العربدة العسكرية، و السُمنة المفرطة

بقلم: 

في دراسة جديدة، اتضح انه واحد من بين كل ثلاثة مهاجرين هو طفل، وهذا الطفل قد عبر كثير من الظروف النفسية والاجتماعية والصحية القاهرة وعانى من العطش والجوع ونقص الرعاية الصحية، وهذا ينقلنا مباشرة الى الآثار النفسية والاجتماعية والصحية للحروب، خاصة أن النساء والأطفال من أكثر المتضررين منهان وهذا التشريد الجماعي نتيجة النزاعات المسلحة حيث تؤدي لتراجع أوضاع الناس في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والصحية الأمر الذي ينعكس بدوره على نفسياتهم وصحتهم.

ومن البديهي أن نقرأ في إحدى الدراسات الحديثة أنه في الدول الفقيرة جدا والتي تعاني من الحروب في العالم  فإن نسبة انخفاض الوزن والنحافة المرضية و ضعف النمو واضحة تماما، على سبيل المثال، ربع الناس في جنوب آسيا تقريبا، و 15 في المئة من الرجال و 12 في المئة من النساء في وسط وشرق أفريقيا يعانون من نقص الوزن "النحافة المرضية".

وفي المجتمعات الغنية "مجتمعات تمارس أنظمتها السياسية الاحتلال والعربدة العسكرية" في منطقتنا العربية ومناطق أخرى بالعالم، أثبتت الدراسات الحديثة أن الناس هناك مصابون بالسمنة وليس النحافة، وقال الباحثون ان أكثر من ربع الرجال المصابون وما يقرب من خُمس  النساء المصابات بالبدانة المفرطة في العالم يعيشون في الولايات المتحدة، وفي هذا الصدد يقول أستاذ علم الأوبئة السريرية في جامعة بريستول في انكلترا جورج ديفي سميث "عالم أكثر بدانة، صحة، ولكن أكثر تفاوتا"،  وهذا شيء حقيقي إن علمنا أن النزاعات المسلحة التي شنتها الولايات المتحدة، فالإنفاق العسكري له التأثير الأعلى على الاقتصاد إلى جانب السمنة التي حلت في المرتبة الثانية، وبالتالي يحدث "التوازن البيئي" العادل، مصروفات باهظة على الحروب وموت الآلاف من البشر نتيجة السمنة وتداعياتها المرضية وتكبد الدولة بالمصاريف اللاحقة من أدوية وعناية صحية وبرامج تثقيفية وبرنامج غذائي مكلف جدا، فكما تؤدي الحروب والأسلحة العسكرية في إصابة الناس بالسرطان، فإن نفس المرض يصيب البدناء .

واذا كان خبراء التغذية والصحة ينصحون بأن يتم اتباع السياسات الغذائية الذكية وتحسين التدريب الرياضي والرعاية الصحية، للتغلب على السُمنة المفرطة التي تعاني منها المجتمعات الغنية، فإن خبراء الإنسانية وحقوق الإنسان ورافضي الحروب والتجارة بمآسي الناس وتشريدهم وويلاتهم وتهجيرهم وقتلهم وإبادتهم، عليهم أن يقفوا ضد هذا الإجرام الذي يمارس ضد الإنسان العربي والمسلم في منطقة كانت تعيش آمنة ومستقرة، بالرغم من كل مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية، فحين فسدت السياسة فسدت الحياة .

وحين يذكر علماء الصحة أنه بحلول العام 2025 فان خمس البالغين حول العالم سوف يعانون من مرض السمنة، فإنه من حقنا أن نتساءل وفي نفس العالم المذكور كيف سيكون شكل العالم ومنطقتنا ومسار الحروب والاحتلال، والى أين سيصل بنا الحال، وهل حقا سوف ينتهي الاحتلال ويزول، وتتحقق تطلعات ونضالات شعبنا في الحرية والاستقلال.