ماذا بعد خطاب الرئيس ؟
انتظرنا من الرئيس الروسي فلادمير بوتين والرئيس الاميركي باراك اوباما ان يقولا شيئاً عن قضيتنا الا انهما قدما هدية لشعبنا بأن قفزا معا عن الموضوع الفلسطيني بمجمله . وحالتنا الفلسطينية واضحة للجميع سهلة ومقروءة ومحبطة والانقسام سيد الموقف , اما العالم العربي فهو منشغل بحروبه الداخلية مع نفسه ومع اشقائه ولم يعد احد يرى ازهار الربيع العربي التي اكتست برائحة الدم وغبار البؤس والدمار ونحن الذين كنا نتغطى بهم في مواجهاتنا للاحتلال نتألم ونشفق على الحالة التي وصلوا اليها واصبحنا بإنشغالهم في حروبهم بلا غطاء عربي وبلا مواقف قوية تعزز من صمودنا , وعدنا الى مربعنا الاول شعارنا الاول "يا وحدنا". , والعالم الذي نشكوا اليه حالنا منشغل في مباراته التي يختبر فيها قدرات سلاحه الجوي والامم المتحدة تسجل من يقصف مدننا وقرانا اكثر واصبح ما يوحدنا المنظر الذي يتكرر يوميا لتدفق الاجئين من بلادنا عبر الحدود او تبتلعهم البحار, وهذا جميعه يجعلنا نفتقر الى القوى الضاغطة لفرض ما نريد .
اما الاحتلال الاسرائيلي فيمتلك كل عناصر القوة لفرض ما يريد، وفي هذه الاجواء الملبدة بكل مناخات الاحباط فلسطينيا وعربيا ودوليا التي يعرفها ويستغلها ويتصرف على اساسها كقوة احتلال لا تستجيب لاي خطوة فلسطينية , جاء خطاب الرئيس الفلسطيني "ابو مازن" حيث القى بالكرة الفلسطينية في المرمى الاسرائيلي وجعل جميع الدول التي كانت تتوسط او تتابع في دائرة الحرج الشديد حيث لم يدع للجانب الاسرائيلي اي فجوة للنفاذ منها لصدق وقوة الموقف الذي بات يمتلك قوة الاستجابة للارادة الدولية في مواجهة عناصر القوة الغاشمة الاسرائيلية التي لا تعترف الا بنفسها .
وبهذا وضع الرئيس القضية الفلسطينية امام مرحلة جديدة تفرض علينا ان نذهب الى البحث بجدية عن ترتيبات الوضع الداخلي الفلسطيني والاتفاق على آليات حمايته وان لا نذهب الى ردة الفعل ولا نسمح باستدراجنا لما يريده الاحتلال وان نضع الاجراءات الدقيقة والمتكاملة المدروسة وان نصل معاً بإرادة جماعية الى الخطوات التي سوف نسلكها لنستعيد القوى الضاغطة التي سنواجه بها الاستحقاقات القادمة في اي مواجهة ميدانية او دبلوماسية مع الاحتلال .
وعلينا اولاً ان نستعيد مكانة وقدرة منظمة التحرير الفلسطينية التي يجب ان تكون المشاركة فيها للجميع ولا يتغيب عنها احد لخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية . وثانيا، ان تمضي حركة فتح قدماً في استكمال خطواتها لإنجاز مؤتمرها العام السابع لتستعيد ترتيب وضعها الداخلي لتعود بقدراتها وسياساتها اقوى مما هي عليه . وثالثا، عدم التراجع عن انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته العادية المقررة لاعتماد السياسات الفلسطينية التي سوف توصلنا لإستحقاق الدولة والقدس عاصمة لها. ونتفق على البرنامج الذي نواجه به خطورة المرحله ونمضي الى الامام في مواجهة قوة الاستفراد الاسرائيلي بنا والانشغال العربي والاقليمي والدولي عن قضيتنا العادلة وان نستعيد كل الادوات الضاغطة التي تجعل الاحتلال يندم على اضاعة كل فرص السلام التي اهدرها ونوصل رسالة قوية نقول فيها اننا نعرف من اين نبدأ ؟ وكيف نبدأ ؟ ومتى نبدأ ؟ اما الاهم فهو التوجه بجدية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية دون ممارسة لعبة شد الحبل في الاطارات الفصائلية وتغليب المصلحة الوطنية العليا وعدم التردد في تنفيذ ما نجمع عليه بقوة وشجاعة واقدام ولا نترك الارتجال الوطني المقدام يقودنا على الرغم من اهميته .