نشأت ملحم وعساف "عاقل مجنون"!

بقلم: 

نشأت ملحم: شهيد غير مدرج….عاقل مجنون

عساف مشرفا عاما للتلفزيون…. كراماتك يا وطن

من أجل ماذا ضحيت ولمن يا نشأت؟

في غرابات الموت كما الحياة هو واقعنا الفلسطيني. غرائب بمداخل غيابات تخنقنا فنتنازع على الحياة في خضمها .

أهي بطولة ام جريمة؟

أهو شهيد أم قتيل؟

أكان عاقلا أم مجنونا ؟

كيف يعقل لوالد أن يكون هو حبل المشنقة التي تلوت حول عنق ولده؟

أكان حبا جارفا لابنه ام لوطنه الجديد إسرائيل؟

أكان إبراهيم مضحيا بإسماعيل في ما اقترفت يداه عن سبق إصرار؟ هل ظن ان الله ملقي البهيمة للتضحية بدلا من ابنه بآخر لحظة؟

من المجرم ومن الضحية ؟

من العاقل في كل هذا ومن المجنون؟

يبدو ان هناك امتحان ما يجري من القوى الالهية لنا كشعب . كم هو من محض المصادفة كل ما يجري.

أخط كلماتي هذه واخشى ان اقع في لوم “جلد الذات” . ولكن جلد الذات في هذه الأثناء أقل ما يمكن أن يكون نصيبنا في هذه الملهاة.

كل ما جرى في الايام الاخيرة يبدو كالملهاة . لا اعرف كم مصادفة خطابات الرئيس التاريخية وما يتفجر منه الوضع بعد كل خطاب. بينما كان الرئيس يشد على أيدي السلام ويؤكده استمرت إسرائيل بالقتل وكأنها ترد عليه. واختلفت بلحظة موازين الامور فتفجرت الخليل على غير ما عهدناها بالاشهر الماضية بتضحياتها الباسلة. كان مشهد الشاب القتيل ملقى على وسط الشارع مدوي بصخبه برأسي. وكأن صرخة ذلك القتيل الأخيرة وصلت الى اذناي واصمتها . السيارات تمر ، وآخرون يصورون والجثة ملقاة علي الارض لدقائق بدت أبدية. كيف يصبح القتل هكذا في وضح النهار. رصاصة تخترق الرأس. من أين جاء القاتل بالمسدس؟ منذ متى هناك مسلحون .صرت أصرخ في انحائي متسائلة.. لا آكاد أصدق المشهد آمامي. بحثت عن جندي في الخلفية . سيارة جيب عسكرية. القاتل لا بد ببزة عسكرية تحمل علم الاحتلال.

لم تكن الا ساعات تفصلنا فيما بعد عن جريمة للاحتلال علا دويها هذه الجريمة “الداخلية”.

مشاهد مصاحبة لذلك القتل الغوغائي والوعيد به . اختطاف لشاب من عائلة القاتل على يد شاب آخر من عائلة القتيل. مشهد مروع للتعذيب واللا إنسانية، نردد رفضنا له . كنت أراه بتلك الكليبات المنتشرة تحت تعذيب داعش وإخوانها ، وكنت بقرارة نفسي أرفض تصديقها . لأراها مجسدة أمامي بابن بلدي. في وقت تنهش الصهيونية بعظام أبنائنا . في وقت كنا نحارب ونتضرع من أجل إرجاع شهدائنا لإكرامهم بالدفن. يخرج ابناء الحمولة من شعبنا ويعلنوا عدم الدفن لقتيلهم . وان الثأر سيطول كل الحمولة المعتدية. وأنه لا قانون ولا سيادة الا للثار

أين سيادة القانون التي دفعت الدول المانحة عقدين من الملايين المضخوخة في السلطة من أجل بنائها ؟

نحن في سباق نحو التعيينات الحكومية ونهرول نحو المنصب القادم لوزير وقاضي ومدير عام ونائب ورئيس. أين تطبيق هذه المنظومة المدنية وسط هذه الغوغاء التي ظهرت فجأة وسط براكين الاحتلال المتصدعة الملتهمة لابنائنا من كل اتجاه؟

وملحم… ابن عارة… كيف خلط الموازين ودك هشاشة المجتمع الفلسطيني بين اقطابه المنقسمة المنفصمة المفككة. وكأن الحقيقة تجلت. تجلت بوالده الذي آثر امنه ودولته اسرائيل على حياة ابنه الرافض للاحتلال. كيف أخرج الخنوع بطلا؟ كيف تكالبت عليه حجور الاقارب وعجزت قوى الاحتلال بأجهزتها التي لا تقهر على إيجاده. فعلا … الاعراب اشد كفرا.

تسارع ” عرب إسرائيل” للتخلي عنه. لنعته بالجنون مرة والعته. واتهام اهله بالعمالة . فكيف لعميل ان يخلف مناضل؟ من كان يهلل للعمليات بالضفة سكت تماما . هم كأولئك الذين يهللون للدم المجاني من وراء الشاشات يريدون تحرير فلسطين بعيدا عنهم. يريدون الهوية بلا وطن. يريدون الوطن بلا تغيير لحالهم. يريدون التذمر ولا يريدون التخلص من الاحتلال الذي تذوت بداخلهم.

آقول بالتعميم ولا اقصد التعميم طبعا … ولكن … قد نكون في صلب ما نحتاجه من جلد الذات.

مات ،قتل، او ستشهد ، وذهب معه سره إلى الاعالي الى الابد. فلا نعرف الحقيقة . ولن نعرفها … لان الحقيقة لا تقتل من قبل الاحتلال فقط. تقتل منا نحن. لا نريد ان نصل اليها . لا نريد ان نعرفها . وملحم بفعلته أثار حقيقة لواقع مدعى ولكن لا يريد أحدا ان يعيشه.

.في الداخل الفلسطيني المحتل أرهبهم هذ العمل وأيقظهم من سباتهم العميق. اقتل الاسرائيلي من قبلهم جريمة .ليس كقتله من قبل الفلسطيني في الداخل الاخر من الوطن ؟

ولقد جاء هذا الدوي محطما عندما قررت السلطة الفلسطينية بقرار رئاسي شطب اسم ملحم من قائمة الشهداء. فهو غير فلسطيني…. دوي القرار والاعلان كان صاخبا صادما…

ما الذي تريدونه منا ؟ أنحن شعب واحد ام شعوبا كثيرة تستعملونها متى احتجتم لدعاياتكم الانتخابية الدائمة والتي لا تصل أبدا الى الانتخابات؟ ما الذي تفعله لجان التواصل ووفود المحبة من الشعب المقطع الاوصال بين الداخل المحتل والداخل المحتل الاخر؟

وفي خضم هذه الفوض العارمة من الدم…. تستمر السلطة باقتحامات وتعييانات … وكالعادة هناك رجل لكل المناصب… اخرها احمد عساف ..ليس المطرب طبعا … وياليته كان المطرب. يبدو ان الرئيس ظن بتعيينه انه يعين محبوب العرب . فمنحه الرئيس مناصب كثيرة تنصب في الاشراف على هيئة الاذاعة والتلفزيون ورئيسا لمجلس إدارة وكالة وفا ومناصب أخرى كثيرة

يا سيادة الرئيس… ألم يبلغك أحد بعد .. أن هناك خلل.. خلل في المنظومة وخلل مجرف لن يصلح بتعيين رجل يكفيكم في فتح تحمل وزر تعيينه متحدثا باسمها .ان تتركوه يصبح متحدثا باسم الوطن… حرام لما تبقى من الوطن …

لم كل هذا الفراغ من الناس المؤهلون في هذا الوطن ؟

لم يشغل الرجل الواحد العديد من المناصب بينما يتكدس المواطنون عاطلون على حواف المجتمع؟

وتتساءلون لما تهرب الامكانيات والكفاآت؟

أحمد عساف ليس محبوب العرب يا سيادة الرئيس.

إرحمونا …لعل الله يرحمكم ويرحمنا …