لا جديد جوهرياً لدى نتنياهو...!

بقلم: 

 

 

يترقب الرأي العام نتائج الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد شهر لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولا سيما في ما يتعلق بمصير العملية السياسية بين الجانبين.

وما بات واضحًا، بحسب معظم المحللين السياسيين في إسرائيل، هو أن هذه الزيارة ستكرّس وضعية عودة الفلسطينيين إلى تصدّر جدول الأعمال الإسرائيلي في الفترة المقبلة، وأساسًا في ظل احتمال انهيار الوضع القائم والهدوء في المناطق المحتلة، وإمكان نشوب انتفاضة ثالثة.

وتتراكم يومًا بعد يوم دلائل إسرائيلية تشير إلى أن هذه العودة باتت شبه مؤكدة، وبينها كلام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن السلام، والمطالبة بتشكيل ائتلاف حكومي يكون قادرًا على استئناف المفاوضات، بدأت ملامحه تتضح مع انضمام رئيسة حزب "الحركة" تسيبي ليفني إليه قبل يومين.

بالنسبة إلى كلام نتنياهو، فإنه لا يتضمن أي شيء جوهري جديد باستثناء ما تضمنه في مستهل ولايته السابقة، قبل نحو أربعة أعوام. ففي ذلك الحين أكد نتنياهو أنه لضمان مستقبل إسرائيل يجب على الفلسطينيين أن يعترفوا بها دولة يهودية، وعليهم أن يوافقوا على أن تكون فلسطين منزوعة السلاح، ويجب على إسرائيل أن تسيطر أمنيًا على غور الأردن، وأن تشمل داخلها الكتل الاستيطانية الكبيرة، كما ينبغي إيجاد "حلول خلاقة" للاجئين والأماكن المقدسة والقدس.

كذلك شدّد على أنه لا يمكن إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني من دون مجابهة التحديات الإقليمية والإستراتيجية التي تهدّد الغرب وإسرائيل.

في الوقت نفسه ما زال نتنياهو يؤمن أن الفلسطينيين حتى الآن ليسوا هم الشريك.

لعل الشيء الوحيد الجديد هو إيمان نتنياهو أن "العالم هو الشريك". والصفقة مع "هذا الشريك" الذي يمارس الضغوط عليه بسيطة للغاية، وفحواها أن تعطي إسرائيل التزامًا بشأن إنهاء الصراع.

وحتى الآونة الأخيرة اتسم نتنياهو، برأي كثير من المحللين، بقدر كبير من البُخل السياسي الذي لا ينطوي على أي عظمة سياسية. ولديه الآن فرصة مُتاحة للاستفادة من تجربة سلفه إيهود أولمرت في هذا الشأن. فقد شن أولمرت حربين (على لبنان وغزة) وبنى في المستوطنات بتغوّل، لكنه منح إسرائيل غلاف حماية سياسيا بمجرّد قبوله مبدأ 1967 كأساس للتسوية. وعلى الرغم من أنه لم يخلِ في واقع الأمر مستوطنة واحدة، ولم ينسحب حتى من كومة تراب، فقد تمتع بـ “اعتماد عالمي”، مكّنه من أن يخوض عمليات عسكرية، ومن نقل عبء المسؤولية عن عدم تحقيق السلام من إسرائيل إلى الفلسطينيين!

المصدر: 
النهار