فلسطين لا تحرر في الأمم المتحدة وإنما في الشوارع

بقلم: 

أجزم القول أن فلسطين من أكثر الدول التي حازت على قرارات في هيئات الأمم المتحدة على مدار قرن كامل، وكلها قرارات تصب في حفظ الحقوق الفلسطينية ومنها الحق في تقرير المصير، والتي أسست كذلك لمفاوضات يمكن البناء عليها في إيجاد صيغة للعيش المشترك، ربما أننا كفلسطينيين وخلال الفترات السابقة قبلنا ذلك على صيغة يقبلها الطرفان، ولكن اليهود لم يقبلوا أي حوار بهذا الشأن وإنما كانت لتضييع الوقت فقط، وهذا تجسيد لقوله تعالي (ولن ترضى عنك اليهود)، فإذا كان سبحانه وتعالي عالم كل شيء قال ذلك فما بال أننا نصر على ضياع فلسطين ووقتا.
عندما تسير في شوارع فلسطين، تجد كم أن اليهود يعملون وكأنهم خالدون في هذه الأرض، فهم يسلبون الأرض ويفتحون الطرق ويهدمون البنية التحية كما حصل في زعترة في بلدية بيتا جنوب نابلس وهي حديقة أطفال ليس إلا، وعندما يتغاضى المجتمع الدولي المنافق في هذه الأمور، علينا أن لا نغلق أعيينا ونصر على عناد الرأس ونضيع الوقت أكثر من ذلك.
فمشاريع فلسطين في الأمم المتحدة حول إمهالهم عام لإنهاء الاحتلال أو الاستيطان أو غيره لا تجدي نفعا، ويجب البحث عن إستراتيجية وطنية وأقولها ربما للمرة الألف، فلن نحصل على شيء في حقوقنا الوطنية والقانونية والسياسية وغيرها بدون حراك وطني شعبي على الأرض للضغط على الاحتلال نحو الرحيل كما حصل في تجارب عدة ومنها غزة، وتجارب الشعوب شاهدة على كل ذلك، نحن نواجه احتلال سافل ويتمتع بأقذر التصرفات وأبشع الصفات، لن يزول إلا بعمل منظم ومدروس ومؤسساتنا اليوم هي اضعف من أن تقدم شيء في هذه الصدد.
فيلزم إعداد خطة لمدة خمس سنوات لاستثمار كافة الطاقات لزوال الاحتلال والخلاص منه ولن يتحمل شعبنا أكثر من ذلك وهذا ما لوحظ في الأشهر الماضية في انتفاضة القدس.