الحرب العالمية الثالثة تطرق أبواب العالم

بقلم: 

إن  الحروب  وما  تُخلِفه  من  دمار  وويلات  بقتل  الابرياء  وهدم  المدن  , وتغير  معالمها  الجغرافية  ,  وانتشار  الامراض  , والإعاقات , والتهام  الاموال  ونشر  الخوف  وعدم  الطمأنينة  ,   يقف  منها  الجميع  موقفا  واحداً  معلنين  عدم  رغبتهم  بها  ,  بل  لا  يتوقف  الامر  على  ذلك , الكثير من  الناس  يتركون  بيوتهم  ومدنهم  وبلادهم  مهاجرين  الى أأمن  البقع  الجغرافية , حماية  لأرواحهم  من  هول هذه  الحروب  .

إننا  ما  نشهده  من  أحداث متسارعة  في  الوطن  العربي  والعالم  ككل يعطينا  مؤشرات  على  قرب الحرب  العالمية  الثالثة ,  والتي  ستأكل  الاخضر واليابس  ,  أنظروا  الى  روسيا  وعلاقتها  مع  القريب  والأخ والجار  والمنحدرة  من  نفس  العرق وهي  أوكرانيا  ,  وكيف أن  هذه  العلاقات  شكلت عداوة أمريكية  أوروبية  ضد  الاتحاد  الروسي  الفيدرالي , نتج عنها  المقاطعة الاقتصادية  , وما  زال  الدم  ينزف , والتحالفات تتشكل  , والمعركة  في  كل يوم  تتوسع .

عالمنا العربي دمار شامل  قتل  ورعب  وهجرة ,  فلسطين  تخرج  من  حرب العصف المأكول وتتأهب  لحرب  أخرى ,  ليبيا رغم  أنهم  قتلوا  من استعبدهم  عقود  من الزمن  , إلا  أن  الدمار والحرب  والاقتتال  الداخلي يعم  ليشمل  كل  ليبيا , فضلا  على  ذلك  اليمن  التي  ما  زالت  في  جروحها  وويلاتها والدماء فيها تجري بلا توقف .

  سوريا  والعراق , قسمت  الى  عشرات الفصائل والتنظيمات المقاتلة  ,  والتي  اختلفت  فيما  بينها  ,  وتسببت  بالنزيف الذي  لم  يتوقف  الى  الان , وهذا  من اسباب تأخر النصر  , وهناك  الكثير من الدول  العربية  معرضة  للانفجار  في أي  لحظة مثل لبنان وغيرها ,  لقد ساهمت الدول  العربية والإسلامية  بمد  المقاومة  بالسلاح  والعتاد وفتح الطريق أمام المتطوعين  للقضاء  على حكم  بشار  الاسد  ,  مما  أدى  الى  ظهور  أسلحة   بكميات  هائلة  لدى  الجميع  ,  والتنظيم  الاكثر  زحفاً  له  حظ  الاسد  من  هذه  الاسلحة  ,  وهو تنظيم  الدولة الاسلامية  .
والسؤال  الذي يطرح  نفسه  هنا :هل سيكون تنظيم الدولة  الاسلامية  هو  شرارة  الحرب العالمية  الثالثة ؟؟

هل  سيساهم تنظيم  الدولة  الاسلامية بتغير  الخريطة  السياسية , وطبيعة  العلاقات الدولية والاقتصادية , وإزالة  تحالفات  وظهور  أخرى ؟؟؟  ,  إن  حديث  الصباح  والمساء وكافة  المواقع  والقنوات الاخبارية  لا  تخلو عن ذكر  اسم تنظيم  الدولة  الاسلامية , حيث  أصبح  هذا الاسم  حديثاً  عابراً  للقارات  , حتى  الاعمال  الكوميدية  لم  تخلو  من  ذكره ,   فالأيام  القادمة  تخفي  في  طياتها  الكثير الكثير ,  ويصعب  على  باحث  أو  عالم  التنبؤ بالآفاق المستقبلية , لخريطة  العالم  العربي والإسلامي السياسية  , والجغرافية , والاقتصادية , للأعوام القادمة   لشدة  الاحداث والتغيرات  على  أرض الواقع , وهناك العديد  من التساؤلات , الاجابة  عليها  حتما ستغير طبيعة  العلاقات  الدولية ,  فهل  ستصبح  المملكة  العربية  السعودية  وإيران  حليفان !!! ؟؟؟  هل  سيصبح  نظام  بشار  الاسد  والأنظمة  العربية   حليفة  ضد  تنظيم  الدولة  الاسلامية  !!!؟؟؟  هل  ستتوحد  الفصائل  المقاتلة  في  سوريا ضد  تنظيم  الدولة  الاسلامية   ام  سيتحدوا  معا ضد الاخطار الخارجية ؟؟؟!!!  اسئلة  واستفسارات  يصعب  الاجابة  عليها  في  ظل  عدم ثبات منهجية البحث    . 

إن المخاطر المترتبة  على الغرب من  تنظيم  الدولة  الاسلامية   هي  كبيرة  ولا  حدود  لها  ,  وقبل  أن  نخوض  في هذه  المخاطر  لا  بد  لنا  من  الوقوف  على  مفهوم  تنظيم  الدول  الاسلامية  .          
إن  تنظيم  الدولة  الاسلامية تنظيما ً سلفياً جهاديا ً تمخض عن القاعدة ,  واختلف الكثيرون  في  تعريفه  :
  فمنهم  من  قال :  هي  حركة  ارهابية  تهدف الى  نشر  القتل  والدمار  والتخلف ,  وإعادة  المسلمين  والعرب  الى  الوراء ,  وأنهم  هم  خوارج هذا  العصر  بفهمهم الخاطئ  للقرآن  والسنة  النبوية الشريفة , حتى وصف  هذا  التنظيم  بأنه صنيعة المخابرات الامريكية  .
ومنهم  من قال  إنهُ  تنظيم  إسلامي  ونهضوي  يسعى  الى  إقامة  حكم  الله  على  هذه الارض  بإقامة  الخلافة  الاسلامية  والتخلص  من  التبعية  الغربية  والأنظمة  العربية  ,  حتى  تصبح  دولة  عظمى  غير  تابعة ولها  قوتها  السياسية  والعسكرية  والاقتصادية , والتي  لن  تتوقف  على  حدود  جغرافية  معينة  ,  بل  ستستمر  بتحرير  هذه  الارض  من  العبودية  لتجبر  دول  العالم  بثلاثة  خيارات  لا  رابع  لها ,  اما  أن تدخل  الاسلام  ,  او تدفع  الجزية    او القتال  .
فان  كان  هذا  التنظيم  ضمن  التعريف الاول  فحتما  سيزول وسيتم  الانقضاض  عليه  ,  وإن كان  ضمن التعريف  الثاني فلن  يضره  أحد حتى  يحقق  الرسالة التي يصبو اليها .
ومن ناحية المخاطر الغربية  مهما  كان  تعريف هذا  التنظيم    فهو  يشكل  خطراً عظيماً  على  المصالح  الغربية , ومؤيدي هذا  التنظيم في كل  يوم  يتزايدوا ,  وهذا الخطر  سيؤدي  الى  تشكيل  تحالفات  عالمية جديدة  لمجابهة  الخطر  الزاحف  الذي  يهدد  مصالح  الجميع , فلا  يَستغرب  أحد  أن  تتحد  إيران  والمملكة العربية  السعودية  , لرد  الزحف  المتسارع ,  ولا  يُستَبعَد  أن   تتحالف  إيران  مع  العدو  الصهيوني  لرد  هذا  الزحف  الذي  يهدد  المصالح  الايرانية  والصهيونية , ولا  نستبعد  تحالف  روسي  أمريكي  طالما  أن  العدو مشترك  , فروسيا  ترغب  بفتح  الطريق  أمام نظام  بشار الاسد  , والممثل  لمصالحها ,  والولايات المتحدة  تسعى  للانقضاض على  التنظيم , المهدد لمصالحها  , إن  هذه  التحالفات  تنذرنا  بقرب  ساعة  الصفر والتي إن  بدأت  لن  ترحم  أحدا  وسيتضرر  منها  الجميع .
وهناك  شكلان  للحرب  المستقبلية  الشكل  الاول يكمن  في  حال  انتصار التحالف  على  تنظيم  الدولة  الاسلامية  ماذا  سيحدث ؟  تعلمنا  في العلاقات الداخلية , والإقليمية والدولية أن ازالة  خطر ما في الصراعات الداخلية والخارجية  , يؤدي الى  ظهور أطماع  متعددة  مما ينذر بوقوع  خلافات  وحروب  مستمرة  حتى تحقق  كل  فئة  أطماعها  , فبعدما  تخلص  الشعب  الليبي  من  القذافي   ظهرت  الاطماع  الداخلية  والخارجية  ,  وليبيا  الى الان  تحت  النار !!  العراق  اليمن اوكرانيا ,  ومخلفات  تاريخية  كثيرة تُثبِت صحى ما نقول , أنهُ  في حال التخلص من العقبة الاولى , تظهر  عقبات  متتالية  غير  منقطعة  لا  يوقفها  إلا شلالات  من  الدم  وحربٌ ضروس ,  إيران  لا تتحالف مع المملكة  العربية  السعودية  إلا  خوفا  على مصالحها ,  وأيضا  المملكة  العربية  السعودية تريد  أن  تحمي  مصالحها  ,و في  حال  انتصارهما  على  دحر  عدوهما  ,  نعود  إلا  ما قبل  التحالف  وهو أنه  لكل  منهما  مصالح  , وحليف الامس   يشكل  خطرا  كبيرا على  أهداف المستقبل , والاختلاف  في الصراع  الآن   متمثل  باستعداد  كل  منهما للحرب بعدما سلوا سيوفهم ووقفوا في ساحة المعركة , ولا  يُستبعد  نشوب  حرب  بينهما , والتي  إن حصلت  ستشكل  تحالفات  اقليمية  ودولية ونشوب الحرب  العالمية الثالثة  .
الشكل  الثاني  يكمن  في  حال  انتصار  تنظيم  الدولة  الاسلامية  وزحفه  المتسارع  ليتمكن  من  نشر  نفوذه  على  معظم  الدول  العربية  والإسلامية ,  وهنا  لن  تقف  الدول  الغربية  والعدو  الصهيوني  متفرجين  ,  لان  هذا  التنظيم  يسعى لبسط  نفوذه  وقوته , و خاصة  أن  هناك  الكثير  من  الاخبار  تشير عن  توظيف أموال  ومكافئات  لمن  يتمكن  من  صناعة  الاسلحة الكيمائية والبيولوجية  , والتي إن  حصلت ستؤدي  الى  شدة  الحرب  القادمة ,  ناهيك على ذلك أن  النزاعات  الدولية  عند اشتدادها  تؤدي  الى  ظهور  قوى  عالمية  جديدة لها  تأثيرها  على  الواقع   مع  سقوط  وتلاشي قوى  أخرى ,  حتى نقف أمام خارطة  سياسية وجغرافية  و اقتصادية مختلفة كليا عن سابقتها . والسؤال الخير  لمن  الغلبة ؟؟  والإجابة هي ما قالها  عز  وجل ((ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )).

والله من وراء القصد , وآخر دعوانا أن الحمد  الله رب العالمين .