قمة كامب ديفيد لماذا لم تكن قمة الرياض ؟

بقلم: 

تأتي قمة كامب ديفيد المزمع إنعقادها الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة ،على خلفية الإتفاق المبدئي المبرم في مطلع نيسان المنصرم بين إيران العدو التاريخي لدول الخليج وبين الدول ال 5+1 ،وهو الإتفاق الذي مهدت له مباحثات مسقط السرية التي كان لإنفضاحها قبل عامين على حين غرة من دول الخليج الحلفاء التاريخين لواشنطن والغرب،وقع الصاعقة والذهول .....في هذه الإثناء ينهي وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي يقوم بجولة تشمل الخليج،لمساته الأخيرة على برتوكولات قمة كامب ديفيد المرتقبة،والتي تأتي لحفظ ماء وجه الخليجين المتعطشين لرزمة من الضمانات الكفيلة بتبديد هواجسهم وطمأنتهم من أن المقاربة الأمريكية حيال إيران والخليج لم تتغير وان الإتفاق مع إيران لا يتعدى كونه إحتواء لبرنامجها الملتبس ومن مصلحة واشنطن وحلفاءها وبالتالي أن إيران قبل الاتفاق وبعده لن تصبح دولة حليف وإن حصل تعاون مشترك معها في عدة قضايا متشابكة.

في السياق تفيد معظم التقارير التي ترشح عن الإعلام الغربي الذي يغطي ترتيبات القمة ومخرجاتها وعن بعض السياسين الغربين،أن الرئيس الأمريكي يقدر مخاوف الخليجين،وأن إدارته ستقدم لهم جملة عقود لشراء أسلحة متطورة إلى جانب تدشين منظومة دفاعية مشتركة في الخليج سبق أن سوقتها وزيرة الخارجية الأمريكية في ولاية أوباما الأولى ،كتأكيد على إلتزام واشنطن بضمان أمن الخليج في مواجهة إيران، وفي مقابل ذلك في مقابل ذلك يتحدث العديد من أصحاب الرأي العرب عن إنتزاع الخليجين زمام المبادرة وحماية الأمن العربي والخليجي بمعزل عن الولايات المتحدة وإعتباريتها الاستراتيجية(الضوء الأخضر)،وتسويق ذلك على أنه معادلة جديدة في المنطقة تعد ورقة في قمة كامب ديفيد،بيد أن ممهدات وبالتالي مخرجات وابعاد قمة كامب ديفيد الخليجية الامريكية،التي تناول الأعلام الغربي خطوطها وابعادها،تقدم رؤية مغايرة لذلك،حيث أن هذه القمة التي تسوق الولايات المتحدة في أحد مخرجاتها السياسية ،كضامن استراتيجي وعسكري لدول الخليج في موازاة إيران ومحورها الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة،وتبعا تقدم الخليجين مجتمعين في إطار المعادلة والحسابات الامريكية(علاقة التابع والمتبوع ) ،الأمر الذي يعني في ما يعنيه أن العرب والخليجين وإن بادروا إلى التحرك في عاصفة الحزم التي جرى التهليل لها كثيرا،تبقى حساباتهم مرتبطة بتوازنات واشنطن ودورها الاستراتيجي في المنطقة ...السؤال هنا هل على الخليجين الذهاب لقمة كامب ديفيد ؟ أم أن على الولايات المتحدة أن تأتي للرياض ضمن قمة تفرض فيها دول الخليج على ساكن البيت الأبيض خطوط وشروط معادلة جديدة ؟.

لعل من المؤسف أن الخليجين بادروا إلى قبول الدعوة رغم تحايل الولايات المتحدة عليهم طوال العقود السابقة ،من خلال إتفاقها الضمني مع إيران على هامش إتفاق إطار 5+1 ،ولربما المؤسف أكثر من ذلك أن ذهابهم لكامب ديفيد أفقدهم ورقة اللعب على تناقضات الساحة الدولية من خلال الانفتاح على روسيا وتوقيع عقود تدشين برامج نووية معها كرد فعل طبيعي لإقرار واعتراف الغرب وواشنطن بحق إيران بتخصيب اليورانيم رغم إلتباس برنامجها حتى بعد الإتفاق المبرم مؤخراً.

قمة كامب ديفيد تأكد مجدداً على أن الولايات المتحدة تمسك بخيوط اللعبة التي رغم الاتفاق مع إيران ،تبقي المعادلة دون تغير حيث تبقى حالة العداء بين إيران من جانب والخليجين من جانب أخر المعادلة السائدة وتبقى الولايات المتحدة وإسرائيل الرابح الأكبر في جميع الحالات.

قمة كامب ديفيد لماذا لم تكن قمة الرياض ؟؟ 
 
تأتي قمة كامب ديفيد المزمع إنعقادها الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة ،على خلفية الإتفاق المبدئي المبرم في مطلع نيسان المنصرم بين إيران العدو التاريخي لدول الخليج وبين الدول ال 5+1 ،وهو الإتفاق الذي مهدت له مباحثات مسقط السرية التي كان لإنفضاحها قبل عامين على حين غرة من دول الخليج الحلفاء التاريخين لواشنطن والغرب،وقع الصاعقة والذهول .....في هذه الإثناء ينهي وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي يقوم بجولة تشمل الخليج،لمساته الأخيرة على برتوكولات قمة كامب ديفيد المرتقبة،والتي تأتي لحفظ ماء وجه الخليجين المتعطشين لرزمة من الضمانات الكفيلة بتبديد هواجسهم وطمأنتهم من أن المقاربة الأمريكية حيال إيران والخليج لم تتغير وان الإتفاق مع إيران لا يتعدى كونه إحتواء لبرنامجها الملتبس ومن مصلحة واشنطن وحلفاءها وبالتالي أن إيران قبل الاتفاق وبعده لن تصبح دولة حليف وإن حصل تعاون مشترك معها في عدة قضايا متشابكة. 
 
في السياق تفيد معظم التقارير التي ترشح عن الإعلام الغربي الذي يغطي ترتيبات القمة ومخرجاتها وعن بعض السياسين الغربين،أن الرئيس الأمريكي يقدر مخاوف الخليجين،وأن إدارته ستقدم لهم جملة عقود لشراء أسلحة متطورة إلى جانب تدشين منظومة دفاعية مشتركة في الخليج سبق أن سوقتها وزيرة الخارجية الأمريكية في ولاية أوباما الأولى ،كتأكيد على إلتزام واشنطن بضمان أمن الخليج في مواجهة إيران، وفي مقابل ذلك في مقابل ذلك يتحدث العديد من أصحاب الرأي العرب عن إنتزاع الخليجين زمام المبادرة وحماية الأمن العربي والخليجي بمعزل عن الولايات المتحدة وإعتباريتها الاستراتيجية(الضوء الأخضر)،وتسويق ذلك على أنه معادلة جديدة في المنطقة تعد ورقة في قمة كامب ديفيد،بيد أن ممهدات وبالتالي مخرجات وابعاد قمة كامب ديفيد الخليجية الامريكية،التي تناول الأعلام الغربي خطوطها وابعادها،تقدم رؤية مغايرة لذلك،حيث أن هذه القمة التي تسوق الولايات المتحدة في أحد مخرجاتها السياسية ،كضامن استراتيجي وعسكري لدول الخليج في موازاة إيران ومحورها الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة،وتبعا تقدم الخليجين مجتمعين في إطار المعادلة والحسابات الامريكية(علاقة التابع والمتبوع ) ،الأمر الذي يعني في ما يعنيه أن العرب والخليجين وإن بادروا إلى التحرك في عاصفة الحزم التي جرى التهليل لها كثيرا،تبقى حساباتهم مرتبطة بتوازنات واشنطن ودورها الاستراتيجي في المنطقة ...السؤال هنا هل على الخليجين الذهاب لقمة كامب ديفيد ؟ أم أن على الولايات المتحدة أن تأتي للرياض ضمن قمة تفرض فيها دول الخليج على ساكن البيت الأبيض خطوط وشروط معادلة جديدة ؟.
 
لعل من المؤسف أن الخليجين بادروا إلى قبول الدعوة رغم تحايل الولايات المتحدة عليهم طوال العقود السابقة ،من خلال إتفاقها الضمني مع إيران على هامش إتفاق إطار 5+1 ،ولربما المؤسف أكثر من ذلك أن ذهابهم لكامب ديفيد أفقدهم ورقة اللعب على تناقضات الساحة الدولية من خلال الانفتاح على روسيا وتوقيع عقود تدشين برامج نووية معها كرد فعل طبيعي لإقرار واعتراف الغرب وواشنطن بحق إيران بتخصيب اليورانيم رغم إلتباس برنامجها حتى بعد الإتفاق المبرم مؤخراً.
 
قمة كامب ديفيد تأكد مجدداً على أن الولايات المتحدة تمسك بخيوط اللعبة التي رغم الاتفاق مع إيران ،تبقي المعادلة دون تغير حيث تبقى حالة العداء بين إيران من جانب والخليجين من جانب أخر المعادلة السائدة وتبقى الولايات المتحدة وإسرائيل الرابح الأكبر في جميع الحالات.
 
بقلم الأسير ماهر عرار سجن النقب