الزهار و(عسكرة الإنتفاضة)!

بقلم: 

ليس من المناسب في الظروف التي تمر بها قضيتنا أن نتحدث عن موضوع أخر  غير( القدس) ...ليس من المناسب التحدث عن غير  ما هو وطني جامع لشعبنا ولأمتنا .

أعلم ذلك علم اليقين، ومقتنع بذلك تمام الإقتناع !

ولكن يجب هنا أن نتناول الدعوات المتكررة في اليومين الأخريين لـــ(عسكرة الإنتفاضة) حيث يقف خلف هذه الدعوات بعض من يظهرون على الإعلام تحت وصف(محلل ) أو (دكتور) أو (خبير)  وطبعا" يتولى نفس المهمة التحريضية لإستخدام العنف بعض مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي من (العاطفيين) أو (المزاوديين) أو (فاقدي الثقة والهوية ) .

إنضمت حماس من خلال بعض من هم في قيادتها  الى هذه الدعوات .

ما يعنيني هنـــا هو إنضمام حماس للدعوات المطالبة بــ(عسكرة الإنتفاضة) .

فحمـــاس لا تحتاج للمطالبة لأنها على حد وصفها لنفسها ..قادرة على خلق توازن الرعب من غزة وقادرة على حرق الأرض تحت أقدام الغزاة في الضفة وهي كذلك قادرة على تحرير القدس وإعادتها للمسلمين !

فإذا كانت حماس كل ذلك ..فلماذا تطالب بعمل شيئ هي قادرة على عمله أصلا" وبسهولة !.

حماس قائدة غزة وحاكمة غزة المحررة التي لقنت العدو دروس البطولة وخلقت توازن الرعب ...حماس صاحبة النصر الإلهي والحل الإلهي والخيار الإلهي..حماس التي لا تخطئ ولا تغلط لأنها حركة ربانية وليس حركة دنيويه تريد (عسكرة الإنتفاضة) في الضفه الغربية والقدس ولكنها لا تريد أي (تحرك) في غزة !

طبعا" سارع (الزهار القائد الهام في حماس ) للتهجم على فتح والسلطة وطالب بعسكرة الإنتفاضه ،بالنسبة لي  لن أتناول (الشتائم) و(الخطرفات) التي تفوه بها الزهار ولكن سأتحدث عن خطورة الدعوة لعسكرة الإنتفاضة لما لهذا المنطق  من مخاطر عديدة على قضيتنا وشعبنا فمصادر قوتنا السياسية والشعبية لا تعتمد على (السلاح) بل تعتمد على إيماننا المطلق بحقنا وعلى قدرتنا على مخاطبة العالم من خلال عملنا الشعبي السلمي .

إن دعوة الزهار لعسكرة الإنتفاضة هي رغبة بالتدمير ..وحقد دفين ضد كا ما هو قائم على أرضنا وهذا الحقد نابع فقط من شعور الزهار الدائم بأن حماس دمرت القطاع وبالتالي يجب أن يكون الدمار شامل وعامم وطامم على كل ما هو فلسطيني ...إن رغبة الزهار بمشاهدة الدمار في مدننا وقرانا ومخيامتنا  لتكون مدننا وقرانا كما هي  غزة في عصر حماس وفي عصر الزهار .

إن دعوات الزهار للتصعيد والعسكرة في الضفة  هي دعوات مشبوهة !

لم أكن يوما" من السعداء (بتوازن الرعب) الحمساوي الذي ادى الى دمار غزة ولن اكون يوما" من السعداء أبدا" بمظاهر الخراب والتدمير في البنية التحتية الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس كذلك .

الفصائل بشكل عام والسياسيين ممن يتحلون بالمسؤولية والخبراء المهنيين أجمعوا على كون (عسكرة الإنتفاضة) ليست في صالح شعبنا الفلسطيني فهذا هو المربع الإسرائيلي الذي يجب أن نحذر منه ..فلا مجال للمقامرة والمغامرة والعبث بالدم الفلسطيني المقدس وعلينا أن نعزز من صمود الفلسطيني على أرضه .
أخيرا" أقول: حرب الزهار لم تكن يوما" حرب الشعب الفلسطيني فاحذروا هذه الدعوات المشبوهة .

حرب الزهار ليست سوى حرب (الكرسي) و( تمكين الجماعه) وبالطبع (الفوضى الخلاقة)  فاحذروهــــا .

قوتنا في وحدتنا وفي إيماننا وفي قدرتنا على كسب التعاطف الدولي لتحقيق أملنا وحقنا في الإستقلال والحرية والسلام والحياة بكرامة على أرضنا هذه رسالتنا وهذه أهدافنا .