الرؤيا الشبابية و الاتحاد الأوروبي يحتفلان باختتام العام الأول من مشروع "شبابنا قدها"

زمن برس، فلسطين: بعد نحو عام كامل من تنفيذ تدريبات مشروع شباب القدس يصنعون صورتها – شبابنا قدها احتفلت مؤسسة الرؤيا الشبابية باختتام العام الأول من المشروع في مسرح النوتردام في القدس بالشراكة مع مؤسسة النيزك للتعليم المساند و الإبداع العلمي ، مؤسسة التعليم من أجل التوظيف و مسرح الرواة و بتمويل من الاتحاد االأروربي.
و حضر الحفل كل من وزراة شؤون القدس و المجلس الأعلى للشباب و الرياضة و العديد من المؤسسات المقدسية كمؤسسة التعاون ، الغرفة التجارية ، كويكرز، جمعية برج اللقلق المجتمعي ، جمعية الجالية الإفريقية، اوكسفام ، سبافورد ، فريدرش ايبيرت الألمانية ، جمعية جذورللإنماء الصحي ، مركز عشاق ، مركز القدس للدراسات الاقتصادية و الاجتماعية ، المركز النسوي الثوري ، مركز السرايا لخدمة المجتمع ، كلية هند الحسيني .
و افتتح الحفل الختامي بعرض فيلم قصير يتحدث عن مشروع شبابنا قدها الذي حقق العديد من الأهداف المرجوة من أهمها : خلق حالة من الوعي إتجاه الهوية الذاتية والثقافية الإجتماعية لدى الطالب المقدسي ، تطوير قدرات الطلاب المقدسيين من خلال أنشطة المشروع اللامنهجية و فعالياته الترفيهية و التعليمية في خمس محاور رئيسية هي :( الإعلام و صناعة الافلام ، الكتابة الإبداعية ، العلوم و التكنولوجيا، الريادة و الدراما و المسرح ) ، بالإضافة إلى صنع حراك ثقافي و اجتماعي في المدينة المقدسة .
من جهتها ، أكدت وكيل وزارة شؤون القدس سلوى هديب في كلمة لها على أهمية هذا المشروع في صقل و تطوير مهارات الطلاب في النشاطات اللامنهجية و توسيع الادراك العلمي لديهم بعيداً عن أسلوب التلقين المتبع في المدارس مشيرة إلى أن ما نتج من المشروع هو دليل على نجاحه خاصة في ظل ما تعانيه المدينة المقدسة من تهويد و انتهاكات و شددت هديب على ضرورة الاستمرار في مثل هذه المشاريع و أن لا يقف الاحتلال عائقاً أمام الشباب المقدسي .
بدوره ، قال الرئيس التنفيذي لشركات سنقرط العالمية و رئيس مجلس الادارة في مؤسسة التعليم من أجل التوظيف مازن سنقرط في كلمته ممثلاً عن المؤسسات الشريكة إن مشروع شبابنا قدها يلعب دوراً كبيراً في صقل مهارات الشباب المقدسي و زرع أسس التغيير في أذهانهم من أجل خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه مشدداً على ضرورة الاستمرارية في هذا المشروع لأعوام مقبلة .
هذا و أشارت مديرة البرامج في الاتحاد الاوروبي استيل كادوش إلى أن هذا المشروع تكمن أهميته في كونه يغرس المبادئ الأساسية في عقول الطلاب و يقدم لهم الأدوات اللازمة من أجل ترجمة ما يتلقونه نظرياً و عملياً الى تغيير حقيقي على أرض الواقع .
و تخلل الحفل مجموعة من العروض للمسرحيات التي أنتجها الطلاب المشاركون في المشروع و التي تروي الآثار السلبية الناتجة عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العائلات المقدسية المتمثلة في إقبال الطلاب على القيام بسلوكيات سيئة كتناول المخدرات و الكحول، اضافة الى واقع النساء في المجتمعات و ما يمارسونه من سلوكيات و عادات سيئة كالنميمة و غيرها.
أما الأفلام القصيرة المنتجة من قبل الطلاب فقد احتلت أيضاً جزءاً مهماً في الحفل الختامي ، حيث تم عرض بعض الأفلام التي تحاكي الحياة المقدسية الاجتماعية اليومية التي يعيشها الطلاب و ما يتمنونه من تغييرات في مدينة القدس كالشعور بالأمان و الاستقرار إضافة إلى المعاناة التي يعانيها طلاب الثانوية العامة ( التوجيهي) أثناء فترة الدراسة وتقديم الإمتحانات من ضغط نفسي يمارسه الاهالي والمجتمع بحقهم ، و ظاهرة الزواج المبكر و الجوانب السلبية المترتبة عليه والحالة النفسية التي تقع فيها الفتاة نتيجة لذلك ، و فيلم آخر يهدف الى توعية الاباء بضرورة التواصل مع أبنائهم و إفساح المجال لهم بالتعبير عن آرائهم وضرورة المصارحة ووجود الثقة بين الأهل و الأبناء من أجل الحفاظ على حياة خالية من الكذب ،إضافة الى فيلم يروي قصة فتاة تحرم من وجود والدها بجانبها في يوم تسلم الشهادات المدرسية بسبب تواجده بالسجن .
الطالبة ميرفت جودة المشاركة في محور الكتابة الابداعية كانت واحدة من قصص النجاح البارزة التي خرج بها المشروع حيث قالت إن الدورات التدريبية التي شاركت فيها عززت من قدراتها في الكتابة بأسلوب ابداعي مختلف إضافة إلى زيادة رغبتها في قراءة الكتب . و أضافت جودة أن للكتابة ثلاثة أركان رئيسية هي : القراءة و التمعن ، كتابة المذكرات اليومية ، متابعة السينما و الاستماع الى الموسيقى .
هذا و تم تكريم إدارة المدارس المقدسية المشاركة في المشروع تقديراً لجهودهم المتمثلة في تنمية قدرات و مهارات أبنائهم و بناتهم الطلبة و إتاحة لهم المجال في المشاركة في جميع النشاطات اللامنهجية التي من شأنها أن تضع بصمة قوية في مسيرة حياتهم .
و في نهاية الحفل سار الحضور في جولة على الأكشاك المشاركة في محور العلوم و التكنولوجيا حيث قام الطلاب بعرض تجارب علمية من ضمنها اجراء فحوصات للتعرف على زمر الدم عن طريق تقنية بسيطة تعلموها من خلال التدريبات العملية المتواصلة إضافة الى عروض الروبوت المختلفة . أما محور الريادة فتخلله نماذج و مجسمات مبسطة تعبر عن المشاريع التي قامو بتنفيذها كصناعة اكسسوارات عملية حديثة, و مشروع خاص بالمنتجات الزراعية ، الحلويات المنزلية والغذاء الصحي. و أخيراً محور الكتابة الإبداعية الذي نتج عنه كتابين الأول بعنوان " قناديل أخرى على السور " و الثاني بعنوان " لا مكان للسقوط " و احتوى الكتابان على عدة نصوص أدبية نثرية .
و من الجدير بالذكر أن مشروع شباب القدس يصنعون صورتها " شبابنا قدها " بدأ عام 2013 و استهدف 13 مدرسة مقدسية ومركز مجتمعي في 12 بلدة مقدسية على أمل أن يستمر العام المقبل بنفس الهمة و العزيمة الراميتين الى إخراج الطالب من قوقعة التفكير التقليدي إلى التفكير الإبداعي.