الشهيد أبو عين يملك صفحة الكترونية وطنية بامتياز

بقلم: 

مقابلات وحوارات ومعاملات صداقة وعمل جمعتنى بالشهيد القائد " زياد أبو عين- أبو طارق " جعلتنى أكثر ألماً وحرقةً على فقدان شخصية وطنية بهذا القدر من التواضع والمسئولية والاخلاص والعمل الدؤوب بلا كلل ولا ملل في القضايا الوطنية والمصيرية حتى آخر لحظة في حياته .

ولحظات بعد سماع الخبر الصاعق بما يحمل من آلام تنقلت في ثنايا الصفحة الالكترونية للشهيد أبو طارق ليس بهدف ما تضمنت الصفحة من رسائل  كونى كنت من أشد المعجبين بها ، بل لكى أتعمق أكثر في تلك الشخصية في أكثر من جانب .

حينها اكتشفت كم يحمل هذا القائد من أحاسيس عاطفية وانتماء أسرى وتماسك عائلى وهو يكتب لزوجته في عيد زواجه بعد ربع قرن من السعادة معها " عشنا بكل حب وامل وتعاون ، مررنا بالكثير من المحطات الجميلة والصعبة ، فكنت مثالا للحياة الناجحة الهادئة الجميلة ، واعترف ان ام طارق بحكمتها ووفائها وتفانيها وجلدها وحبها كانت العون والقلب والعين والسند " .

وزادت قناعتى بوطنية أبو طارق وهو يعد لمسيرة ترمسعيا الأخيرة وهو يدعو للمشاركة التضامنية والاعلامية فيها والتى ناضل خلالها بكل ما يملك من جسد أعزل وارادة صلبة وعزيمة غير مسبوقة لتكون على أرضها آخر الكلمات والرسائل في مقاومة المحتل .

و لفت انتباهى خطابه الثورى المصور وقت الحرب على غزة والذى قال فيه  " لا نريد المفاوضات لا نريد التنسيق ، نريد المقاومة بكل أشكالها حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، و رسالتنا للمقاومة الفلسطينية في غزة بكل ألوانها وأطيافها استمروا و قاتلوا و ناضلوا فإن النصر قادم ، وليكن شعارنا في المرحلة المقبلة  غير مقتصر على المعابر و الحصار بل في إزالة الاحتلال عن أرضنا  ، نعم إزالته وليس التعايش معه ، هذا الاحتلال فاشى ونازى و سيرحل وسينتصر الشعب الفلسطينى ، فكل هذه الاعتداءات والمصادرات والممارسات الاحتلالية غير شرعية وقدر شعبنا أن يقاوم حتى النصر " .

كما وحرص الشهيد أبو طارق على الوحدة الوطنية مؤكداً في أكثر من مناسبة على سرعة انجازها ودوماً كان يقول " الوحدة الوطنية هي الطريق للصمود والانتصار ولن نقبل الاستفراد بأحد ولا استفراد احد بالقرار والعمل ، فالمطلوب في هذا الوقت سرعة جمع الكوادر والقيادات الفاعلة والمؤثرة كشرط للانتصار والتصدي لممارسات الاحتلال .

كان أبو طارق فخوراً بتجربة الأسرى النضالية والاضرابات المفتوحة عن الطعام ، ومتيقناً من هزيمة السجان بعد كل معركة ويقول " ها هو الوطن يتحدى بسمفونية كفاحيه ، بين ترانيم الامعاء الخاوية للأبطال ، بين فعل كفاحي متصاعد جماهيريا ، وبين حراك دولي وعالمي ومؤسساتي مساند ، انها ترانيم الانتصار ، وأطمئنكم لم يهزم بالتاريخ سجين واجه سجانيه ، فيا شعبنا ان تنصروا الاسرى ستنتصرون " .

كان مؤمن بدور الشباب الفلسطينى ومدرك بتراكم الجهود في فضح انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين ومدرك لأهمية التكنلوجيا في الحرب الاعلامية مع العدو ووجه نداءاً للشباب كطاقه ابداعية نشطة لها بصماتها في التاريخ  ، وطالبهم بتجنيد طاقاتهم الابداعية فى وجه البرنامج التعبوي التشهيري المعادي للقضية الفلسطينية .

وأعجبت بتجربة الشهيد كما وثقها على صفحته كتجربة نضالية شخصية استثنائية و متميزة ما قبل الاعتقال في شيكاغو ومن ثم الاعتقال والاضراب المفتوح عن الطعام والتسليم لاسرائيل كأول فلسطيني في التاريخ يسلم لاسرائيل ، ومن ثم اختطاف من مطار اللد على يد المخابرات الاسرائيلية اثناء عملية تبادل في 83 وحرية في العام 85 وعمل تنظيمى ونشاط غير منقطع ومجلس ثورى ووكيل وزارة الأسرى ورئيس هيئة مهمة برتبة وزير " الجدار والاستيطان " وصاحب أفكار مهمة كالحملة الدولية لمقاطعة البنوك والبضائع الاسرائيلية  .

أخيراً أفتخر بتوقيع الشهيد زياد أبو عين بتعيينى ممثلاً اعلامياً لوزارة شؤون الأسرى في قطاع غزة ، وأتشرف بهذا التقييم من طرفه وأخذه بعين الاعتبار لشهاداتى الأكاديمية العليا ولتجربتى النضالية و الاعتقالية الطويلة ولخبرتى في مجال الاعلام والتخصص في قضية الأسرى ، وسأجعل من هذا التوقيع نقطة انطلاق لتكلمة مشوار الشهيد القائد أبو عين في قضية الأسرى كقضية انسانية وأخلاقية ووطنية من الدرجة الأولى .