بريد العتيبة يكشف تنسيق الإمارات مع مؤسسات موالية لإسرائيل

زمن برس، فلسطين: أفاد موقع إنترسبت الإلكتروني المتخصص بالصحافة الاستقصائية أن عينة من الرسائل الإلكترونية التي تم قرصنتها من حساب السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، كشفت وجود علاقة وثيقة بين الإمارات ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية الموالية لإسرائيل، وهي مؤسسة نافذة لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وتظهر رسائل البريد الإلكتروني التي تم الاستيلاء عليها مستوى ملحوظا من التعاون الخلفي بين الإمارات ومركز أبحاث المحافظين الجدد الذي يموله الملياردير الموالي لإسرائيل، شيلدون أديلسون، الحليف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعد من أكبر المانحين السياسيين في الولايات المتحدة.
ومن ضمن ما ورد في جدول الأعمال الخاص بهذا الاجتماع نقاشات موسعة بين الطرفين تتمحور حول دولة قطر، ومن موضوعاتها استخدام الجزيرة كأداة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بحسب بريد السفير الإماراتي.
وتتحدث الرسالة المسربة عن أربع قضايا ترتبط بقطر وتتعلق -حسب الرسائل المسربة- بتمويل الإرهاب، ودعم الإسلاميين المتطرفين، ودور قطر في زعزعة استقرار المنطقة، إضافة إلى دور قناة الجزيرة في هذه الزعزعة.
وطرح جدول الاجتماع المسرب حلولا للتعامل مع قطر، من بينها مناقشة سبل إيجاد سياسة إماراتية أميركية "لتصويب سلوك قطر"، وبحث خفض مستوى الامتيازات التي تتمتع بها الدوحة لدى الأميركيين، والطلب من قطر إعطاء تعريف محدد للإرهاب، وفرض عقوبات أميركية سياسية واقتصادية وأمنية عليها.
كما تضمن جدول الاجتماع محورا يتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين وكيفية التعامل معها، إضافة إلى مواجهة تركيا و"طموح" الرئيس طيب رجب أردوغان.
ومن أهم ما ورد أيضا تقييم مشترك بين الإمارات والسعودية إزاء التغيرات التي حدثت في القيادة السعودية، بما فيها رؤية 2030، والسياسات الخارجية والتحديات الداخلية للسعودية، ودور المملكة في إزالة الشرعية عن الجهاد في العالم.
وتداولت الرسائل مقالا يتهم الإمارات ومؤسسة موالية لإسرائيل بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا صيف العام الماضي. وحسب الرسالة فإن العتيبة رد على المقال: يشرفني أنني أعمل إلى جانبكم.
وذكر الموقع أن بعض الرسائل تكشف تنسيقا بين الإمارات ومؤسسات موالية لإسرائيل لثني شركات عالمية عن الاستثمار في إيران.
وتضم القائمة عددا من الشركات الدولية الكبرى بما فيها شركة إيرباص الفرنسية وشركة لوكويل الروسية.
ومن المفترض أن يتم تحديد الشركات بحيث يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية الضغط عليها لثنيها عن الاستثمار في إيران، التي تشهد توسعا في الاستثمار الأجنبي بعد الاتفاق النووي لعام 2015.
كما كشفت الرسائل أن حكومة أبو ظبي تمارس ضغوطا على سياسيين أمريكيين لدعم قرار بإغلاق قاعدة العديد العسكرية في قطر، كما تكشف مسؤولية الإمارات عن منع فندق من عقد مؤتمر صحفي لحركة حماس في الدوحة، الشهر الماضي.
وتظهر إحدى الوثائق التي نشرها موقع "إنترسيبت" الأمريكي رسالة من جون حنا كبير مستشاري منظمة اللوبي الصهيوني المعروفة باسم "مؤسسة الدفاع لأجل الدميقراطيات" إلى السفير يوسف العتيبة، يعاتبه فيها على نية فندق إماراتي في الدوحة استضافة مؤتمر صحفي لحركة حماس للإعلان عن وثيقتها السياسية الجديدة في أيار/ مايو الماضي.
ورد العتيبة على حنا بالقول إن المشكلة الحقيقية هي وجود القاعدة الأمريكية (العديد) في قطر، وأضاف مازحا: "انقلوا القاعدة ثم سننقل نحن الفندق".
وفي إحدى الرسائل التي نشرها الموقع، قال العتيبة إن دولا كالأردن والإمارات هي ما تبقى من معسكر الاعتدال، رافضا وصف الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي بالانقلاب.