عندما يصبح الأمل ثقافة..

هكذا وبعفوية مطلقة أسدل مجموعة من الشباب الفلسطيني الواعد ومعهم جمهور عريض امتلأت بهم قاعات فندق الموفنبيك في رام الله الستار على احتفالية الإبداع في عامها الثاني بعدما اجتمع الناس لدعم أولئك الشباب في عرضهم لمشروعاتهم الريادية، فأجمع الحضور مع نهاية الحدث على محبة أولئك المبادرين المقدامين الذين جسدوا بعلمهم وعنادهم قول الجميع بأن الحاجة بالفعل هي أم الاختراع.

ساعات طوال شهدت احتدام المنافسة بمشاركة نوعية وفعلية وغير مسبوقة للشباب الغزي الذي نجحت مبادرة فلسطين من أجل عهد جديد التي تنظم احتفالية الإبداع باستضافتهم برام الله. شباب أحاطتهم رام الله وأهلها وضيوفها بالدفئ والمحبة فقدموا أفضل ما عندهم إلى جانب إخوتهم من كل أنحاء الضفة الغربية الحبيبة. خمسة مشروعات توجت بالفوز في نهاية الحدث لكن الفوز الأول كان للإبداع والإصرار والشباب الفلسطيني الأصيل الذي قدم عرضا شيقا لأفكار عظيمة في مجالات عدة تشتمل على التكنولوجيا والطاقة والبيئة والزراعة والأثاث والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والتراث والثقافة أمام ثلة من رجال الأعمال الفلسطينين والدوليين ومئات الضيوف على اختلاف مشاربهم. وما أن اختتمت الاحتفالية أعمالها حتى توالت ردود الأفعال الطيبة والأفكار الذكية والخلافة لدعم الريادة والمبادرة والابتكار.

وبعيدا عن الإطالة أرفق عينة من ردود الأفعال أولها لعلاء علاء الدين الرئيس السابق لمجلس إدارة إتحاد شركات أنظمة المعلومات (بيتا): فعلا احتفالية تستحق الاحترام والتقدير والدعم المتواصل, وهي باكورة لثقافة جديده لدعم الرياديين من قبل رجال الأعمال. كل الاحترام والتقدير للقائمين عليها وللمتحدثين وللحكام والحضور النوعي وكل التحية الى الشباب الصاعد في غزةالحبيبه الذين سعدنا بلقائهم يوم أمس. لقد كانت ليلة رائعه بكل معانيها، وكان لي الشرف مع مجموعة من الزملاء بدعم أحد المشاريع الرياديه لايماننا بالفكره والعمل. نتطلع الى المزيد من هذه الفعاليات ومعا نحو دولة مبنيةعلى الرياده ودعم الشباب الفلسطيني.

أرجو من اعضاء مجلس إدارة الاحتفالية أن يرسلو لنا أسماء الرابحين ونبذة عن مشاريعهم/// وثاني الردود كان لهاني العلمي مدير عام شركة كول نت للإنترنت: العيد فرحة، والفرحة التي غمرت قلبي اليوم لا توصف بكلمات. إحتفالية صداها أقوى من أي خطاب سياسي أو حزبي. إحتفالية لطالما آمنت بها أنها أقوى سلاح لتحرير وطننا وبناء دولتنا. أحلام صغيرة من هنا وهناك تمسك وآمن بها خريجونا ليبرزوها كباكورة لمشاريع مستقبلية، فما أن اجتمعوا اليوم حتى وجدوا بانتظارهم خيرة من رجال الأعمال الفلسطينيين والوزراء ليدعموا أحلامهم من خلال هذه الاحتفالية الجميلة.

التنوع الجميل ما بين الخمسة عشرة مشروعا والعرض الشغوف القوي من أصحاب المشاريع والمداخلات الجميلة والتعليقات والمداخلات الهادفه من لجنة تحكيم احتارت في الأختيار وفي توجيه الأسئله للمتسابقين حتى ظننت أن بودهم ترشيح جميع المتقدمين للجائزة. وما اجمل النصائح التي كانوا يمرروها والنقد البناء للمشاريع والتي كانت بمثابة أستشارات من خيرة خبراء القطاع. احتفالية خلت من التملق أو من الخطابات الخاويه بل أمتلأت بالتناغم ما بين المتسابقين وما بين لجنة التحكيم. احتفالية ملأها الحماس والطموح بين جميع الحضور الذين أمضوا كل تلك الساعات دون ملل أو حتى الشعور بالوقت.

ومن هنا اسمحوا لي بالإنحناء احتراما لجميع رجال الأعمال الذين حضروا اليوم لدعم شبابنا ايمانا منهم بالقوة الكامنه في جيلنا الجديد, وأيضا بالإنحناء إجلالا لجميع القائمين على هذا المشروع ولجميع من عملوا على إنجاح هذه الأمسيه الرائعه التي فتحت الطريق أمام العديد من الأحلام للانطلاق إلى حيز الضوء، ولبدء العمل الدؤوب من أجل البناء في هذا الوطن الذي هو بأشد الحاجة الى مشاريعهم وطاقاتهم. وطبعا جزيل الشكر لكل الرعاه السخيين الذين عملوا على أنجاح هذه الأمسيه ودب الفرحه في قلوبنا جميعا. آملا أن نسمع اخبارا جميلة في المستقبل القريب من تلك المشاريع وأن نشهد في العام المقبل عددا اكبر من المشاريع والأفكار.

وكل عام وأجيالنا القادمة بألف خير ومعا من أجل بناء وطننا الحبيب.../// هكذا إذا لخص البعض مشاعرهم بتجرد وقناعة بأن الأمل لا بد وأن يصبح ثقافة وأن مبدعي هذا الوطن لا يحتاجون إلا للدعم والمتابعة حتى يصبح النصر المعرفي ثقافة لا تزول!

s.saidam@gmail.com