غزة تعيش في أزماتٍ مستمرة ؟!

بقلم: 

أصبح أهلُ غزة يعيشون في أزماتٍ لا تنتهي أبداً، إذ تنتهي أزمةٌ ومشكلةٌ يعاني منها سكان غزة  كالكهرباء والمياه  والمصالحة والمعابر وأهالي المختطفين وغيرها، فتحل محلها أزمات أخرى، فأصبحنا نعيش في مسلسل ودوامة مليئة بالأحداث والصراعات والأزمات التي لا نجد الحلول لها، وإن وجدت الحلول تبقى مؤقتة وبسيطة وليس حلاً نهائية للخلاص من المشكلة والأزمة .

فعندما تمرُ في أحدِ شوارع مدينة غزة المكتظة بالسكان وسط المدينة ، ترى العجاب مولداتٌ كهربائية الموجودة على جانبي الطريق ليلاً ونهاراً ذات الأصوات المزعجة حتى  في الحي الذي أسكن فيه، فأصبحتُ لا أذوق طعم النوم  ولا الراحة في البيت بسبب مولدات الذي يقوم الجيران بتشغيلها  لساعات  متأخرة من الليل  نتيجة  موجة الحر الذي ضربت البلاد وما زالت مستمرة حتى الأن، فصار الثماني ساعات  وصلاً وقطعاً هو الحل الأجدر والجذري للمشكلة من قبل القائمين على المشكلة أو من قبل الجهات المسؤولة داخل الشركة الكهرباء ، فأصبحت  مشكلة الكهرباء مشكلة سياسية  بامتياز.

فأين  دوركم  يا أصحاب المناصب في شركة الكهرباء تجاه شعبكم ؟؟؟ تحلبون  المال من المدينة  دون توفير أدنى الحقوق للمواطن المغلوب على أمرهِ !!

فالشعب الفلسطيني عموماً وأهل غزة  خصوصاً أصبحوا  يعيشون على الأمل في إنفراج الأزمات  فالكهرباء من جهة ومعابر من جهة ومختطفين  المغلوب على أمرهم  والمياه  من جهة أخرى، حيث أن هذا المسلسل المليء بهذه الصراعات لا ينتهي ولا يوجد له  نهاية  بعد لوضع النقاط على الحروف .

فالرشقات الإعلامية بين  غزة  والضفة ما زالت مستمرة عبر وسائل الإعلام نسمعها بين الحين والأخر للحديث عن الازمات ورمي العبء على بعضهم البعض وإتهام بعضهم والشعب يحولُ بينهم حائراً، بل المشكلة الكبرى الانقسام الذي سعى الكثيرون لحلهِ دون جدوى من ذلك ، وشباب يتخرجون من الجامعات دون وجود فرصة لهم للعمل هنا وهناك مما يضطر للعمل في أي شيء خارج مهنتهِ، من أجل أن يعيش في بلد العجائب وليوفر قوت رزقهِ لعائلتهِ أو لجمع  مهرهِ أو للإنفاق على أسرتهِ إذا  كان متزوجاً والمسؤولين يخرجون على الإعلام ووسائلهِ يتكلمون ويتحدثون ويقررون ، كلامٌ في الهواء دون تنفيذ فعلي وحقيقي على أرض الواقع !!

فالانقسام جرَ خلفهُ أزماتٌ ومشاكلٌ كثيرة، فأشرفنا  على الانتهاء من السنة التاسعة، دون حلول واقعية ترضي الذين أصابهم العجز بسماع يوماً ما أن هناك مصالحة بين الطرفين ، فحكومة التوافق ليست توافق بل إنها حكومة مجرد أشخاص ووزراء لا يستطيعون اتخاذ أي قرار إلا بمراجعة المسؤولين الكبار الذين يحركونهم كالعبة الشطرنج  والفصائل الفلسطينية تبقى صامتة على هذا الوضع السيئ دون كلمة حق تجاه ذلك .

فلماذا يا فصائل تجتمعون  ولا تحلون أم لا تستطيعون صناعة أي قرار لحلول الأزمات السابقة ؟؟!!

ركبت مع سائق بالأمس، وتبادلَ الحديث بيننا عن الوضع في البلد وماذا يحدث وماهي الرؤية المستقبلية لحال البلد وهذا الوضع السيئ الذي يعاني منه أهل غزة ، فقال لي بكل صراحة  إذا ما وجد الحل الفعلي والحقيقي لإنهاء الخلافات والمصالحة سنبقى نعيش أزمات صعبة بسبب تلك الخلافات بين حركتي فتح وحماس ، فقلتُ له وماذا عن الحصار ؟؟ فقال لي إذا حُلت الخلافات ستنحل كافة الأزمات السابقة .

فالرئيس محمود عباس سيقوم بتسليم الدفاتر في المؤتمر السابع الذي سنعقد للمجلس الوطني في الرابع عشر/والخامسة عشر من الشهر القادم، لخلفيتهِ الذي يسير على نهجهِ وسياستهِ  وهو صائب عريقات ولن يتغير الوضع وستبقى الامور على حالها دون حلول ، ويبقى الشعب الفلسطيني يعيش على أمل بانتهاء الأزمة الشائكة حتى الأن .

فإلى متى سنبقى نعيش في هذا الواقع المرير المليء بالأزمات والمشاكل المستمرة التي يعاني منها أهل غزة وسنبقى نقول أي حكومة توافق نتحدث عنها اليوم  ؟؟!!!