فوبيا العمل الوطني

بقلم: 

يواجه شعبنا الفلسطيني عدواً ومحتلاً يعد الأشرس على مر التاريخ، إنه شيطان لا يشبع من دمنا ولحمنا وأرضنا. لا يشبع حتى يجعلنا نتمنى الموت ونفقد توقنا للحياة.

كل ما ازدادت شراسة هذا المحتل الغاصب وازدادت الحواجز المحيطة بنا واشتد الحصار على مقدساتنا وأراضينا قلنا "للبيت ربٌ يحميه". ونعم بالله ولكن هذا لم يعد يُقال في إطار الأماني الصادقة، وإنما من باب الاختباء خلف هذا الشعار والخوف المقيت.

إن السكوت والتكاسل عن أداء واجبنا الوطني أصابنا بفوبيا العمل الوطني، حتى أصبح الكثير يقول ولا يعمل. نعم للبيت ربٌ يحميه، ولكن كما يقول المثل المصري " الأرض تضرب ويا أصحابها"، ومعناه أن الإنسان إذا دافع عن أرضه فإنها بدورها ستضرب «ويّاه» عدوهما.

الأرض لا تفعل شيئاً إلا بأمر الرب، والأرض لا تضرب إلا ويا أصحابها، فالرب لن يأمر الأرض بالوقوف إلى جانبنا إلا عندما نحرك مؤخراتنا ونقوم لنعمل بصدق وإيمان يجعلنا نستحق مثل هذا الدعم من الرب والأرض.

فوبيا العمل الوطني تستشري شيئاً فشيئاً في المنظومة الوطنية الفلسطينية. في ظل الخلاف الداخلي والتواطؤ العربي والدولي المستمر والأصابع العميلة التي تعيث فساداً في الوطن فإن فوبيا العمل الوطني ستنتشر بيننا كالطاعون.

العمل الوطني الدائم والمتجدد ذو الأساليب المتعددة هو كنزنا الاستراتيجي، وبالتالي فإن اليوم الوطني لبلادنا هو اليوم الذي نشفى فيه من فوبيا العمل الوطني، ويصبح فيه العمل الوطني روتين فلسطيني.

العمل الوطني هو الذهب الفلسطيني والكنز الاستراتيجي الذي واظب عليه من سبقنا من الشهداء الأبطال، وما زال يواظب عليه الأسرى الأحرار، و ما زال حياً في نفوس الأشبال ذي العزيمة والإصرار.

فوبيا العمل الوطني وأخوته لن يزول إلا بالفكر الحر والإرادة القوية والإيمان العقائدي بحرية الإنسان والأرض.  

هناك دائماً من يخرج علينا ليحاول نكزنا وشفائنا من هذه الفوبيا. المجد لهم.. المجد للشهداء .. المجد للأبطال كل الأبطال الذين يعملون على تخليصنا من هذه الفوبيا لضمان الحفاظ على صحة المنظومة الوطنية الفلسطينية.