جيش تحرير فلسطين و كنيس الجوهرة

بقلم: 

 أشعر بسعادة غامرة، ويثلج صدري، وأنا أرى الإعداد والتجهيز من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، وكتائب القسام المظفرة لجيش تحرير فلسطين؛ حتى أنك ترى البأس الشديد في وجه الفتية المتدربون في مخيمات الطلائع القسامية، وترى الشكيمة  في وجوه الشباب الذي يتجهزون ويتسلحون بالقوة والإرادة والعزيمة من أجل تحرير فلسطين.

لقد استغلت كتائب القسام أشهر الصيف اللاهبة والأجواء الشديدة الحرارة لتعد أجيال التحرير الجديدة، وتعلن بين الفينة والأخرى عن مفاجآت القسام، حيث أعلن الأسبوع الماضي عن إسقاط طائرة استطلاع (إسرائيلية) والسيطرة عليها وإدخالها في الخدمة العسكرية القسامية.

لقد كان لمفاجأة القسام صدى كبير في الشارع الفلسطيني؛ وهذا ينم عن مدى التطور والتقدم التقني والعسكري لكتائب القسام، وهي الآن منشغلة في الإعداد والتجهيز لتحرير أرض فلسطين؛ لذلك انتشرت بكثافة مخيمات طلائع التحرير القسامية بكافة مناطق القطاع حتى شملت مخيمات جيش تحرير القدس للفتيات، التي هدفت لتأهيل الفتيات عقائديا وتربويا عبر شرح الكثير من المفاهيم والعقائدية والعلمية الخاصة بالقدس والمسجد الأقصى، كما اعلنت سرايا القدس الأسبوع الماضي أن لديها إمكانيات وصواريخ تصل كل فلسطين، وأنها في تطور كبير على المستوى البشري وعلى المستوى المادي، حيث تقوم بإعداد دورات وتدريبات عسكرية تهتم بالمجاهد في كافة التخصصات العسكرية.

إذن فصائل المقاومة الفلسطينية تجهز جيوش تحرير فلسطين القادمة، وتعلن كل يوم عن الجديد في جعبتها، وآخر التطورات الجارية على الساحة العسكرية مع العدو الصهيوني، في المقابل تسابق (إسرائيل) الزمن في طرح عطاءات ومناقصات بناء المئات من المستوطنات في الضفة المحتلة والقدس، بهدف إكمال السيطرة على أرضنا ومقدساتنا.

ويرى كاتب السطور أن ما يحدث من مخططات (إسرائيلية ) عنصرية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، ليست بعيدة عن عيون المقاومة الفلسطينية الباسلة، التي تجهز وتعد العدة لتحرير أرضنا المباركة، وهذا يحتاج وقت من المقاومة من أجل انجاز مهمة الإعداد والتدريب، وتجهيز هذا الجيش الذي أصبح اليوم يمتلك قدرات وخبرات عسكرية تمكنه من تحقيق الهدف المنشود والوصول إلى المقصود وهو تحرير القدس والمسجد الأقصى وكامل التراب الفلسطيني في أقرب وقت ممكن بإذن الله .

وأبرق في هذا المقال برسالة حب ووفاء للمرابطين في المسجد الأقصى والماجدات الشامخات نساء المسجد الأقصى الذين يدافعون بدمائهم وأنفسهم عن المسجد الأقصى من مخططات الصهاينة، ويتصدون للزيارات الاستفزازية لقطعان المستوطنين .. وأقول أعان  الله القدس على ما تتحمله من نكبات وجرائم يومية بحق الإنسان والأرض والآثار والأماكن المقدسة فيها .. وأعان الله المرابطين في المسجد الأقصى المبارك وهم يقفون وسط الحر الشديد والشمس اللاهبة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، دون أي مغيث عربي أو إسلامي يقف بجانبهم.

وفي ضوء ما تقوم به فصائل المقاومة الباسلة من إعداد وتجهيز لجيش التحرير، فقد أعلنت الحكومة (الإسرائيلية) عن الشروع قريبا ببناء كنيس يهودي كبير بجوار المسجد الأقصى المبارك يطلق عليه اسم " جوهرة إسرائيل" وهذا الكنيس حسب المصادر الإعلامية المقدسية - يقع في قلب البلدة القديمة بالقدس ويبعد عن المسجد الأقصى قرابة 200 متر، وهو عبارة عن بناء ضخم مقبب بارتفاع نحو(23 متراً ) ، على ست طبقات ، على مساحة (378 م2) ، وينفذ بتكلفة نحو 13 مليون دولار أمريكي، وبدعم مباشرة من الحكومة الصهيونية.

وتشير المصادر الإعلامية أن هذا الكنيس الضخم له الكثير من الأهداف الصهيونية، أبرزها إيجاد عدد من المواقع اليهودية في القدس، والعمل على تغيير المعالم الجغرافية للقدس، وإيجاد مباني يهودية توحي للزائرين الأجانب والسياح أنها مباني قديمة لليهود؛ وهذا كله يأتي ضمن إطار مسلسل التهويد الكبير للقدس والمسجد الأقصى المبارك، كما أن المراقبون والمتابعون للنشاط الإستيطاني يؤكدون أن السلطات الإسرائيلية تبذل كل ما في وسعها من جهود من أجل تنفيذ بناء هذا الكنيس وبأسرع وقت ممكن ضاربة بعرض الحائط كافة المطالبة بوقف بنائه .

الأمر الآخر والذي يصب في نفسه السياق هو الكشف عن مخطط استيطاني جديد في القدس المحتلة في حي بطن الهوى في سلون، حيث قام المستوطنين بتقديم المخططات الهندسية للحكومة الإسرائيلية من أجل الموافقة على بناء الوحدات الاستيطانية في هذا الحي الذي يتعرض إلى هجمة استيطانية شرسة من قبل ما تسمى جمعية " عطيروت كوهنيم " الاستيطانية اليهودية التي أشرفت على تنفيذ بناء قرابة (71) بؤرة استيطانية في قلب مدينة القدس المحتلة.

ما يحدث في القدس والأقصى يبعث بالقلب حزنا عميقا وجرحا غائرا، وأصبحنا يوميا نسمع عن اقتحامات المستوطنين وتدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على حرائر القدس، وعن مخططات التهويد والتدمير للمسجد الأقصى المبارك، والغريب أن الوضع الفلسطيني الداخلي معقد ويمر في ظروف استثنائية، وصعبة ولا تؤهلنا كفلسطينيين ونحن في هذه الأوضاع المريرة الدفاع عن الجرائم التي تحدث في حقنا في القدس، فحتى اليوم لم نوحد الكلمة، ولم نوحد الخطاب الفلسطيني، ولم نخرج من عنق الزجاجة، ونعيش أزمات حقيقة لابد لنا حلها والعمل كوحدة واحدة وننطلق بصوت واحد  وهو المقاومة لتحقيق أهدافنا السامية في تحرير القدس والمسجد الأقصى وبناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس بإذن الله .