فلسطين لم تعد قضية العرب

بقلم: 

فلسطين قضية لم تعد قضية العرب ولكن… افهم تماما شعور كل عربي غير متضامن مع ما يجري اليوم في فلسطين عامة والقدس تحديدا من هجمة شرسة ، اذا ما أعيد النظر فيها تاريخيا سيسجل التاريخ بأنها نهجت نهج النازية. وان لم ابعد كثيرا لا بد وأنها هجمة كتلك الأقرب من الذاكرة الفلسطينية إبان النكبة وما […]

فلسطين قضية لم تعد قضية العرب ولكن…
افهم تماما شعور كل عربي غير متضامن مع ما يجري اليوم في فلسطين عامة والقدس تحديدا من هجمة شرسة ، اذا ما أعيد النظر فيها تاريخيا سيسجل التاريخ بأنها نهجت نهج النازية. وان لم ابعد كثيرا لا بد وأنها هجمة كتلك الأقرب من الذاكرة الفلسطينية إبان النكبة وما حل بالفلسطينيين من مذابح وتشريد . ذاكرة لا تبتعد عن تلك المصاحبة للمواطن العربي المصري والعراقي والسوري وغيرهم بتضحيات هم كانوا جزءا منها. فالعربي اليوم من سوريا الى مصر الى العراق ولبنان فاليمن وليبيا منشغل بمصابه من حروب أهلية وطائفية وغيرها . فبعد ان احلً العربي هدر دم أخيه العربي وشرعت الفتاوي من المنابر والمساجد وقباب البرلمانات ، لم يعد غريبا ان يكون ما يجري اليوم في فلسطين من ظلم وبطش صهيوني على شعب ذاق ولا يزال يذوق مرارة الاحتلال وقمعه ، لا يحرك مشاعر العرب كثيرا ، وان حرك فحجم المصائب الداخلية اكبر من إعدامات الشوارع التي تنفذها اسرائيل بحق أبناء وبنات فلسطين. مصائب العرب واقتتالهم اكثر قسوة من قنص الالية العسكرية لاطفال فلسطين وتدمير بيوتهم وحرق حقولهم .
والاقصى ليست بأغلى من مساجد المدن العريقة وصوامعها وحضاراتها التي نراها تنهار كل يوم لركام ورماد.
وقد افهم لما قرر العرب الحقد على الفلسطينيين . فلا لوم اصلا على انسان مكروب . وقد يكون لنا نحن الفلسطينيون أخطاؤنا . والاهم انقسامنا عرى ظهورنا وكشف عوراتنا فلا بأس من قلة احترام العالم لنا .
وافهم هوان الحكومات العربية . فهي منفصمة عن شعوبها منذ قيامها ولم نعد نحن الشعوب نعول على ما ستقدمه لنا ولا على إنجازات منها . ولكن ان يتعاطف العرب مع اسرائيل فهذا فوق الاستيعاب .
ان يتساءل العربي لما يطعن الفلسطيني الاسرائيلي في الشوارع فهذا عار ؟ ان يتهم العربي الفلسطيني بالعنف والارهاب وهو يعلم بانه اعزل انتهت من جعبته كل وسائل التحمل ونفذ الصبر وخنقته الحياة التي يحيطها الظلم والطغيان والبأس والعنصرية حتى اصبح السكين مدرعا يمشي به مقابل وحشية جيش وشرطي ومستوطن ؟
الا يعرف العربي بعد ان الفلسطيني يعيش تحت الاحتلال عيشة لا يعيشها حتى الكلاب من سلب لحقوق مبدئية من حركة وسكن وتنقل ؟
الم يفهم العربي بعد ان دفاع المقدسي عن الأقصى هو دفاع شرف عن الاسلام الذي يدعيه العربي وينصره؟
هل يعي العربي ان الفلسطيني من اجل حراك لا يتعدى الكيلو متر الواحد يمر بحاجز وجدار ؟
مما لا شك فيه ان واقعنا العرب اليوم اليم . ولن ازاود على المآسي ولكن مهما طغى الحاكم على شعبه ، ومهما ثارت الشعوب على طغيان حكامها . فإن العيش تحت الاحتلال أظلم . الاغتصاب يا سادة الاوطان لا متعة فيه الا للمغتصب الفاشي السادي المعتدي . فمهما خفت قبضته عن ضحيته يبقى مغتصبا . ومهما طال الظلم والطغيان فهذا لا يبرر استمراره . اسرائيل يا سادة دولة احتلال . اسرائيل أيها الابرار لم تدخل فلسطين فاتحة . اسرائيل يا عرب النخوة لن تتورع عن سلبكم ما سلبت ارض فلسطين منه .
قد نفهم نحن الفلسطينيون معايرة إسرائيل لنا بأننا بكنف احتلالهم اكثر حرية من دكتاتوريات العرب .
ما الذي قدمته لكم اسرائيل يا عرب ؟
ما الذي تطوقون له بإسرائيل ؟
إسرائيل صنعت نفسها من هوانكم وضعفكم وبغضكم لبعضكم الآخر.
إسرائيل صارت بين أنقاض انقساماتنا .
وروت شرايينها من دمائنا من شرقنا وغربنا .
إسرائيل تحرق اطفالنا وابناءنا يا حماة الأوطان هل شجبتم ؟
إسرائيل تدمر البيوت يوميا في القدس وأهلها يربطون الخيام على الركام فهل تدرون؟
إسرائيل تحرق البساتين وتضرب المزارعون وتطلق الخنازير البرية لتدنيس الحقول ؟
إسرائيل تقصف المباني وتشرد الأهالي وتقلع الزرع وتدب في الأرض والعرض فسادا فهل تشاهدون؟
إسرائيل تعتقل أطفالنا ورجالنا ونساءنا .
إسرائيل في كل يوم تطلق صرخات ام تثكل بولدها . وتيتم طفل . وترمل امرأة .
إسرائيل في كل لحظة تقتل فرحة .
إسرائيل احتلال لا اتمناه ان يصلكم يوما ….
لأنكم بينما تتكالبون على بعضكم ستنهش بكم كنهش الضبع بجسد السبع المصاب.
فلسطين لم تضع من الفلسطينيين لإسرائيل … بل ضاعت لتقوم دول عربية .
فواجب فلسطين عليكم حق لا منة تقدموها … وان انته منكم الزهد وتظنون انكم قدمتم تضحياتكم فكتر الله من خيراتكم لأنفسكم.
نحن لا نستحلفكم
ولم نعد ننتظر منكم عونا ولا نصرا …
ولكن بالله عليكم إرحمونا وارحموا انفسكم …فكفاكم عارا وتعرية لأنفسكم التي نحن منها مثلكم.
فصمود شعب أعزل أمام همجية عسكرية فاشية نازية هي بطولة لن تفقهوها …
ان يخرج ابنك صباحا الى المدرسة ولا تدري ان كان سيرجع لكونه عربيا فهو ابعد من ان تفهموه …
لانه عندكم صار القتل مباح ..
وصار العرض مكسور لا نخوة فيه .
ولكننا وبأيدينا بحجارتها وسكاكينها ندافع عن كرامة لن تفهموها
لانها ليست موجودة في نفوس ترى الظلم وتشجعه
ترى ابنها واخيها يزهق عرضه وتغتصب ارضه ويقف شامتا ساكتا طاعنا …
فلسطين لا تحتاجكم
فأطفال فلسطين بدمائهم يخطون للحرية طريق ستتبعونها يوم…
إقرأوا مظفر النواب والقدس عروس عروبتكم …فقد يكون هناك فصل المقال .