الانتماء لفلسطين كما يجب أن يكون
تاابعت مشاركات اتحاد فلسطين للتايكواندو في بطولة الفجيرة الدولية منذ أربع سنوات فاتت و أذكر جيدا ان مشاركتهم الأولى - و كان الاتحاد وقتها حديثا - لم تنجح إلا في الحصول على ميدالية برونزية واحدة ، و في نهاية البطولة ساد الوجوم و الحزن جنبات الوفد الفلسطيني الذي تآلف من أكثر من 40 لاعبا و لاعبة .
طلب مني الأخ عمر كبها رئيس الاتحاد أن أتحدث للاعبين و أن أشد من ازرهم و كان مما قلته لهم : " انتم جئتم لرفع علم فلسطين و قد فزتم بذلك ، أكثر من 45 دولة شاهدت وفدا رسميا رياضيا لفلسطين و كل وسائل الإعلام العالمية أظهرت مشاركة فلسطين في محفل دولي يشارك فيه أكثر من 3000 لاعبا و مدربا و حكما و إداريا و منظما و إعلاميا ، و هذا بحد ذاته إنجازا عظيما و نحن كشعب فلسطيني فخورون بكم و على ثقة بأن مشاركاتكم القادمة ستكلل بالذهب "، و التقى بهم حينها الأخ عصام مصالحة سفير فلسطين في الامارات حيث اصطحبتهم للقائه في قنصلية فلسطين بدبي و كرر لهم سعادته ما قلت و استقبلهم استقبالا حافلا و ودعناهم جميعا إلى المطار مما أعطى اللاعبين دعما معنويا رائعا و عزز من ثقتهم بأنفسهم .
قبل أن يغادر الوفد و في انتظار موعد الطائرة همست في أذن أخي رئيس الاتحاد عمر قبها بكلمات شعرت أنها لامست قلبه و فكره ، قلت : أبا هيثم ركز مع عدم الإهمال .. قال : أفصح ، قلت : انت أعلم مني بقدرات لاعبيك ، لبس بالضرورة أن أشارك بوفد من 50 لاعبا ، شارك بوفد صغير يكتسب الخبرة و الاحتكاك و ركز عليه في جميع البطولات العالمية و العربية و لا تهمل باقي الأشبال و الزهرات من التدريب و الاهتمام .
بدأ رئيس الاتحاد النشط جدا و آمين عام الاتحاد الذي لا يهدأ ابدا الأخ محمد جراد بالعمل ليل نهار و دون توقف و أخذوا يجوبون بقاع الأرض من شرقها إلى غربها و من شمالها إلى جنوبها بإمكانية مادية ضعيفة جدا و لكن بمعنويات و إرادة كالجبال و هدفهم كان فقط اسم فلسطين و اكتساب الخبرة اولا و تسجيل إنجازات باسم فلسطين ثانيا ، علما أن هذين الرجلين في أكثر من موقف يخسرون من مالهم الخاص من أجل راحة اللاعبين و استمرار المسيرة دون توقف .
استطاع هذا الاتحاد الذي لا يكاد يعلم به إلا القليلون و لا يأخذ حقه من الدعم و لا من الاهتمام الرسمي و الاعلامي ، استطاع أن يحقق إنجازا رياضيا كبيرا بأن فاز لاعبه البطل مالك ابو الرب ببطولة العرب لفئة الرجال و الميدالية البرونزية على مستوى آسيا .
غادرنا وفد اتحاد فلسطين للتايكواندو قبل يومين بعد مشاركة ناجحة جدا في بطولة الفجيرة الدولية الرابعة للتايكواندو حيث شارك الوفد في البطولة بأحد عشر لاعبا و لاعبة فقط و قد كنت مرافقا للوفد طيلة أيام البطولة و مما أشعرني بالعزة و الفخر أن الوفد الفلسطيني شارك بستة لاعبين في اليوم الأول حصلوا جميعا على الميداليات الذهبية و المراكز الاولى دون منافس مما سبب بارتباك الفرق الدولية الأخرى التي لها باع طويل و يمتلكون أبطالا كبارا على مستوى العالم و أخذت كل الفرق تأتي لزيارة إدارة الفريق و الإعلام يتسابق للحديث مع اللاعبين و الإداريين و حتى أن بعضا من الفرق العربية كالاردن الشقيق عرض على رئيس الاتحاد أن يشارك مدربوه في مباريات لاعبينا و فعلا قام احدهم بأخذ دور المدرب للاعب مالك أبو الرب نتيجة تزاحم مباريات لاعبينا و عدم توفر مدربين كفاية في الوفد، وحازت فلسطين على اهتمام واسع من قبل اللجنة المنظمة و عرضوا على رئاسة الوفد تسخير كل إمكانياتهم و خبراتهم لدعم التايكواندو في فلسطين.
بقي أن أخبركم أن فلسطين بهذا الوفد الصغير عددا الكبير بانجازاته حصلت على 7 ميداليات ذهبية و واحدة فضية و واحدة برونزية أي أن 9 لاعبين من اصل 11 لاعبا فازوا جميعا بمراكز أولى على مستوى العالم ، و قد كان ترتيب فلسطين في عدد الميداليات الثالث بعد أوزبكستان و الأردن مع أن أوزبكستان شاركت بأكبر وفد من بين الوفود و جاؤوا بطائرة خاصة و إمكانيات ضخمة و كذلك وفد الأردن الشقيق الذي يسبقنا كثيرا بالخبرة و الحصول على البطولات و معروف على مستوى اللعبة دوليا ..
من أراد أن يتعلم كيف يكون منتميا لفلسطين فليتابع هذا الاتحاد و هؤلاء اللاعبين .. و اولئك الرجال الرجال الذين يقفون خلف هذا المنتخب .
و من أراد أن يقدم شيئا للرياضة الفلسطينية فليدعم هذا الاتحاد لأنه لن يندم ..