بريطانيا تحسم اليوم موقفها

بقلم: 

بلا شكّ بأن انسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي سيكون له تأثير على البريطانيين قبل دول الإتحاد، ولكن لا أحد يعلم حتى اللحظة إذا ما ستظل بريطانيا عضوا في الإتحاد الأوروبي، أم أنها ستخرج، فاليوم ستحسم موقفها وستقول كلمتها من خلال استفتاء يجريه الشعب البريطاني وستتضح الصورة أكثر في ظلّ مطالبتها بالانسحاب من الإتحاد الأوروبي، حيث بدأ يلاحظ بأن نسبة السكان البريطانيين المؤيدين والمطالبين بالانسحاب ترتفع، مع أنها تتقارب النسبة بين مؤيدين ومعارضين، وبخروجها يمكننا القول بأن الإتحاد لربما ينهار بالتدريج، إذا ما خرجت بريطانيا، كما أنه من المتوقع أن تفتح الأبواب للدول الأخرى في الإتحاد للانسحاب.
وبحسب محللين سياسيين دوليين فإن انسحاب بريطانيا سيشجع بشكل أو بآخر آخرين من دول الإتحاد على الانسحاب، وإن بقيت بريطانيا ستظل تحتفظ ببعض شروطها للبقاء في الإتحاد، مثل التمسك بالتأشيرة خارج عملية الشينغن، كما أنها ستحتفظ بعملتها الوطنية الجنيه الإسترليني.
والمتتبع للشأن الأوروبي يرى بأن خروج بريطانيا من الإتحاد ربما سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في أوروبا، وفي هذه المرحلة التي تشهد فيها دول الإتحاد تهديدات من تنظيمات مختلفة وهذا يضعف الإتحاد من عدة نواحي.
كما أن خروج بريطانيا من شأنه أن يؤدي إلى تراجع في الناتج المحلي البريطاني، وهذا بحسب ما يقول خبراء الاقتصاد هناك، وسيؤدي إلى زيادة التضخم بكل تأكيد، وبخروجها سيضعف أوروبا سياسيا. فبريطانيا كما هو معلوم فإنها ما زالت تشكل توازنا استراتيجيا في العالم، وبخروجها سيضعها بكل تأكيد، وسيضعها بالتالي في الصف الخلفي من الردهة الدولية.
وبحسب استطلاعات فإن نسبة السكان الذين يريدون الإنفصال هي 54% ويعتقد بأن هذه النسبة ستصوت اليوم لإنسحاب بريطانيا من الإتحاد، ولكن ستتضح الصورة اليوم إما تبقى بريطانيا عضوا ضمن الإتحاد أم أنها ستخرج، لا أحد يمكنه التكهن بما سيصوت له الشعب البريطاني.