انتفاضة داعشية في رام الله

بقلم: 

أريد أن أقول قولي كي ألفت نظركم لا كي أهاجم أحدا أو أنتقد سياسته. ليس هذا وقت للهجوم. هذا وقت درء المخاطر أولا، وثانيا.

أما قولي فهو ما يلي: ما لم تحل سريعا مسألة خلافة أبو مازن، أي مسألة تعيين نائب محدد له، فنحن أمام مخاطر كبرى. إن رحل أبو مازن- أطال الله عمره- فجأة، ومن دون أن تكون مسألة الخلافة قد حلت، فنحن ذاهبون على الفوضى العارمة. ذاهبون إلى حروب الطامحين في الوراثة، وهم كثيرون.

وإن اشتعلت الحرب بين هؤلاء، فسوف يوضع الأساس لسيطرة داعش على رام الله وعلى الضفة الغربية. الناس غاضبون على السلطة وعلى أمرائها غضبا شديدا جدا. وهناك أقسام منهم يمكن أن تلحق بالشيطان ذاته كي تنفس عن هذا الغضب. وهذا يعني أننا سنرى بالتأكيد ما هو أخطر من إنجاح الناس لحماس في الانتخابات السابقة. سنرى داعش ذاتها أو أمثالها في أغلب الظن.

أقول لكم: إذا اشتعلت حرب الوراثة، فربما أتت لحظة يندفع فيها فجأة مائة اصولي ملثم، ويحتلون دوار المنارة. وهناك أمام كاميرات التلفازات سيتبعهم، بعد خطوتهم المغامرة والجريئة، جمهور حماس، وجمهور حزب التحرير، والجمهور الأصولي كله، إضافة إلى آلاف الغاضبين والمطحونين والمهمشين. وبالمناسبة، فإن إسرائيل ستكون سعيدة بذلك في أغلب الظن.

أنا لا أضع هنا سيناريو جحيميا لا يمكن تصديقه. أنا أتنبأ انطلاقا مما جرى في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من دول المنطقة.

والكلام لأبو مازن أولا، الذي يلعب ألعابا خطرة بمسألة الوراثة. فهو لا يريد حل المسألة. يريد من الورثاء المحتملين، وعددهم يزيد كثيرا عن عشرة، ان يظلوا تحت سيطرته عن طريق عدم تحديد الوريث. والكلام بعد ذلك لقيادة فتح، التي عليها أن تحسم أمرها وأن تتقدم بخليفة متفق عليه. ثم إن الكلام بعد ذلك للقوى السياسية وقوى المجتمع التي عليها أن تتقدم للضغط من أجل تحديد آليات الوراثة، والوصول سريعا للوريث.

نحن لا نطالب هنا لا بانتفاضات ولا بثورات ولا بتغييرات. نحن نطالب فقط بإجراء لدرء احتمال الفوضى لا غير.

فإما أن نحسم أمر الوراثة سريعا، وإما أن داعش ستحسم الأمر على المنارة.

*نقلاً عن صفحة الكاتب زكريا محمد على الفيسبوك