"حماس" التي نريد !

بقلم: 

في العديد من مقالتي  السابقة أنتقدت (حماس) ..إنتقادي لحماس ليس من باب المماحكه أو المنافسه ولكنه حتما" من باب الحق ..فالإنتقاد حق للجميع وأنا لا أؤمن بأن حماس حركة (ربانية) لا يجوز إنتقادها بالعكس (حماس) يجب أن تعتاد النقد وترى فيه جزء من ممارستها للسلطة  وبشكل خاص باعتبارها الحاكمة لغزة منذ إنقلابها على الشرعية هناك .

الموضوع كذلك ليس الإنتقاد بهدف الإنتقاد فأنا لا يمكن أن أرى في حماس إلا الشريك فهم جزء أصيل من شعب فلسطين وهم كذلك جزء من المشهد السياسي الفلسطيني منذ مشاركتهم في السلطة الوطنية الفلسطينية حيث تم تكليفهم بتشكيل الحكومة الفلسطينية نتيجة فوزهم بنسبة تسمح لهم تشكيل الحكومة وأتحدث بالطبع هنا عن الإنتخابات الأخيرة للمجلس التشريعي التي شاركت بها حماس  وللتذكير بعد أن رفضت حماس نفسها الإنتخابات الأولى واعتبرت المشاركة فيها (كفر) و( خيانة) .

تلك هي حماس ..  نقلت حماس اتباعها من موقع التحريض على الانتخابات باعتبارها (كفر) الى موقع المشاركة والحشد للفوز بالإنتخابات باعتبارها (واجب شرعي) .

تناقض كبير !
تلك هي حماس التي أعتبرت ترشيح إسماعيل هنيه لنفسه في الأنتخابات الأولى ممنوعا" وأصدرت حماس يومها بيان بعنوان (كشف للثام عن وجه اللئام) ومن ثم بعد الفوز في الانتخابات الثانية رشحت حماس  نفس الشخص (هنيه) رئيسا" للوزارء .

تناقض كبير!

وتلك هي حماس التي أنتقدها .
تلك هي حماس التي من حقي أن أنتقد إستخدامها للدين و إستخدامها للغة التكفير والتخوين في ممارساتها السياسية .
لم ولن أنتقد التحول السياسي في حماس حيث أن مواقفها أصبحت أقرب الى موقف منظمة التحرير الفلسطينية السياسي مهما حاول الزهار إخفاء الحقيقة ومهما تطاول البردويل ..الحقيقة واضحه وحماس تراجعت عن أغلب شعاراتها ..فحماس وعلى لسان مشعل باتت تؤمن بأن الحل سيكون في الضفه وغزة والقدس الشرقية ولكن وللأسف الأن حماس واقعيا" تريد حلا" في غزة فقط !!!!
لا أٌمانع من التخفيف عن أهلنا في غزة بل أن ذلك واجبنا جميعا"  ولكن هذا لا يحتاج الى صفقه بل يحتاج الى مسؤولية ووعي وواقعيه ويحتاج الى إنتماء الى الوطن اكثر من الإنتماء للحزب وللجماعه وهذا هو محور مشكلة (حماس) .
نريد من (حماس) أن تكون فلسطينية !!!!
فلقد كان في غزة مطار  ،وكانت المعابر أفضل وكنا نعمل لتطوير الميناء وللإستفاده من الغاز الطبيعي في البحر باعتبار كل ذلك جزء من المشروع الوطني الفلسطيني ..تم بناء مطار غزة وكنا نفاوض على مطار قلنديا لأننا نتحدث عن وطن وقضية لا عن إمارة ومصلحه ونفوذ !

بكل بساطة وبدون تعقيدات وبلغة بسيطة أُريد من القارئ أن يعيها في عقله وقلبه ...المطلوب من حماس أن تكون فلسطينية  فتصبح جزء من منظمة التحرير الفلسطينية ليس من أجل السيطرة عليها ولكن من أجل المشاركة بها .

نريد من حماس أن تكون فلسطينية  كجزء من السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل بناء مشروع الدولة الفلسطينية وليس من أجل الإنقضاض على السلطة والإنفصال بغزة او بأي مكان ممكن لحماس أن تنقلب فيه لتقيم سلطتها الإخوانية.

نريد لحماس أن تكون فلسطينية فلا تورطنـــــــــــا في صراعات الإخوان المسلمين في المنطقة فنحن نريد لمصر الخير ونتمى لجيش مصر الخير ولا يجب ان نكون جزء من أي صراع هناك وكذلك نريد الخير للأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت وبالطبع المملكة العربية السعودية  وكل دولنا العربية ولهذا قلنا ونكرر للحفاظ على فلسطين (كقبله) جامعه للعرب وللمسلمين يجب أن لا نتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية أو لغيرها .

نريد لحماس أن تكون رافعة للموقف الفلسطيني السياسي  وللثوابت الوطنية الفلسطينية حيث يكون رفض الدولة المؤقته والحل المؤقت  هو رفض وطني لأننا نريد الدولة المستقله وعاصمتها القدس الشرقية  كحل نهائي نستعيد به جزء من حقوقنا أقرته الشرعية الدولية ولا نتنازل عنه .

فالحل الوحيد الواقعي والممكن لوقف هذا الصراع الدامي هو إقامة دولة فلسطينية مستقله عاصمتها القدس الشرقية.

نريد لحماس أن تكون مع الدولة الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس الشريف ولا نريد لحماس أن تلتقي مع حكومة نتنياهو في معاداتها للمشروع الوطني الفلسطيني الساعي للتحرر والحرية والإستقلال والسلام.

فقط ببساطة نريد لحماس أن تكون فلسطينية نتفق معها ونختلف في البيت الفلسطيني ...هذا ما نريد أما هم فمن الواضح وللأسف بأنهم يبحثوا عن (الإمارة الإخوانية الأولى) على جزء من فلسطين  وبالتنسيق مع بلير (البريطاني) ليكون التقسيم الجديد بداية مشروع الدويلات بالمنطقة .