المسألة أكثر مما تعتقدون في السياسة وإدارة الدولة

بقلم: 

خلال العشرة سنوات الفائتة وما قبلها وبالتحديد مع بداية الألفية الثانية، كانت هذه الإحداثات إن صح تسميتها في النظام السياسي الفلسطيني والإداري في الدولة لا يعرفها إلا القليل، ووقتها كان الناس لديهم مقومات أكثر لصمودهم كون أن سنوات ما قبل ذلك أعطت الناس بعض من أجواء الهدوء واستطاعوا خلالها بناء أنفسهم وأنا شخصيا مثال فهدوء الأمن منحنا الإمكانية لمواصلة التعليم وشق طريق نحو الحياة. والتي لم تطول واندلعت الانتفاضة الثانية المباركة.
لكن صدقا وبعد دخولنا في منظومة السياسة وما يترتب عليها وخاصة عندما تم دراستها من الناحية الفكرية وما هي الآثار القانونية لمبادئ أوسلو والاتفاقيات المرفقة ومنها الاتفاقية الاقتصادية أنا شخصيا أصبت بالذهول من هول ما وقعنا به وكانت مسالة تقوم فقط على الارتجالية وكأننا نريد الخداع والضحك على اليهود، ولكن تبين في المقابل أن لديهم خطة محكمة لإيصالنا إلى وقت نكره بعضنا ونسعى إلى تدمير البعض وان تكون مؤسساتنا بلا استثناء فارغة من أي مضمون ويكون الناس خلالها قد استنفذوا طاقاتهم وأموالهم المدخرة، ويكون الشباب قد كبر وبدأ يطلب حاجاته مضاعفة.
في احد المرات وأثناء بحثي في سنوات العشرينيات والثلاثينيات وما بعدها في الفكر السياسي القانون الفلسطيني وجدت بان الأحزاب الفلسطينية كانت متناحرة في ذلك الوقت، وعلى الرغم من انه لم يكن وقتها الفكر منقسم إلى حد وضعنا الحالي بين من يؤيد السلام والأخر المقاومة، إلا انه كان على ربما خلاله على مسالة الزعامة، وهذا ناتج عن كون أن الانجليز كان لديهم كبر دهاء في زجهم بالفتن وما تبعه بعد ذلك من العصابات الصهيونية الاستخباراتية التي دخلت صفوفهم وبدأت في تمزيق نسيجهم بكافة أطيافه الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
أما الآن فنحن في وضع لا نحسد عليه، وقد بدأ الناس يشكون منه علانية، والقبضة الأمنية لن تسعف البعض طويلا، فأمام نهاية عصر ما سمي بالسلام، وفي ظل وجود ترهل للمؤسسات، ماذا بعد؟
إن أية وعود خارجية بمؤتمرات ومحادثات أو أخرى لن تجدي شيئا ويجب تغيير الخطط جذريا وهنا لا أقول ان بإمكانهم حمل المدافع والرشاشات والنزول على الجبهات، فأولى الأمور يجب أن يعاد نسيج المجتمع الاجتماعي وتعزيز صمود الناس ومدهم بأدوات الحياة الملائمة وقدرة على التحمل وفتح لهم آفاق جديد، كما يمكن الاستفادة من توحيد الصف الفلسطيني واستثمار أدوات الاقتصادية وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتبادل ادوار مثالية لصالح القضية.
غير ذلك ستجدون أنفسكم وأنكم خسرتم كل شيء، حتى على الصعيد الشخصي، فالوطنية لا تباع أو تشترى، فحياة الناس تضيع وتضيق، وان التجاوزات ومنها القانونية، الناس تعلمها ولكن ليس بيدها حيلة ولكم عبر في إضراب المعلمين والضمان الاجتماعي لمن فقط يعتبر.