هل تنتهي عزلة الرئيس الفلسطيني!

الصورة السوداوية حاضرة في الساحة الفلسطينية بشكل قوي في الآونة الأخيرة، والتحليلات السياسية بعضها يفسر الأمر بكونه مجرد مرحلة قصيرة وينتهي الغضب الشعبي، وأخرى تصف الأحداث بالثورة وتتنبؤ بابعادها. بالرغم من ذلك تتصاعد المظاهرات بكل مكان معلنة تزايد عدد الشهداء في ساحات المعركة.

فبعدما أصبح شغلنا الشاغل حل الانقسام على حساب الوطن واستعادته تبين لاحقاً أن فتح وحماس لا يجدون التغيير مسار، وأن كليهما لا يؤمن بمبداً الشراكة في السلطة والسياق التاريجي يشهد على ذلك وأسطع دليل ما حدث في انتخابات 2006م وفوز حماس يليها سعيها للتفرد بالحكم واقالة الأخر. 

في السياق هذا ستجد في قرارة نفسك عدة تسؤلات تتطلب اجابة، منها: ما الذي يجعل الرئيس الفلسطيني يستمر بسلطته؟ ولماذا لم يعلن في خطابه الأخير بالأمم المتحدة انهاء الانقسام والمضي قدماً بذلك؟، وفعلياً الانقسام لم يؤثر فقط في الشعب بل على القيادة أيضاً مما جعلها تتبنى رؤية مختلفة عن رؤيتها قبل الانقسام تتضمن الحل من خلال المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي والسعي لتكريس الدولة والذهاب للجنايات، وبعيداً عن كون السياسة اختلفت أو كونها ستأتي بنتيجة مع الطرف الإسرائيلي، لكن الظروف تغيرت وكان لأبد للرئيس مجاراتها.
ففي الحقيقة أن اكتفاء الرئيس الفلسطيني بالتهديد الضمني بخطابه أو بتصريحاته خلال الفترة الراهنة، "إن لم تلتزموا لن نلتزم"، يدلل على تمسكه برؤيته إلى الآن بالرغم من تخوف الطرف الإسرائيلي من تصريحاته وقولها أنه يشابه الراحل عرفات بما يفعله الآن، لكن القناعة بحسب السياق التاريجي والظروف المصاحبة لأي قرار ترسلك لإدراك أن الرؤية لن تختلف في  ظل ما يحيط بسيادته، فالظروف هي ذاتها دون أي تغير يذكر.
إن تغير رؤيته سابقاً جاء نتيجة أسباب منها البيئة الداخلية لحركة فتح أهمها الانقسامات الداخلية، وأيضا عدم ابداء الفصائل الأخرى أي رغبة بالتغيير، يضاف إليها أسباب خفية سببها الحكومات الإسرائيلية وتغيرها ففي عهد أولمرت اعتقد الرئيس أنه سيصل لاتفاق مع الطرف الإسرائيلي وعلى عكس ففي ظل حكومة نيتنياهو الذي مارس ضغوط كبيرة ولعب على عدة نقاط واستغلها بشكل ذكي منها أن الرئيس لا يستند إلى حزب قوي ولديه علاقة  غير جيدة مع حماس، وأنه  لا يملك شخصية جماهيرية.
الظروف المحيطة مربكة وربما ستنتج قرارات عشوائية دون تشاور حتى، وهذا ما أكد عليه خبير في مجال الحكم الصالح عزمي الشعيبي "إن الرئيس لا يعتمد بالكامل على فتح في قراره ولا يعتمد على البنية الحزبية لتحديد الخطوات" وهذا أمر طبيعي في القوقعة التي يحياها، كل تلك الظروف وضعت الرئيس بحالة عدم الثقة وانعزال، والتساؤل القائم الآن هل يسعى الرئيس لكسر عزلته؟
الحيرة سيدة الموقف في الوضع الحالي، فالرئيس لا مخرج له من عزلته سوى بالشعب والعودة له، فالظروف ذاتها لكن الخطوة التالية منه قد تغير مجرى الأمور، ليست فتح أو حماس الذي سيتقضه من قاع البئر، خطوة جديه كفيلة بشحد تأييد شعوب ذاقت الويل من قتل وحرق ومصادرة للطفل والأرض برغم من كون تبعات الأمور والنتائج قد تكون عظيمة لكن التضحية تلزم لإستعادة التأييد ربما، صحيح أن السياسة مختلفة لكن اذا لم تكسب الجميع في صفوفها فهذا يؤكد على ضرورة تغيرها لتكون صالحة.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.