بحيرة أبانت .. جنّة تخفيها الأرض

بقلم: 

من المكارم أن تشعر برغبة جامحة بأن يشاركك العالم لحظة سعيدة عشتها ، ومن البخل أن تبخل على الناس بشعورك ومشاهداتك ، ومع أن الرواي ليس كالمشاهد ، إلا أني رغبت بتعريف السادة القراء على هذا الموقع الطبيعي الساحر في جغرافيا الكون المخفية .

رحلتنا تقودنا إلى تركيا ، ومن عاصمة التاريخ والجمال إسطنبول ، نتوجه صوب العاصمة السياسية أنقرة ، وما بين هذه وتلك ، تنبلج إشراقات الطبيعة وسحر الروعة والنداءات الداخلية لك بدخول عالم لم تعهده من العيش في رحاب الطبيعة وخمائلها الآسرة ، فأنت في رحاب مدينة بولو التركية واحدة من أجمل المدن والولايات التركية وأغناها إرثاً طبيعياً .

لنبدأ معكم رحلتنا المعرفية ، وبدايتنا بالموقع الجغرافي لهذه المدينة الحاضنة ، حيث تبعد مدينة بولو عن اسطنبول 262 كم ، وعن أنقرة 191 كم، وتقع على مفترق طرق بين أنقرة واسطنبول، وتبتعد بحيرة أبانت عن مدينة بولو 30 كم ، ولكنها تقع داخل حدود تلك المدينة المفعمة بالروعة والجاذبية ، وهي تحتوي على عناصر أخاذة من جمال الطبيعة الساحر.

بحيرة أبانت لا يمكن للكلمات وصفها ، ولا للأفلام أن تؤرشف لحظة العيش فيها ، فهي بحيرة كبيرة ممتدة ساحرة ، هادئة مفعمة بالصمت المخيف ، ووادعة ولكن بريق الشمس فوق صفحة الماء فيها يعني لك ميلاداً جديداً .

وهنا ، لا تستغرب عندما تطأ قدماك هذه البقعة الجغرافية الرائعة من قدوم مواكب الناس ليعيشوا لحظات هانئة في أحضان الطبيعة ، أو أولئك الذين يعشقون أنشطة التخييم في الهواء الطلق، أو العائلات التي وفدت من أصقاع تركيا برمتها لتشعر بالرهبة التي يضفيها هذا المكان التاريخي على الحاضرين والزوار ، فالهواء الذي تبثه غاباتها ونسيم بحيرتها الساحر يأخذك إلى عالم من السحر والروعة لم تعهده سابقاً.

هنا في هذه البقاع يكتمل مشهد الجمال فعلاً ، ففي أطراف بحيرة أبانت غطاء من الأشجار والغابات الخضراء ، وهوائها عليل ، فحيثما أدرت بصرك ، وجدت الجمال والبساط الأخضر يغطي مساحات الطبيعة من حولك ، إضافة إلى تغريد الطيور التي استوطنت الغابات لتشاركك هذه اللحظات من المتعة والهناء .