مهاترات وطن: من الأقصى صدى نداء

بقلم: 

لم تعد المصائب التي تحل علينا مهمة . ففي حالة المصاب الجماعي في قعر الهوة التي يتم تحليل ما تبقى منا فيها على ما أتى الأرض من مخلوقات تعتاش على الجسد الميت ، تهون المصائب من اقتحام آخر للمسجد الأقصى . فالأمر صار عاديا . كما هو الأمر في سحل رجل او امرأة ، ايقاف وسجن نساء مدافعات وشيوخ. ضرب مبرح بالهراوات ، غاز مسيل للدموع ، اصابات مطاطية او بأعيرة حية . الكل صار سيان.
في انتظار شجب ما . هو أقصى ما نطمح له . لم يعد الشجب العربي على قائمة مطالبنا بالدول الشاجبة. فأقصى طموحنا هو شجب قيادي من السلطة .
وبينما تستيقظ السلطة وتقرر الشجب والإدانة ، تستمر اسرائيل ببطشها ويستمر الحال المزري لنا بأخذ حيز أكبر ليعكس انهزامنا وهواننا.
تحولنا بوعي او بلا وعي ، لم يعد هذا مهم حتى ، الى آلات نفخ تهلل او تلطم على الاحداث ايا كان حجمها او شكلها او اهميتها .
فاستحقاقات الوطن ليست بأقصى ، هي برفع علم بالأمم المتحدة . وويلي ومن يجرؤ على عدم الخشوع لهذا الانجاز العظيم والفرحة به. وكيف لا احلم ولقد كبرت وحلم علم فلسطين يرفرف هو طموحي. قد اموت منتشية لهذا الانجاز في فرحة علم يرفرف بين اعلام الدول رغم انف اسرائيل والمكيودين من الحلم الفلسطيني. فهذا العلم هو الوحيد الذي يذكرنا بفلسطينيتنا المبتورة بين علم اصفر واخضر يتسابق عليه المتسابقون في الاستحقاقات الوطنية بدم شهيد او قيد اسير.
ولا اخجل بأن اقول باني لست فخورة بهذا الانجاز الذي لا يعني شيء في وقت لم تعد القضية هي عنوان هذا العلم . أردت علم فلسطين فوق قضية عادلة كانت الارض فيها هي العرض. اليوم الارض لم تعد العرض ، ولم يعد الانسان الفلسطيني الا مشروع لقماش سيتم لفه فيه . قد اشعر بالغضب حتى لهذا الانجاز في خضم الاخفاقات المتسارعة نحو انهيارنا المطلق. ما الذي نريده من علم يرفرف بينما تنهك حرمات مسجد كالأقصى بكل ما فيه من رمزية وطنية ودينية ووجدانية . تلك المناظر المتفاقمة لانتهاك حرمة مكان قدسته السماء ويستمر في تدنيسه البشر .جنود الاحتلال ببطشهم وهمجيتهم وقيادتنا السابتة في رقادها وكأنه انتهاك آخر على حقل زيتون او مزارع او اطفال في طريقهم الى المدارس. فمن يستهين بحق هؤلاء يستهين في حق الله في أقصاه.
في وقت لم يعد الدم الفلسطيني الا مكانا للعرض في سوق المزاودات لاستحقاقات لدموع ام لا تجف حزن واب يثكل قلبه الاسى .
في وقت صار فيه المواطن سلعة في سوق العبيد لمن يدفع أكثر او يدفع اصلا .
.في وقت يغيب فيه الامن وينعدم فيه الامان . وسائل المواصلات اصبحت طريق هاوية . والأزمات على الحواجز وانعدام الاخلاق والزعرنة هي عنوان المرحلة.
في وقت يسود فيه الفساد وتكمم فيه الافواه .
في وقت تتهاتر فيه الكلمات في تهاتر وطن لم يعد ابناؤه يشعروا بانتماء ولا قرب او الفة.

الأقصى يصرخ في نداء لإسلام ندعيه ، ووطن اتم استحقاقه في علم ورقم ، وأضاحي منا لا زالوا يدافعوا عن حلم