مأساة وطن .... الحزبية وعفن السياسة

بقلم: 

 

إن هناك الكثير من الظواهر السلبية التي أخذت في الانتشار داخل ساحتنا الفلسطينية، وخاصة بعد الأحداث الدامية في حزيران 2007 ، وإن واحدة من هذه الظواهر هي غياب مشاركة بعض التنظيمات أو الفصائل في أيِّ من المناشط السياسية أو الفعاليات الوطنية التي يقف وراءها أو يدعو لها جهات من فتح وحماس أو عناصر محسوبة عليهما.

إن هذه الحساسية المفرطة التي يبديها كلٌ من الطرفين تجاه بعضهما البعض أسهمت - للأسف - في تكريس القطيعة ومأسسة الانقسام، وما يتمخض عنهما من حالات الاستقطاب المجتمعي والاصطفاف الحزبي والنظر إلى الخلاف السياسي من زاوية "يا أنا.. يا أنت" أو ما يسمى في مصطلح السياسة بنظرية (Zero sum Game)؛ أي "لا تلاقيا".

وبالرغم من حالة الوعي المتميزة لدى الفلسطينيين إلا أن الحزبية تحولت إلى "صنم يُعبد" ، رأسه التنظيم وشعائره التعليمات، والتي هي في ظل مفهوم "السمع والطاعة" المعمول به في كل التشكيلات الفصائلية بأيدولوجياتها المختلفة، سواء أكانت إسلامية أم علمانية، لا تسمح بتجاوز أعرافها ومواثيقها، وهي التي حجزت لها مساحات لا بأس بها من كل ما يعتقد البعض منا أنه "مقدس"..!!

اليوم، لدى الكثير منَّا اعتقاد بأننا قد تجاوزنا ما بيننا من خلافات سياسية حادة، وقّدم كل طرف من أطراف الأزمة ما يُظهر حرصه على الخروج من النفق والعمل باتجاه تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وبالتالي خفَّت درجة الاحتقان السياسي، وبدأنا نشاهد تحسن على مستوى العلاقات الشخصية والمجتمعية، وتراجعت عمليات الاعتقال والملاحقة لكوادر وقيادات هذا الطرف أو ذاك، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، ولولا "حالة الوهم" والتوتر التي خيّمت على العناصر الأمنية من فزّاعة "حركة تمرد"، ودفعت للقيام بحملة اعتقال طالت العشرات، لحين تمر المناسبة بسلام، وتنتهي ساعات اليوم الموعود ، أي 11 تشرين الثاني ، لقلنا أن العلاقة - بشكل عام - بين فتح وحماس هي سمن على عسل أو هي في طريقها إلى ذلك، حيث إن الساحة الفلسطينية هي من الناحية المجتمعية جاهزة للتصالح وطي صفحات الماضي بأحزانه ومآسيه، وهي بانتظار قرار القيادة السياسية، وخاصة بعد الاتفاقات التي تم توقيعها في القاهرة وكذلك إعلان الدوحة، وما اعقبه من تفاهمات رعتها مصر مشكورة، وباركت فيها الخطى باتجاه تشكيل حكومة انتقالية، والذهاب للانتخابات التشريعية بعد فترة يتوافق عليها الطرفان، ومن المفترض ألا تتجاوز في أبعد الحدود الستة شهور.

تساؤلات وعلامات استفهام!

خلال الأسابيع الماضية، كانت لنا مشاركات مع آخرين من مؤسسات المجتمع المدني في بعض التحركات من أجل مصلحة الوطن، وبهدف التخفيف من المعاناة التي يمر بها شعبنا في قطاع غزة، وكان الدافع لدى مجموعة العمل إظهار وحدة الموقف الفلسطيني وأن يكون المشهد معبراً عن الكل الوطني والإسلامي، ولكن - للأسف - تظل الحزبية البغيضة تضغط بأجندتها الضيقة، لتقتل فينا فرحة النجاح والتمكين لأي جهد نحاول القيام به كمجتمع مدني من أجل الارتقاء بالحالة الوطنية، وبهدف الخروج بموقف وطني واحد يمنحنا فرصة القول إننا تعافينا – ولو نسبياً - من حالة التشرذم ووضعية القطيعة والتجخيَّة والانقسام.

إن هناك الكثير من العناصر التي نكن لها كل التقدير والاحترام داخل فصائل العمل الوطني والإسلامي، ونتمنى مشاركتها الدائمة في كل إطلالة أو مناسبة لها عناوين وطنية وتراثية وثقافية أو حتى رياضية، حتى تعطينا الانطباع بتخطي المحنة وتجاوز الأزمة وارتفاع الشعور بالمسئولية الوطنية، وتملأ ساحتنا الفلسطينية كذلك بالارتياح والتفاؤل والأمل.

مؤتمر الحفاظ على ثوابت العلاقة الفلسطينية المصرية :

تنادينا كمجموعة من الشخصيات الممثلة للكل الوطني والإسلامي بالدعوة إلى القيام بعدد من الفعاليات السياسية والثقافية والفنية التي تعكس متانة العلاقة الفلسطينية المصرية وأصالتها التاريخية، وبهدف التأكيد على أن ما بيننا من ترابط ومصاهرة وجيرة هي أكبر من أن تهز أركانها حملة إعلامية أو تصريحات مغرضة هدفها التأثير سلباً عبر اللجوء إلى لغة التحريض وأساليب التشويه والتشهير.

فعلاً؛ وضعنا اللمسات الأولى بحيث تخرج فعالية (المؤتمر الشعبي لحماية وتعزيز ثوابت العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري) معبرة عن نبض الشارع الفلسطيني وبمشاركة شعبية صادقة، مع مشهد لا يغيب عنه أحد، ويكون صورة تعبيرية يجد الجميع نفسه فيها صوتاً وصورة.

ومع الحضور الجماهيري الواسع، إلا أن بعض العناوين الفصائلية أحجمت – للأسف - عن المشاركة، والسبب لم يكن هو الفعالية التي كان عليها إجماع وطني وإسلامي، ولكن لأن في الجهات المنظمة للمؤتمر فلان وفلان..!!

مرة ثانية؛ إنها الحزبية البغيضة وعفن السياسة، والتي تمنع - دائماً - اكتمال المشهد الوطني، وعدم التفاعل المطلوب لدي بعض فصائلنا العتيدة.

اليوم، تمر مناسباتنا الوطنية والدينية دونما اجماع وطني أو إسلامي، الأمر الذي أدى – واحسرتاه - أن يتم تخطى المناسبات ذات الأهمية وعدم تذاكرها والحشد لها!!
وفي المقابل، تتحرك الفصائل بثقل هائل في ذكرى انطلاقاتها، وتشد رحال الوطن كله على مستوى الحشد البشري والرايات في مهرجاناتها، وبميزانيات مفتوحة لا تجد همّة أو حماساً وتفاعلاً لها في أية مناسبات وطنية أو دينية أخرى..!!

إنها الحزبية وعفن السياسة تلقي بظلالها على حياتنا المجتمعية، حتى أفراحنا أصبحت فيها الأعراس لها ألحان حزبية وأنغام سياسية.

قبل أيام، رعت مؤسسة بيت الحكمة للدراسات والاستشارات (House of Wisdom) مشروعاً وطنياً بعنوان: "استراتيجية إصلاح منظومة العدالة الجنائية في فلسطين"، وكان لنا أكثر من تساؤل واستغراب إثر غياب بعض الوجوه من إخواننا في حركة فتح على وجه الخصوص، وهم فصيل أصيل لا يمكن القول عنهم "أنهم إذا غابوا لم يُفتقدوا"، نعم؛ لقد افتقدناهم، بالرغم من تنوع أشكال الحضور وتوافر العدد الذي تطلعنا إليه ونال رضى الجميع.. لكن بالنسبة لنا، كان وجود الإخوة في حركة فتح مهماً داخل المشهد الوطني، وله دلالات كبيرة ويعني بالنسبة لنا وللوطن الكثير.

لفتح الحبيبة أقول..

أنتم مكانتكم في قلوبنا محفوظة، وفي قلوب العجائز محفورة، وفي حماس الشباب قائمة منظورة، وكل غياب لكم عن ساحات الفعل الوطني – تحت أي عذر - غير مقبولة، كما أن طمس معالم نضالاتكم - من أي جهة – هي سلوكيات غير مغفورة.. وإذا كانت لنا جميعاً تحفظات على الانقسام، واعتبرناه - في أعرافنا - فعلاً مذموماً وكيداً مدحورا، حيث كان السبب وراء شق عصا وحدتنا وإذهاب هيبتنا، فإن غيابكم ليس – بأي حالٍ - مبرراً ولا مشكورا.

إننا نسعي - بكل قوة وحيلة - لرأب الصدع، والتعجيل بتحقيق المصالحة الوطنية كخطوة على طريق إنهاء الانقسام والتعجيل بالذهاب للانتخابات، وإقامة الحكومة التي تعبر عن الشراكة السياسية، وصياغة رؤيتنا الاستراتيجية للتحرير والعودة، وفق حالة من التوافق التي تمثل الكل الوطني والإسلامي.. إن هذا يوجب علينا جميعاً أن نظل في دائرة الحضور لكل فعالياتنا الوطنية، باعتبار أن هذه الأنشطة هي التي تحافظ على تماسك الأجيال والتصاقها بهويتها الوطنية وانتمائها العميق للوطن القضية.

ومن الجدير ذكره، أن هناك – للأسف - من يخشى قطع راتبه أو تراجع موقعه وسحب الصلاحيات والألقاب القيادية عنه، معتقداً أن ظهوره داخل ساحة المشهد الوطني مع شخصيات سياسية أخرى من حركة حماس أو العكس، ستكلفه كذا وكذا ..!! إن مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية من سياسات العقاب والجزاء التي تلجأ لها بعض التنظيمات إن حدثت فعلاً، فإنما هي – أيضا - جزء من عفن السياسة الفلسطينية وقرف الحزبية المعششة فيها.

تبادل الاتهامات والتشكيك واللعنات :

قد لا يختلف معي الكثير داخل ساحة عملنا الوطني في تقدير أن ما قاله الأخ الرئيس أبو مازن في القاهرة قبل أسبوعين خلال لقائه بالصحفية لميس الحديدي عن حماس لم يكن من حيث التوقيت والمكان مناسباً، وقد جانبه – بلا شك – التوفيق والصواب.. ففي ظل حالة احتقان العلاقة مع القاهرة، سيتم فهم ما قاله الرئيس بشكل سلبي؛ باعتبار أنه كان مزايدة ولغة تحريضية سوف تؤدي إلى تعاظم معاناة أبناء قطاع غزة، وستعطي الذرائع لمن يتربص بنا الدوائر لاستمرار الحملة الإعلامية المغرضة في التلفزة المصرية ضد حركة حماس والحكومة الفلسطينية في غزة.

وإذا كانت مقتضيات العدل الإلهي هي التجاوز عن حالة "الجهر بالسوء من القول" عمن وقع عليه الظلم، أي التغاضي ورفع العتب عن كل ما ردَّ به الناطقين باسم حماس، إلا أن معطيات السياسة ودرجة الحكمة المطلوبة في ممتهنيها تستدعي القول بأن الردود التي صدرت من غزة على تصريحات الرئيس أبو مازن كانت هي الأخرى قد جافاها الصواب، ولا تسهم في الحفاظ على خيط العلاقة ورأس الجسر الذي تحاول جهات كثيرة إيصال تمديداته للطرف الآخر، بهدف تحقيق التواصل بين الجانبين.

إننا كفلسطينيين تعودنا – للأسف الشديد – على ممارسة "سياسة الهدم والبناء"، وهذا يسوقنا للتساؤل بصوت عالٍ: متى يمكن أن يبلغ بنيان الوطن يوماً ما هو مطلوب من تمام إذا كنا على هذه الشاكلة والحال..؟! وإذا كانت هذه السياسة من الهدم والبناء هي ديدن علاقة التربص القائمة بيننا، وخط التواصل المتوتر منذ سنوات بين غزة ورام الله.!!

إن أسلوب المناكفة في علاقاتنا السياسية، وعدم التسامح في طريقة تعاطي كل منا مع الآخر، والاستمرار في ملاحقة ما يصدر من تجاوزات وهنَّات من هذا الطرف أو ذاك، يقطع الطريق أمام إمكانيات تطبيب الجراح، وإعطاء الفرصة لجهود أهل الخير في اتمام مهمة المصالحة وإنجازها بعد أن تهدأ النفوس وتستقر أحوالها.

* فتح وحماس وجدلية الحضور والغياب

في معظم الأنشطة التي تنادي لها منظمات المجتمع المدني أو العناوين الجامعة في مؤسساتنا الوطنية يتم - في العادة - طرح سؤالين من قبل قادة الفصائل الوطنية للاستيضاح حيناً، ولاتخاذ قرار المشاركة أو الغياب حيناً آخر، أولاً؛ من الجهة الراعية للنشاط؟ والثاني؛ حول مشاركة أيٍّ من فتح أو حماس في الفعالية؟

وللأسف – نكررها دائماً – غالباً ما يخذلني هذا الفصيل أو ذاك.. فالتحفظات والأعذار دائماً جاهزة للتهرب بأدبٍ أو غيره.

وإذا أخذنا شهر نوفمبر على وجه الإشارة مثلاً، فإن هناك العديد من المناسبات الوطنية التي يتوجب علينا جميعاً التعاطي والتفاعل معها على كافة المستويات الرسمية والحركية.. لقد مضت ذكرى وعد بلفور في الثاني من نوفمبر ولم يحرك أحد منا ساكناً، ومرت ذكرى استشهاد القائد أبو عمار في الحادي عشر من نفس الشهر ولم نتفق على شكل الفعالية، فغابت المناسبة.. وهناك - أيضاً - يوم 29 نوفمبر ذكرى قرار تقسيم فلسطين، وهو يمثل - كذلك - اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وأيضاً مناسبة حصول فلسطين على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة.. ولكن مع كل هذه الأوزان الوطنية لهذه المناسبات، إلا أنها – للأسف - تمضي دون أن يُذكِّر بها أحد..!!

ونظراً لحالة الانقسام والتخوف من زحمة الحشود، يتم – وا أسفاه - تجاهل كل تلك المناسبات، والتي كانت جحافلنا في الماضي تشد لبعضها الرحال، في تجمهرات تملأ الملاعب والساحات الخضراء، وتعكس حرص الجميع على توطينها في ذهنية الأجيال، وإبقائها حية في قلب المخيال؛ لأن الهدف هو الحفاظ على الوطن في أبعاده الثلاث: الحنين والعودة وكوفية النضال.

ختاماً: نصيحتي للشباب..

إن العديد من الأحزاب والتيارات والتجمعات القائمة على أيدولوجيات سياسية أو دينية في ساحتنا الفلسطينية قد شابها بعض الانحراف عن هدفها الوطني، وأصبحت – على رأي البعض - لا تستحق عناء الاتِّباع وتقديم ولاء السمع والطاعة، لأنها فقدت بوصلتها الوطنية، وغدت تلهث خلف تكثير سواد التنظيم بأساليب تضليلية لا تخدم الوطن والقضية.

نصيحتي لزهرات هذا الوطن وفتيانه الأشاوس بالبحث عن حاضنة وطنية – إسلامية تستوعب جموعهم وتأوي أحلامهم، وتخرج بتجلياتها من مشكاة الوطن بكل فضاءاته العاطفية والإنسانية والنضالية، ولا تترك مقودها لمن أصبحت شرعياتهم محل تساؤل ونظر، وأفعالهم في تعميق حالات التشظي والاستقطاب تتداولها الألسنة باستغراب وضجر.

لهؤلاء الشباب الذين يطرحون السؤال في كل لقاءاتنا معهم، ما العمل؟ وماذا نفعل؟ وهل هناك ما يمكن أن تقدموه لنا في إطار المشورة والرأي؟ وهل ما زال هناك أمل في التنظيمات السياسية القائمة أن تصحو من كبوتها وتعود بقوة لإمساك الخطام؟ وماذا بأيدينا أن نفعل - نحن الشباب - والدروب آفاقها مسدودة، وأيدينا بملاحقات الأجهزة الأمنية وتهديداتها مغلولة؟! وهل هناك من حلول لمشكلات البطالة ونفق المستقبل المجهول الذي يلاحقنا؟

تساؤلات لا تنتهي، وعلامات استفهام لواقع ووقائع حبلى بالمواجع والأحزان تجري على ألسنة هؤلاء الشباب في كل لقاءاتهم ومجالسهم، المثقلة بالفراغ القاتل والحضور الدائم في دائرة الغياب.

في ظل حالة التيه ووضعية الضياع تلك، قد يجد بعض هؤلاء الشباب مخرجاً في اتباع مجموعات قد ترتقي بروحانياته حتى حين، أو في التسكع بمحلات "الكافي شوب" يبدد في دردشاتها ساعات النهار وزلفاً من الليل، وسعيد الحظ فيهم من كانت له اهتمامات أدبية أو إسلامية فأنفق وقته يقرأ فيما يثري عقله ويحفظ عليه دينه.

قد تكون الحكومة مسئولة بدرجة أو أخرى عما يحدث لهؤلاء وأولئك، وقد تكون الفصائل والحركات بخلفياتها الأيديولوجية المختلفة تتحمل هي الأخرى جزءاً من المسئولية، وقد يكون البيت والمدرسة والمسجد باعتبارهم حاضنات تربوية مسئولة بالمقام الأول عن استقامة هؤلاء الشباب أو ضياعهم.

لا يمكن إعفاء أي طرفٍ من المسئولية، فمن المعروف أن معدن هؤلاء الشباب أصيل، وقد سبق أن خبرنا تضحياته وحرصه على الموت وإقدامه على الشهادة في انتفاضة الحجارة لأكثر من ست سنوات (1987 – 1994م)، حيث قدَّم الألاف من نشطائه جرحى ومعتقلين وشهداء، وأيضاً كان سهمه كبيراً في انتفاضة الأقصى عام 2000م، حيث أبدع في ملحمة المواجهة مع المحتل، وسقط المئات من خياره شهداء، والألاف جرحى مخضبين بالدماء، ومثلهم من المعتقلين والأسرى الذين ما زالت آمال بعضهم بقرب الفرج معلقة بالمقاومة والسماء.

لهؤلاء الشباب الذين لا نبخس عطاء تضحياتهم للوطن، ونحن على ثقة بقدرات الفعل لديهم، ننصح ونقول: إن عليكم إقامة تكتل شبابي باسم الوطن، والتحرك بفعاليات وطنية وعدم الالتفات لكل الأنشطة ذات الطابع الفصائلي أو التي تتقدم فيها – للأسف - مكانة الفصيل على الوطن.

أبدأوا تشكيل تجمعاتكم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبرهنوا للجميع أنكم الأقدر – عدداً وهمة ووعياً وحيوية - على فرض الوطن كأولوية ومهمات عمل على أجندات الأخرين وفي حساباتهم.

إن هناك حوالي 40% من شعبنا خارج حسبة الفصائل والتنظيمات، أي أنهم يمثلون كتلة "الاغلبية الصامتة"، والتي هي - في العادة - من تحسم الانتخابات لصالح هذا التنظيم أو ذاك.

ومن المعلوم أن داخل هذه "الاغلبية الصامتة" نسبة لا تقل عن 60% من الشباب، والتي بإمكانها أن تجعل كل فصيل يعيد حساباته، ويحرص على ترتيب تموضعه قريباً منها أو العمل بشكل مباشر معها.

المهم اليوم - أيها الشباب - هو إدراك الواقع، وهو أن الكرة في ملعبكم، أنتم اللاعب والحكم، والخطوة القادمة تحكمها خططكم وأقدامكم.

 

المصدر: 
القدس