زيارة كيري والوعد المنتظــر

بقلم: 

لم يعد أحدٌ يُعولُ كثيراً على المفاوضات، سواء تم تحديدها بتسعة أشهر أم تمديدها لأكثر من ذلك، في ظل تعنت اسرائيلي قائم على الاستقواء بالقوة العظمى التي وضعت ملف " الصراع العربي الاسرائيلي" على طاولة " البحث" في أروقة السياسة الأميركية، لعلهم  يتحدثون عن خرقٍ واضحٍ في الموقف الاسرائيلي .

في كل مرة تتجدد الادارة الاميركية نرى فريقاً رفيع المستوى يصل المنطقة لإحداث خروقات بين "الطرفين" وفقاً لهم، إلا أنه يرى الطريق طويلة وبعيدة المنال من تحقيق سلام عادل، فالاسرائيلي يرى أنه لا مجال لاستمرار الصراع ومن المُجدي ولاسيما في هذه المرحلة التي يغيبُ فيها العرب عن المشهد الفلسطيني في ظل "ثوراتهم البائسة" ، ولــكنها تبحث عن حل يحفظ أمنها ويُبقيها عشرات السنين داخل حدود الدولة الفلسطينية ، مع " تعليق" التفاوض حول القدس والعودة والحدود.

باختصار .. الدبلوماسية الاميركية ستعمل هذه المرة من خلال طرح ورقة " طويلة الأمد" تُبقي الاحتلال وتُعطي بريق أمل للشعب الفلسطيني بامكانية تطبيق حل الدولتين، وستضغط من أجل وقف البناء في المستوطنات " وقفاً آنياً"، لتمرير ما تُريد.

وزير الخارجية الاميركي جون كيري، سيحضر متسلحاً بمواقف بنيامين نتنياهو، وأيضاً متحفظاً وبشكل كامل على الموقف الفلسطيني الذي يرفض الحلول الانتقالية.. متسلحاً بعنصر الوقت وبدوامة العنف في المنطقة وبرزمة تعهدات تأتي بنهاية المطاف بدولة وعلى حدود العام 67 ولو بعد حين.

زيارة كيري وورقته المنتظر طرحها .. هي في طبيعة الحال مزبج من ما طُرح على القيادة الفلسطينية في السابق وجرى رفضها .. وهنا يأتي "الوعد" وأيضاً الترغيب من خلال الترهيب.. ولعلنا بانتظار  ساسة آخرين أوروبيين وأميركيين مع بداية كل شهر  ففلسطين هي الشعب والقضيــة أممــية.

- كاتب وصحافي فلسطيني مقيم في مدينة رام الله.

Farraj.alayyam@gmail.com