في أواخر ليلة الحب انتحبك!

تساؤلات مشروعة وغير مشروعة سوى عن كون الحساب والعقاب لا ملامح له الآن بالمقابل ذات التساؤلات مشروعة لتطرح، لكن اجاباتها غير مشروعة ومحرمة وموصدة أيضاً، أما مفاتيحها ملقاة بقاع بئر لا نهاية له. 

نهاية البداية أنت وبداية النهاية لا مفر منك، فيما تبقى من الليلة هذه سأحدثك عن ظلمة البئر ذاك، سأحدثك عن خاتم زفافك ورسالة وضعتها بجانب قبرك، ربما تتساءل الآن لما وضعتهم قربك، اجابتي تركتهم خلفك تحملهم والدتك لي، وكان الخيار بدفنهم بقربك خوفا على نفسي مني أو منك.

الآن، الأهم دعك من التساؤل لأكمل حديثي عن البئر، فهو يشبه اللاشيء تماما كأواخر هذه الللية تحديدا،ً لحظات يتحدث بها السكون أما الذكريات تعود لتدوي هنا وهناك، والنهاية أن تجردت من الاحساس سوى الندب والنحاب، ما يخطر ببالي تساؤلات مشروعة "لما مت؟"، وأين كل الوعود؟، لكن لا بأس عليك فقد ارتحلت ولا بأس علينا أن انتحبناك حبا وشوقا للقياك.
عيد حب، كنت ترفض الاحتفال به وتقول" كل يوم يتجدد حبي لك فلما احتفل بيوم واحد ساحتفل بكل يوما معك حبا لك وبك"، ترى هل تحتفل بحبنا وأنت بعيد كالسابق؟. أحاديث كثيرة تنتظرك لتسمع، لكن بداية دعني استرجع ما حدث بكونك سافرت على قدميك وعدت محملا بالكفن الابيض ذاك، كفنا كتب عليه بذات اللون الأبيض "أكلني السرطان"، أكل حلمنا، رأيت العبارة لكنها لم تكتب وكأن ذاك المرض يتلذذ بالضحك والشماتة مني ومن روحك.

لن تهوي احلامك أو روحك فطعم الكنافة التي احببتها لم يتغير، أتدري بعد رحيلك امتنعت عن أكلها، لكني عدت راكضة لأكلها. دع الكنافة لي، دعها تذكرني بابتسامتك وكأنك تأكل معي وتسرق من قطعتي مطلقا ابتسامة اعتصر لسماعها مجدداً، دع كل الأمور تمشي وكأنك لم ترحل، دعني أعيد بناء البيت الذي تكسر، ساعدني لأخرج المفتاح من قاع البئر، ربما أهذي فحقيقة كون الاسئلة مشروعة أو غير المشروعة كاذبة فالاختلاف بعيد كل البعد عن التزاحم والتهافت على غير المشروع والمشروع من السؤال، الأمر كله "وهم" تعلقت به عتابا على اسئلة عالقة في الحلق، اسئلة بلا مجيب. 

أيسمح لي بالخوف بعد رحيلك، ليس ضعفا وأنت تعلم كل العلم عن قوتي، أما الخوف الذي أقصده خوفا من أن يطيل البعد حباله، أن تبقى الاحاديث ما بين الروح والجسد عالقة تنتظر أن تسمعها وتطبط بكلمة لا بأس عليك منها.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.