من لا يملك يعطي من لا يستحق

بقلم: 

الكل يعرف وعد بلفور المشؤوم، وهو الوعد الذي تمثل في الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

الكل أيضاً يعرف العبارة أو المقولة التي التصقت بهذا الوعد المشؤوم" وعد من لا يملك لمن لا يستحق". للأسف أصبحت هذه العبارة تطبق في بلادنا وعلى أنفسنا حتى يبدو أنها لم تصبح عبارة فحسب، بل تجاوزت ذلك لتصبح المنهجية السائدة في حكم البلاد مع العلم انه حكم يخلو من السيادة الحقيقية، لأن السيادة الحقيقية لا تستبدل بالخبز!.

"من لايملك يعطي من لا يستحق" هذه الحقيقة المرة التي تنخر مؤسساتنا الحكومية والوطنية، فنرى ترقيات خيالية لأشخاص لا يملكون الكفاءة أو الأولوية أو حتى الوصف الوظيفي الملائم. وفي المقابل فإن من يعطي مثل هذه الترقيات أو يساهم فيها هو لا يملك الحق ولا يملك السيادة أو حتى القبول من قبل عامة الناس والموظفين.

صفعونا على وجوهنا ولم نقوى حتى على قول كلمة "آخ". ألهذه الدرجة تمكنوا منا؟ ألهذه الدرجة من اللامبالاة وصلنا؟ أم هل تمكن منا اليأس حتى أصبحنا ننشد ما أنشده المهلبي "ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه"؟.

كم أحسد عامل النظافة في البلدية فهو الوحيد الذي أرى فيه شيء من الطهارة في هذا الزمن، لنتعلم من عامل النظافة كيف يتم تنظيف الشوارع من المهملات والأوساخ والقاذورات .... هكذا هو الوطن ببساطة يحتاج منا بالمقابل جميعاً أن نتعلم كيف ننظفه من ناهبيه و المفسدين فيه. عامل النظافة هو عامل وطن .. هو الأيقونه التي يجب أن نقتدي بها في تنظيف الوطن وإصلاحه ..

عملية الإصلاح بسيطة لا تحتاج إلى برامج ولجان وورشات عمل وندوات وإلخ.. عملية الإصلاح تحتاج إلى عمال وطن يعملون بضمير وانتماء كما يعمل عامل النظافة في البلدية .. عامل النظافة يحرص أن تكون شوراع بلده نظيفة، وعامل الوطن يحرص على أن يكون الوطن خالي من أي ناهب و فاسد ..

لم يعد لدينا المزيد مما نقول ولا المزيد مما ننتظر.. لنفعل شيئاً من أجل كرامتنا وكرامة وطننا.. آن الأوان لخلع بلاط الاستبداد الضاغط على تراب الوطن.. كفانا نفاقاً وإن كانت صراحتي في نظر البعض وقاحة فيشرفني أن أكون سيد  الوقاحة.

فادي قدري أبو بكر