نحو صفقة تبادل جديدة

بقلم: 

من موقع العداء للمشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، علينا الانحياز لطلب زهافا شاؤول والدة الجندي الاسرائيلي ارون شاؤول المختفي اثاره في قطاع غزة، فاما انه اسير لدى حركة حماس، او انه قُتل خلال مشاركته العدوان والاعتداء على قطاع غزة عام 2014 .

نتعاطف مع والدة الجندي الاسير، ونضم صوتنا لصوتها مناشدة حركة حماس ورسالتها المباشرة العلنية لاسماعيل هنية نائب رئيس الحركة ليقدم لها دليلاً على وجود ابنها حياً ان كان كذلك، او دليلاً على مقتله خلال معركة اجتياح غزة الاخيرة .

نتعاطف معها رغم ان ولدها الجندي المفقود – اسيراً او قتيلاً – شارك بمعركة وبعدوان مس شعبنا العربي الفلسطيني واذاه وسبب له الموت والوجع والدمار والخراب فكان مآله الاسر او الموت امام بسالة اولئك الذين دافعوا عن كرامتهم وعن صمود شعبهم، ودفعوا ثمناً باهظاً حتى تم اسر الجندي ارون شاؤول او تم قتله .
نتعاطف معها، لاننا بشر ولدينا حس انساني ولذلك نشعر معها كام، مثل المئات من الامهات الفلسطينيات الذين فقدوا ابناءهن في خضم معركة الاستقلال الوطني المتواصلة منذ عشرات السنين في مواجهة عدوانية وشراسة وهمجية جيش الاحتلال، وابقى العديد من الشهداء الفلسطينيين اسرى في مقبرة الارقام، ومنهم الذين سقطوا وارتقوا في معركة انتفاضة السكاكين الاخيرة، او اسرى احياء في سجون واقبية الظلام والظلم والعسف الاسرائيلية .

وجع زهافا شاؤول لعله يحمل لديها حساً انسانياً مضاعفاً كي تدرك ان اُمهات فلسطينيات كُثر يعانين من فقدان اولادهن، وان الحرب المتواصلة غير المتكافئة ستجعل المزيد من الامهات الفلسطينيات والاسرائيليات يفقدن اولادهن اذا بقي الاحتلال والاستعمار يخنق الفلسطينيين ويحتل ارضهم ويتطاول على كرامتهم، واذا واصل المشروع الاستعماري التوسعي الاسرائيلي، سياساته واجراءاته وطمعه في تهويد الارض الفلسطينية واسرلتها وفرض الصهيونية على شعبها وكانه بلا هوية وبلا قومية وبلا دين وبلا تراث وبلا تاريخ قبل ان تستقر الحركة الصهيونية وتنجح في فرض مشروعها الاستعماري بدعم وتعاون اوروبي اولاً من قبل بريطانيا بقراراتها، وفرنسا بسلاحها، والمانيا بتعويضاتها المالية، وبعدهم تبنت الولايات المتحدة المشروع بكامله واصبحت المقاول الاول لتغطية احتياجاته المالية والعسكرية والاقتصادية والاستخبارية والدبلوماسية، وحمايته من اي عقوبات دولية، وجعل  مشروعه الاستعماري التوسعي فوق القانون الدولي .

حركة حماس اعلنت شرطها الاول لكشف ملابسات الجنود الاسرائيليين الذين فقدوا، وشرطها المشروع المعلن هو اطلاق سراح اسرى صفقة شاليط الذين تمت اعادة اعتقالهم وزجهم في السجون، ووضوح حماس في قولها لن ندفع ثمن مرة اخرى حصولهم على حريتهم، فقد تم اطلاق سراح الجندي الاسير شاليط مقابل اطلاق سراح هؤلاء على ان يبقوا داخل الوطن لا خارجه، وهكذا اعادت حكومة نتنياهو الاستعمارية الاستيطانية العنصرية اعتقالهم كوسيلة ضغط وابتزاز، ولهذا تشترط حركة حماس زوال هذا الابتزاز باطلاق سراح من تم اعادة اعتقاله بعد ان حصل على حريته مقابل الجندي شاليط، وبهذا تكون حركة حماس وفرت لزهافا والدة الجندي الاسرائيلي المفقود غطاء ومدخلاً كي تقترب من معرفة وضع ابنها ارون، فهل تُفلح في خلق راي عام اسرائيلي ضاغط على حكومة نتنياهو التي لا تعرف سوى منطق القوة والابتزاز والتفوق، لاطلاق سراح من اعتقلتهم، من صفقة شاليط، وبالتالي توفر الارضية المناسبة لبدء التفاوض على صفقة تبادل جديدة .

كما فعلت حكومات تل ابيب، ورضخت للجبهة الشعبية القيادة العامة، ولحركة فتح، ولحركة حماس في صفقات التبادل، سترضخ الان ومستقبلاً مقابل معرفة احوال جنودها المفقودين وهم اكثر من شاؤول واحد .