إلى متى ستظل شموع الظلام تهدد حياة أطفالنا؟

بقلم: 

لا شك بأن استشهاد الأطفال الثلاثة في تلك الليلة المعتمة من الحريق أثّر فينا وآلمنا، فمشهد أجسادهم المحترقة كان مؤلما للغاية، فلو لم ينقطع التيار الكهربائي عن بيوت الناس لما حدثت الحادثة الأليمة فالجيران رغم محاولتهم انقاذهم إلا أنهم لم يتمكنوا من شدة النيران التي أتت على البيت بأكمله .

فهنا لا يمكننا أن نلوم الأهل ككل مرة، فالناس هناك يشعلون الشمعة مجبرين، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وعندما اشتعل الأثاث لمْ يجد الأطفال الصغار أي مكانٍ للفرار إليه للاحتماء من النيران المستعرة، فالنيران حاصرتهم من كل الجهات.. فلا يعقل أن نظل نتبادل الاتهامات وكل جهة تلقي المسؤولية على الجهة الأخرى..

فلربما ستتكررُ حوادث الحرائق مرة أخرى، ومع عائلة أخرى، في ظلِّ استمرار أزمةِ انقطاع الكهرباء عن المواطنين .. 

فلعنةُ الظلام ما زالت قائمة وباتتْ تهدد حياة الأطفال، فلا يمكننا أنْ تظل نعد الناس بأن حل الكهرباء بات قريبا ولكن المشكلة لم تحل جذريا بعد .. فالشموع باتت تهدد حياة أطفالنا وهنا لا بد أن نتوقف ونجد حلاً قبل أن يموت أطفالٌ آخرين.. فمن يرى جدران المنزل المحترق يدرك مدى الكارثة التي حصلت، فكل شيء هناك احترق، ففي ذاك البيت كانت الحياة فيه تعج بأطفال بعمر الزهور، لكنه الآن صامت، ولم يعد أصوات الأطفال فيه تسمع..