في عيد العمال..حقائق خطيرة حول البطالة في فلسطين !

زمن برس، فلسطين: يصادف اليوم الإثنين الاول من أيار عيد العمال العالمي، في وقت شهدت فيه نسبة البطالة في فلسطين ارتفاعاً خلال السنوات الأخيرة.
وأعلن جهاز الإحصاء المركزية أن نسبة البطالة ارتفعت بمقدار 5 بالمئة خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرةً إلى أن عدد العاملين في القطاع الخاص، ارتفع مقارنة بعددهم في القطاع الحكومي.
وحذرت تقارير من الارتفاع الكبير في نسبة البطالة في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي.
وأوضح بيان لجهاز الإحصاء يستعرض الواقع العمالي في فلسطين 2017 عشية اليوم العالمي للعمال، أن معدل البطالة في الضفة الغربية ارتفع من 17.9% عام 2007 إلى 18.2% في 2016، كما ارتفع في قطاع غزة من 29.7% عام 2007 إلى 41.7% عام 2016.
وعند النظر لمعدلات البطالة على مستوى الجنس يبدو واضحاً أن الارتفاع في معدلات البطالة للنساء أكثر منه للرجال مع زيادة هذه الفجوة في الأعوام الأخيرة، حيث انخفض المعدل للذكور من 22.3% عام 2007 إلى 22.2% عام 2016، بينما ارتفع معدل البطالة للإناث من 19.1% عام 2007 إلى 44.7% عام 2016.
ويقدر عدد العاطلين عن العمل في 2016 بحوالي 361 ألف شخص، بواقع 154 ألفاً في الضفة الغربية و207 ألفاً في قطاع غزة
وقد تم اختيار الأول من أيار، تخليدا لذكرى من سقط من العمال، والقيادات العمالية، التي دعت إلى تحديد ساعات العمل بثمانية ساعات يوميا، وتحسين ظروف العمل.
ويعزى أصل هذا العيد إلى الاضراب الكبير في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية عام 1886، حيث تطورت الولايات المتحدة، ودول أوربية عديدة في ذلك الوقت من الرأسمالية إلى الامبريالية، واستمرّ الرأسماليون في زيادة وقت العمل وقوّته لتحفيز تطوّر الاقتصاد بسرعة شديدة، واستغلّوا العمال بصورة قاسية. فكان العمال يعملون من 14 الى 16 ساعة كل يوم، وينالون أجورا قليلة.
أثار هذا الاضطهاد الشديد غضب العمال، وأدركوا أن اتحادهم وكفاحهم ضد الرأسماليين من خلال الاضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة، وطرحوا شعار الاضراب، وهو "نظام العمل لثماني ساعات".
وفي عام 1877، بدأ أول اضراب على المستوي الوطني في تاريخ أميركا، ونظّم العمال مظاهرة كبيرة، واندفعوا الى الشوارع، وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل، والعيش، وتقصير دوام العمل إلى ثماني ساعات يوميا، وازداد عدد المتظاهرين، والمضربين بسرعة في بضعة أيام، ما جعل الحكومة الأميركية تحت هذه الضغوط الكبيرة إلى وضع قانون لتحديد دوام العمل اليومي بالساعات المطروحة، غير أن الرأسماليين لم يلتزموا بهذا القانون أبدا، بل واصلوا استغلالهم للعمال، واستمر العمال بالعمل بلا انقطاع.
وفي تشرين أول عام 1884 اجتمعت ثماني نقابات كندية وأمريكية في شيكاغو الأميركية، وقررت الدخول في اضراب شامل في الأول من أيار عام 1886، لأجل اجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات.
وفعلا توقف في الأول من أيار 350,000 عامل في أكثر من 20,000 مصنع أميركي عن العمل، وخرجوا الى الشوارع في مظاهرة ضخمة، وشلت هذه المصانع الكبيرة، وحاولت الحكومة قمع المظاهرة بالقوة، الأمر الذي أشعل نيران كفاح العمال في أنحاء العالم، ودخل العمال في أوروبا، والقارات الأخرى في اضرابات واحدا تلو الآخر، وبعد شهر اضطرت الحكومة الأميركية إلى تنفيذ قانون العمل لثماني ساعات بفعالية.
وفي تموز عام 1889، افتتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرّر المؤتمر تحديد الأول من مايو كل سنة عيدا مشتركا لجميع البروليتاريين في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أميركا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال، وهكذا ولد "عيد العمال العالمي".