أجسادهم عادت في كفن وأرواحهم عادت للوطن

بقلم: 

من يخرج من بيته من أجل كلمة "وطن" ويعود في كفن، يسقط اسمه الذي عرف به، ويصبح اسمه "شهيد"، فلا نناديه إلا بالشهيد فكما يقول محمود درويش "لا تذكروا اسمه ...لا تدعوا الكلمة تضيع فى الهواء كالرماد".

   كل شهيد قبل أن يكون شهيداً كان يحمل بطاقة لاجىء، كرت تموين ومفتاحاً ويعلق في رقبته سلسلة أمل. السلسة صدئت والأمل تبخر فلا فلسطين تحررت ولا الجيش الذي تنتظره القدس عاد.  

حق العودة حق مقدس لكل فلسطيني، حتى أن الشهيد عندما يعود إلينا في كفن، فإنه يثبت قدسية هذا الحق، وكم من شهيدٍ عاد إلينا في كفن، وكم من شهيدٍ دفن تحت تراب هذا الوطن، حتى أصبحت أرض فلسطين من النهر إلى البحر تفوح برائحة الشهداء، فلا نحن بحاجة لا لقرار أممي ولا سواه ليثبت حقنا بالعودة، فقوافل من الشهداء تعود يوماً بعد يوم، وبأجسادهم وروائحهم العطرة يترسخ حق العودة للوطن.

لا تذكروا اسمه، فهو لم يعد لاجئ .. لا تذكروا اسمه فهو شهيد عاد في كفن وروحه صعدت وحلقت وجابت سماء الوطن..

إنه شهيد عاد في كفن، مغطى بعلم الوطن .. شهيد حقق حلمه بالعودة إلى فلسطين .. فروحه تجوب السماء ورائحته تفوح من كل ركنٍ في فلسطين ..
 

كل شهيد يعود في كفن، يضيء أمنية في سماء الوطن.. أمنية بانتظار أن تتحقق. الشهيد هو قصة قضية .. قصة حلم .

نعم .. هو عاد في كفن، ولكنه أحيى في مسامعنا الشجن ... شجن الحرية، شجن النضال وشجن الوطن.. ..

المجد والخلود لك يا شهيد الوطن..