سكاكين الانتقام ترعب المستوطنين!

بقلم: 

عندما  ترى  الشباب الثائرين على شاشات التلفزة  ووسائل التواصل الاجتماعي  يقومون  بتنفيذ  العمليات  البطولية  الفردية  عبر سكاكين  ضعيفة ٍ لطعنِ  مستوطن ٍ أو  بعض من المستوطنين ، الذين يقتحمون  باحات  المسجد  الأقصى كل صباح  بحماية  شرطة  الاحتلال الصهيوني  والاعتداءات  المتكرر على النساء المقدسيات  وعلى المرابطين  المتواجدين  داخل المسجد الأقصى  دفع  هؤلاء الشباب  لتلبية  النداء والخروج  عن الصمت  نصرة  للأقصى  الشريف وإشعال  انتفاضة القدس  من جديد ، الذي كان  يعتقد  الاحتلال  وقادته ِ بأننا بصمتنا  دليل ٌ على ضعفنا  لكنه ُ تفاجئ من  الرد  القاسي والمتزلزل له .

فكانت  بداية  شرارة  الانتقام  مع الشهيد البطل  مهند  الحلبي  من مدينة  رام الله الذي  ثأر لحرائر فلسطين  والمرابطات والمرابطين  الذين يتعرضون كل يوم  لضرب والإهانة والاعتقال الوحشي من قبل المستوطنين  وشرطة  الاحتلال الصهيوني  مما دفع مهند  للرد عما يحدث في المسجد الأقصى لتنفيذ عملية  طعن  بواسطة  سكين  لقتل عدد من المستوطنين  الذين يستفزون  المرابطين  والمرابطات في المسجد الاقصى كل يوم، ففرح  حرائر فلسطين والشعب الفلسطيني للرد الذي دب في قلوب المستوطنين الرعب والخوف  وانشغلت  مواقع التوصل الاجتماعي بحديث  عن  شهيد  مهند الحلبي، فكان الباب الذي فتح للكثير من الشباب الثائرين في الضفة الغربية  للانتقام والرد على جرائم الاحتلال  والخروج  عن الصمت  فأتبعه الشهيد  فادي علون والشهيد فارس الجعبري  وغيرهم   الذين  ملئوا  تراب فلسطين  بدمائهم الطاهرة  وسارعوا  عن نهج الشهداء الأبطال من  أجل تلقين العدو الصهيوني الدروس والعبر في الرجولة والانتقام .

كل ذلك  أجبر المستوطنين الجبناء  على حمل السلاح  والالتفاف يمينا ً ويسارا ً وهم  يسيرون  في شوارع القدس ظنا ً منهم  أنها  ستحميهم  من ثائر ٍ أرادة الشهادة والموت  في سبيل الله فهم  يحبون  الحياة  ولا يحبون الموت ، فثورة سكاكين لقنت  الدولة  التي تعتقد  أنها  القوة الرابعة في العالم  من حيث العدة  والعتاد  الدروس على أيدي شباب  منتفضون  نصرة ً للقدس ،فجعلوا المستوطنين  يهربون  ويختبؤون من الموت المحقق لهم .

لعل من أهم الامور هو الارتباك داخل الكيان  الصهيوني  وإجبار نتنياهو على منع المستوطنين بالذهاب إلى القدس وحائط البراق  خوفا ً عليهم  من سكاكين  الموت  التي تلاحقهم  في كل شارع  وفي كل مكان و أيضا ً رؤساء وأعضاء في الكنيست الصهيوني والوزراء من دخول المسجد الأقصى المبارك .

في ظل غياب  الفصائل الفلسطينية عن المشهد الميداني ، فلا نريد مسيرات  ومظاهرات هنا وهناك ، نريد  عودة العمليات  الاستشهادية  داخل عمق الكيان  الصهيوني ،  وتحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية حول راية ٍ واحدة وتكوين غرفة عمليات مشتركة ضد ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والوقوف  بجانب  أهلنا في الضفة الغربية ، فالسكاكين الضعيفة أجبرت قادة الكيان على عقد الاجتماعات الطارئة كل وقت  وساعة ، فما بال لو تم استخدام السلاح  سيكون ذلك حقا ً انتفاضة  بكل المعنى والكلمة ، كانتفاضة  الثانية  والذي أعقبها  زيارة شارون لساحات المسجد الأقصى  وانتفاضة الحجارة  والحروب الثلاثة على قطاع غزة .

فنأمل  أن  تكون هذه الرسالة وصلت  إلى  الجهات المعنية  والفصائل الفلسطينية  وأصحاب القرار السياسي بتفكير بهذا  الأمر والعمل الجاد على توجيه البوصلة نحو القدس ونحو الاتجاه الصحيح  لأن السكوت على الحق  الذي يحدث  في الميدان  شيطان ٌ أخرس بكل معنى الكلمة ؟