انقذوا الأسرى قبل فوات الاوان

دخل الأسرى المضربون عن الطعام اسبوعهم الرابع، وسط حالة تدهور خطير لأوضاعهم الصحية وتصعيد إسرائيلي واضح في الاجراءات والعقوبات التعسفية ضدهم، في محاولة فاشلة لثنيهم عن مواصلة اضرابهم .
منذ اللحظات الأولى لبدء الأسرى اضرابهم عن الطعام، صّعدت إدارة مصلحة السجون من سياساتها العقابية بحق الأسرى المضربين وفرضت عليهم عقوبات تعسفية كالحرمان من الزيارة، والمحاكمات الجماعية، والنقل والعزل الانفرادي في زنازين مظلمة، وفرض غرامات مالية، والاعتداء على الأسرى المضربين رغم تردي أوضاعهم الصحية والتعمّد بعدم تقديم الرعاية الطبية لهم.
وتأتي هذه الاجراءات العقابية التي تتنافى مع المواثيق والأعراف الدولية، بقرار سياسي من حكومة الاحتلال ضاربة بعرض الحائط كل المناشدات والقرارات الدولية الداعمة للأسرى، وذلك بسبب عدم تقديم أي من قادة الاحتلال وسجانيه للعدالة الدولية .
دولة الاحتلال لم تترك وسيلة عقابية الا استخدمتها ضد الأسرى، حتى الاعلام الاسرائيلي دّخل على خط التضليل والحرب النفسية والاعلامية بحقهم، وبدأ بث الاشاعات والأكاذيب ضدهم، بهدف زعزعة وحدتهم والتأثير على معنوياتهم، الامر الذي يستدعي من المؤسسات الحقوقية والدولية التي تُعنى بحرية الصحافة مقاطعة وسائل الاعلام الاسرائيلية باعتبارها شريكاً في التحريض على الأسرى.
وإزاء ذلك التصعًيد المطلوب ضرورة تكثيف الفعاليات المساندة لإضراب الأسرى محلياً ودولياً للضغط على الاحتلال للتجاوب مع مطالب الأسرى الأساسية والإنسانية وإنقاذ حياتهم التي باتت معرضه للخطر الشديد .
وعلى وقع هذه المعاناة تبقى قضية الأسرى تحظى بإجماع وطني وشعبي، وتحتاج لتضافر كافة جهود أبناء الشعب الفلسطيني أحزاباً وجماعات ومنظمات شبابية وطلابية، خصوصا في هذه الأوقات العصيبة وهم يدخلون مرحلة الخطر الشديد نتيجة مواصلة اضرابهم المستمر عن الطعام .
الفعاليات والاعتصامات ترفع معنويات الأسرى وتؤازرهم في معركتهم العادلة ضد إدارة مصلحة السجون، وتساهم بدرجة كبيرة في تسليط الضوء على معاناتهم وتوحيد الشارع الفلسطيني حول قضيتهم العادلة، ومن هنا جاءت الدعوات المطالبة باعتبار الوضع في السجون نكبة إنسانية جديدة ، والى اعتبار اليوم الخميس 11/5/2017 يوم صيام عالمياً ورفع الرايات السوداء تعبيرا عن ارتكاب حكومة الاحتلال مأساة انسانية بحق الاسرى المضربين عن الطعام وأن تقرع اجراس الكنائس وأذان الجوامع في كافة انحاء المعمورة وفي ساعة واحدة.
إضراب الأسرى دّخل مرحلة مفصلية وتحد كبير بين إرادة الأسرى وعنجهية إدارة مصلحة السجون، التي تتوعد باللجوء إلى إطعام الأسرى المضربين بالقوة وما يعرف بـ «التغذية القسرية»، وهذا القرار يُعد تجاوزاً خطيراً وانتهاكاً واضح للمواثيق والأعراف الدولية، ويجب ملاحقة أي طبيب يشارك في التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام .
في ظل هذا التعنت الاسرائيلي والتهديد بفرض التغذية القسرية على الأسرى المضربين عن الطعام، هناك مسئوليات مشتركة تقع على عاتق السلطة وفصائل المقاومة ووسائل الاعلام الفلسطينية، وُجب على الجميع العمل الجاد لنصرة الأسرى واسناد اضرابهم .
وهنا نؤكد أن السلطة الفلسطينية يقع عليها العبء الأكبر لاستثمار الوضع القانوني والدولي لفلسطين، عبر سفرائها وقناصلها المنتشرين في العالم، لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتدخل لمنع استخدام التغذية القسرية في التعامل مع الأسرى المضربين، وتنفيذ مطالبهم الإنسانية العادلة .
وفي الوقت ذاته؛ على فصائل المقاومة الفلسطينية التحرك الجاد واستغلال علاقاتهم الجيدة مع بعض الأطراف العربية، خاصة الأشقاء المصريين الذين كان لهم دور بارز في صفقة وفاء الأحرار لعقد جلسة طارئة للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي نصرةً للأسرى المضربين عن الطعام .
وأيضا هناك مسئولية كبيرة تقع على عاتق الاعلام الفلسطيني ونشطاء التواصل الاجتماعي الذين نقدر عالياً جهودهم المتواصلة والحثيثة الداعمة لإضراب الأسرى، الا أن الأوضاع التي تشهدها السجون الاسرائيلية تستدعي التكاثف الاعلامي والتوحد حول استراتيجية إعلامية موحدة تتضمن اطلاق حملة إعلامية منظمة بلغات مختلفة وأشكال إعلامية متنوعة، بهدف حشد الرأي العام الدولي لدعم اضراب الأسرى وإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان .