خلفَ تلك الجُدرانِ يئنُّ ألمٌ فلسطينيٌّ

خلفَ تلك الجُدرانِ يئنُّ ألمٌ فلسطينيٌّ

لا يمكن فهم قيامَ قُوّاتِ الاحتلال بوضعِ جُدرانٍ فاصلةٍ لعزلِ الأحياء العربيّة في مدينةِ القُدسِ عنْ باقي المدينة ، لأسبابٍ وصفتْها تلك القُوّات لدواعٍ أمنيّةٍ ما هي إلا للتَّضييق على المقدسيين للرحيل عن أماكنِ تواجدهم ، فسُلطات الاحتلال بهذه الساسة تكون قدْ زادتْ مِنَ الألمِ الفلسطيني .. فخلفَ تلك الجُدرانِ البشِعة يئن المٌ فلسطينيٌّ ، وهذا الألم يزدادُ يوماً بعد يومٍ ، جراء سياسة القمع التي تُمارسها قُوّات الاحتلال بحقِّ أهالي القُرى العربيّة في القُدسِ المُحتلّة..

وتتخذُ قُوّات الاحتلال مِنْ بناءِ تلك الجُدرانِ البشِعة ذريعةً لتوفيرِ الأمنِ بحسبِ ادِّعائِها ، وبهذا تكونُ قدْ انتقمتْ مِنْ مواطنين مقدسيين لا لشيء ، فقطْ لأنَّهم يحتجّون على سياسةِ الاعتداءاتِ بحقِّ المُقدَّسات ..

وحينما تقابل مواطنين يسكنون في بلدةِ العيسوية فيقولون بإنَّ الدُّخولَ والخُروجَ مِنْ بلدةِ العيسوية أصبحَ أمراً مأساوياً ومعاناة شديدة ، ولا يقتصرُ على الوصولِ للحاجزِ المُقامِ على مدخلِها ، بلْ يتخطّى ذلك للتَّفتيشِ المُذلِّ الذي يتعرضُ له المواطنون هناك .. ويضيفُ المواطنون المتألّمون والذين تشاهِدُ المعاناة على وجوههِم بأنَّ شوارعَ البلدة ضيقةٌ وتزدحمُ بمئاتِ بلْ آلافِ السّيَّارات ، والبنيةُ التّحتيّة تعيسةٌ ولا تحتمِلُ هذا الوضع بتاتاً..

فعندما تشاهِدُ تلك الجدران تدركُ بأنَّ خلفَها يوجدُ ألمٌ فلسطينيٌّ يئن ، ولكنَّ الألمَ سيصمدُ رغم تلك المُعاناة اليومية .. إنَّ أقامةَ تلكَ الأسوار يأتي في سياقِ سياساتِ التَّمييزِ العُنصري الهادفة إلى ضربِ الوجود الفلسطيني في المدينةِ المُقدَّسة ، وتعتبرُ امتداداً لسياساتِ الاحتلال التي يتّبعُها في القُدسِ لتفريغِها مِنْ مُحتواها الفلسطيني ..

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.