إلى أنَّ أكثر من ربع الأفراد الذين سافروا إلى سوريا أو العراق للقتال ضمن صفوف تنظيم (داعش)، كانوا على علاقةٍ أسرية أو علاقة مصاهرة بجهادي آخر.
وتشمل الأمثلة على ذلك عبد الله ديغايس، البالغ من العمر 18 عاماً، وشقيقه جعفر، البالغ من العمر 17 عاماً، من مدينة برايتون البريطانية، اللذين سافرا إلى سوريا في العام 2014، وقُتِلا في القتالِ بعدها ببضعة أشهر.
ووجدت دراسةٌ أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا على 120 ممن يُفترض أنَّهم مُهاجمون بإستراتيجية "الذئب المنفرد" أنَّه في 64% من الحالات، كان بعض أفراد أسرهم أو أصدقائهم على درايةٍ بنواياهم.
ومن بين الأمثلة على الأشقاء الإرهابيين كذلك سعيد كواشي، البالغ من العمر 34 عاماً، وشقيقه شريف، اللذان هاجما مكاتب المجلة الساخرة "شارلي إيبدو" في العاصمة الفرنسية باريس في كانون الثاني من العام 2015، وأطلقا النار باستخدام بندقيتيّ كلاشينكوف، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، من بينهم شرطيٌ مسلم في الشارع الخارجي.
وهناك كذلك الشقيقان تامرلان تسارناييف وجوهر تسارناييف، اللذان نفَّذا تفجيرين في الماراثون الذي أُقيم في مدينة بوسطن الأميركية في نيسان من العام 2013، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاصٍ وإصابة عدة مئاتٍ آخرين.
ويبدو أنَّ صلاح عبد السلام وإبراهيم عبد السلام، المُتورِّطَين في هجمات باريس التي وقعت في تشرين الثاني من العام 2015، اعتنقا الفكر المُتطرِّف معاً في أثناء نشأتهما بمنطقة مولينبيك في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وإذا عدنا بالزمن قليلاً وتحديداً لأشهر عملية إرهابية في التاريخ ، فإن الأخوين وليد الشهري ووائل الشهري كانا يجلسان جنباً إلى جنب على متن الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية التي ارتطمت بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي في 11 أيلول من العام 2001، ويُعتقَد أنَّهما طعنا مضيفتين جويتين في أثناء عملية الاختطاف.
وكان نواف الحازمي وسالم الحازمي من بين المُختطِفين الذين قادوا طائرةً أخرى تابعة لشركة الخطوط الجوية الأميركية نحو مبنى البنتاغون للارتطام به في اليوم نفسه.