دول زائد واحد

بقلم: 

على بال زمن...بقلم صالح مشارقة

استمعت كغيري لمحاضرة الرئيس عباس السياسية امام الصحفيين قبل يومين، التي استعرضت المسيرة  من أيام  انبلاج فكرة الدولة المراقب إلى فكرة الذهاب للمحكمة الدولية وصولاً الى حالة من إدارة الظهر الأمريكية والإسرائيلية للرئيس وفلسطين في طلب إعادة استئناف المفاوضات، وجلوساً الان على مقعد الانتظار أو الصبر والصمود كما أسماها الرئيس ويقولها بصوت فيه اعتراف بالضعف أمام عشرات الصحفيين.
وعلى مقعد الانتظار هذا، حيث نراقب تقلبات بركان الإقليم، يفيد فلسطين كما يحلم الرئيس، مؤتمر دولي وصيغة خمسة دول زائد واحد للوصول الى نهاية الصراع العربي الإسرائيلي.
الدكتور صائب عريقات والدكتور رياض المالكي يوفران للرئيس حنفية مقترحات لتحويل هذين الأمرين إلى واقع سياسي معاش، ولدي إحساس أن الرئيس سيهلك أمعاءنا في الفترة المقبلة بصيغة خمسة زائد واحد، وسيقول في كل المحافل "أريد مثل إيران"، ولكن الملف الفلسطيني لم يصل إلى تلك الأهمية من المصالح الدولية التي وصل إليها الملف الإيراني كي يستدعي الموافقة الكبرى على صيغة الستة تساوي واحد زائد خمسة.
الملف الإيراني مصالح اقتصادية وعلاقات دولية كبرى وبصراحة هو حفلة سياسية أكبر من التحولات في المنطقة العربية، وهو جزء من نشوء قوى جديدة في العالم، أما فلسطين في المحصلة فهي صراع الشرق الأوسط المزمن بين غرب وشرق وصراع مهلك مالياً وسياسياً ودينياً والأفضل إدارته من منظور امبريالي وليس وضع نهاية له،  لذلك نجد "الأمين العام الجديد للامم المتحدة باراك اوباما" يميل الى فكرة نتنياهو بإرجاء أية أفكار لاستئناف المفاوضات أو الذهاب إلى نهاية الصراع.
وسط كل هذا ودون أن نحرم الرئيس من منصب الرئيس الصابر سنسكت نحن الشعب الصابر أيضا عن أية أفكار للقيادة، ونقول لها بالتوفيق كما نرد على بعضنا في الايميلات، ونذكرها أن هذا الصبر والصمود فيه عيوب وثقوب كثيرة، ليس أقلها أن الطرف الاخر اسرائيل لا يجلس صابرا بل بانيا للمستوطنات في كل تلة، وخالقاً لصيغة جديدة في الصراع وهي تقاسم دولة الفسطينيين المتوقعة في الضفة مع دولة جديدة للمستوطنين الذين يبحثون عن دولة اسمها المملكة، مملكة داوود، التي يغنون لها ويؤسسون تشكيلات قتالية وأحزاب سياسية لإقامتها.
عيوب أخرى ليست في الخمسة زائد واحد بل فينا ونجلس عليها بملئ المقعد تتعلق بعدم قدرتنا على تسديد أقساط وديون انهاء الانقسام وفشلنا جميعا في إعادة انتاج المجلس الوطني وإطلاق ورشة سياسية لكتابة البرنامج السياسي القادم، وعدم الإكتفاء بالإعلان عن عدم الالتزام بعشرين اتفاقية على حد قول الرئيس وثماني اتفاقيات على حد قول الدكتور عريقات.
على هامش النجاح العادي في تدويل الملفات الفلسطينية ثمة سقوطات فلسطينية تحدث في إدارة الحكومة المتواضعة في برامجها ومشاريعها، وانهيارات في ظهور موارد كسل سياسي تغذي الانقسام، وفي مناكفات شخصية صغيرة قد تزيد من موت المؤسسات الشرعية، وصبر وصمود أهبل على حساب الذهاب المباشر لكتابة البرنامج السياسي الجديد باعلان الكفاح الفلسطيني الجديد كفاحا ضد العنصرية يستوجب تسخير كل المقدرات الفلسطينية لهذا الاعلان والذهاب فيه إلى ابعد ما يكون وتبديل  لعبة التحالفات لتشمل خصوم للدول الخمسة، وربما الدخول في أحلاف محسوبة مع أعداء هذه الدول لأنها منذ عقود تجلب البؤس للحلول من أجل فلسطين.

مقال خاص بزمن برس